لا كلام بعد كلام المفتي. هذا مسلك سُنّة لبنان ملتزمين ومؤمنين مؤسسات وجمعيات وأحزاباً.
لاءات دار الفتوى الثلاث الخاصة بالانتخابات النيابية، التي سبق لموقع “أساس” أن كشفها بتاريخ 4 شباط 2022 تحت عنوان “المفتي يُطلق لاءاته الثلاث”، أكدها أمس بيان المكتب الاعلامي في دار الفتوى معيداً ومؤكداً لها:
1 – لا تدخل في العملية الانتخابية.
2- لا دعم لمرشح على آخر.
3- لا دعم للائحة على أخرى.
أي كلام عن السُنّة وصوتهم في الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيار المقبل بعد كلام دار الفتوى، لا شرعية له
بيان دار الفتوى الصادر عشية المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة اليوم الأربعاء، وضع النقاط على حروف الانتخابات في الدوائر ذات الثقل السنّي، بيروت – صيدا مروراً بإقليم الخروب، البقاع الغربي والأوسط، عرسال، وانتهاء بالشمال في الدائرة الثانية والأولى أي طرابلس المنية الضنية وعكار.
أعلن المفتي عبد اللطيف دريان، عبر البيان الصادر باسم دار الفتوى ثقته بناسه وأهله على امتداد مساحة الوطن، مُدَعمّاً اللاءات الثلاث الاساسية بملحق لاءات ثلاث أخرى جاءت بين السطور والكلمات:
1- لا وصاية لأحد على الصوت السنّي.
2- لا إرشاد لأحد للصوت السنّي.
3- لا تعليب للصوت السنّي.
ينطلق المفتي دريان من موقفه الانتخابي من المعادلة الشرعية التي أرساها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال:”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”.
أي كلام عن السُنّة وصوتهم في الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيار المقبل بعد كلام دار الفتوى، لا شرعية له، بل يأتي في سياق الرغبات الفردية أو التحليل السياسي دون أي جدال بذلك.
السُنّة مدعوون إلى المشاركة في الانتخابات تصويتاً وترشحاً. هم على درجة من الوعي والفهم أن يكون خيارهم متوافقاً مع قناعاتهم، “من اجتهد واخطأ له أجر، ومن اجتهد فأصاب له أجران”.
الناخبون السُنّة كلّ وفقاً لمنطقته وبلدته ودائرته مدعوون لتدبّر أمورهم الانتخابية استناداً لحسهم الوطني وضميرهم. أهل بيروت أدرى بشعابها لا تعوزهم نصيحة شقيق ولا يفتشون عن وصاية ولا إرشاد سياسي. أهل صيدا خبراء حصريون بمزاج أهلها وحاجيات ناسها وآلام أبنائها المعتقلين في السجون. أهل طرابلس والمنية والضنية ضليعون أكثر من غيرهم بمصلحة مدينتهم وكيفية رفع الحرمان عنها، أصابعهم محروقة من تدخلات الآخرين، فيما أهل البقاع أجادوا وأبدعوا في زرع السهل فكيف نسلبهم الحق بزرع مستقبلهم السياسي بخبرة أبنائهم ونخبهم الذين أثبتوا نجاحهم في عالم الاغتراب خارج الحدود.
لا خوف على سُنّة لبنان. هذا ما هو مكتوب بين أسطر بيان دار الفتوى عن الانتخابات النيابية المقبلة بحلوّها ومرّها. السُنّة ببركة عمامة المفتي ودفء جبّته قادرون على خوضها بنجاح. والنجاح هنا لا يرتبط بأسماء الفائزين أو المنهزمين، بل بامتلاك السُنّة لحرية القرار والعزم على البقاء في المعادلة الوطنية مؤثرين وفاعلين وشركاء أصليين.
السُنّة راشدون، دعوهم يتمتعون برشدهم وحريتهم. دعوهم يختارون من يريدون في استحقاق الانتخابات النيابية وفي كل استحقاق.
إقرأ أيضاً: المفتي يُطلق لاءاته الثلاث
بيان دار الفتوى
أكّد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، في بيان، “أنّ ما ينشر من آراء وتحليلات ومصادر مقرّبة أو قريبة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بخصوص الانتخابات النيابية المقبلة هو مجرد توقعات وتحليلات لا تمت إلى الحقيقة بصلة”، مشدداً على أنّ “الموقف من الانتخابات النيابية واضح للعيان لا تدخل في العملية الانتخابية ولا دعم لمرشح على آخر ولا دعم للائحة على أخرى بل سيتم التعاطي بهذا الاستحقاق بكل مسؤولية وطنية جامعة تنحصر في التوجيه نحو اختيار الأفضل لمشروع بناء الدولة ومؤسساتها وتمتين وحدة الصف الإسلامي على أسس وطنية”.