العميد نزار عبد القادر لـ”أساس”: بوتين يروِّض أوروبا وأميركا

مدة القراءة 3 د

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمته فاقتحم جيشه أوكرانيا وطوّق العاصمة كييف بالقصف المدفعي كما جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية. فيما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سارع إلى إبداء الموافقة على الحوار حول حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو.

يؤكّد الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهجومه على أوكرانيا يحاول ترويض أوروبا، ومعها الولايات المتحدة، لأنّه لا يرضى عن طريقة التعامل التي اتّبعها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية معه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ما يحدث اليوم ليس وليد الأمس أو الخلاف مع أوكرانيا بسبب نيّتها دخول الحلف الأطلسي، بل هو تعبير روسيّ عن رفض السياسة المتّبعة في التعامل مع موسكو، والتي درج الغرب على استعمالها معها بعد تفكُّك الاتحاد السوفياتي”.

بوتين يحاول أن يدعو الغرب إلى التفاوض معه على رسم خريطة جديدة لا ترتبط فقط بأوكرانيا، بل بكلّ أوروبا والعالم

في قراءته الأوّليّة للهجوم الروسي على أوكرانيا يقول العميد عبد القادر لـ”أساس”: “بوتين يحاول أن يدعو الغرب إلى التفاوض معه على رسم خريطة جديدة لا ترتبط فقط بأوكرانيا، بل بكلّ أوروبا والعالم، رافضاً كلّ التغييرات التي حدثت في فترة التسعينيّات بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي. ولا أعتقد أنّه سيشنّ هجوماً ويدخل العاصمة كييف كما كان متوقّعاً في البداية. هو يستعمل القوّة العسكرية ويحشد 150 ألف مقاتل والعُدّة اللازمة، لكنّه لن يقوم باجتياح كامل لأوكرانيا. اعترف بوتين باستقلال مقاطعتين عسكرياً، سكّانهما من الروس، وذلك في إطار الضغط الجدّي.

ويتابع: “يعتقد بوتين أنّه يجب تقسيم العالم إلى ثلاث مناطق نفوذ: منطقة النفوذ الأميركي، منطقة النفوذ الصيني، ومنطقة النفوذ الروسي. ويعتبر أنّ روسيا لها الحقّ في أن يكون لها منطقة نفوذ، وأنّ الصراع على مناطق النفوذ لن يكون فقط بين الصين والولايات المتحدة”.

ويضيف: “روسيا لا تريد إطلاقاً العودة إلى ما كانت عليه الأمور في النصف الأول من القرن العشرين، حين كانت تتعرّض لحروب تشنّها عليها دول أوروبا الغربية، ولمّا تنسَ أنّ الحرب العالمية الثانية قد كلّفتها ما يزيد على 25 مليون قتيل. لذلك تريد إبعاد القوى الغربية الأساسية عن حدودها. وترى روسيا أنّ لها الحق، بعدما تخلّصت من كلّ نقاط الضعف التي ولّدها تفكّك الاتحاد السوفياتي، ليس فقط في أن تُبعد حلف شمال الأطلسي عن الدول المحيطة بحدودها، بل ولها الحق في أن تكون لها مناطق نفوذ. ويعتبر بوتين أنّ هناك فرقاً بين سيادة دولة معيّنة وسيادة دولة كبرى. فالدول الكبرى، ومنها روسيا، تملك حقّاً سياديّاً أكبر بكثير من ذلك الذي تملكه الدول الوسطى والصغيرة. وفي العالم أربع دول يمكن بالواقع أن تتمتّع بحق سياديّ كامل، وهي: روسيا والولايات المتحدة والهند والصين. أمّا باقي الدول فيجب أن يتمتّعوا بسيادة نسبية، ويقترب هو في هذا الموضوع من نظرية جورج أورويل الذي تحدّث عن السيادة المشروطة في الدول”.

إقرأ أيضاً: اجتياح أوكرانيا: تهميش الاتحاد الأوروبي وربما أكثر..

ويختم بالقول: “في النهاية ما يريده بوتين أن يكون حول روسيا الاتحادية دول على غرار بيلاروسيا  وكازاخستان، حيث رئيس الدولة يدين بالولاء لموسكو، والحكومات تعمل تحت ظلّها للاستمرار بالحكم. هذا هو لبّ القضيّة”.

مواضيع ذات صلة

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…