هل فرط التحالف ما بين النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد؟ ما صحّة ما يتمّ تناوله عن خطّ اتصالات هاتفيّ مفتوح بين الرئيس نجيب ميقاتي والصمد؟
مصادر طرابلسيّة مستقلّة أشارت لـ”أساس” إلى أنّ نقاط التباين بين كرامي والصمد ثلاث:
1- يتمسّك النائب الصمد بأن يكون المرشّح الوحيد في اللائحة عن الضنّية وترك المقعد الثاني شاغراً، فيما يقترح النائب كرامي ترشيح شخصية من عشيرة آل سيف إلى جانب آل الصمد، وهو ما قد يسمح للّائحة برفع حواصلها الانتخابية.
2- يقترح النائب كرامي دراسة إمكانية ترشيح كمال الخير عن المنية، وهو أمر يرفض النائب الصمد بحثه مع موافقته على أيّ مرشح آخر على خلفيّة الأثر السلبي على التصويت للّائحة بسبب وجود الخير فيها، بخاصة في الضنّية وطرابلس، على الرغم من الحالة الشعبية للخير في المنية والتي تستند إلى انتسابه لسرايا المقاومة التابعة لحزب الله.
أشارت مصادر مقرّبة من النائب فيصل كرامي لـ”أساس” إلى أنّه لم يُعقد أيّ اجتماع حتى الآن بين كرامي والصمد حول الملفّ الانتخابي، لأسباب خاصة وليس انتخابية
3- يرفض النائب الصمد وجود أيّ مرشّح للتيار الوطني الحر في اللائحة، فيما النائب كرامي يرى إمكانية اقتسام المقعدين المسيحيّيْن الكاثوليكي والأرثوذكسي بين المردة والتيار الوطني الحر شريطة موافقة المردة على ذلك احتراماً للتحالف التاريخي بين كرامي وفرنجيّة.
من جهتها، أشارت مصادر مقرّبة من النائب فيصل كرامي لـ”أساس” إلى أنّه “لم يُعقد أيّ اجتماع حتى الآن بين كرامي والصمد حول الملفّ الانتخابي، لأسباب خاصة وليس انتخابية، إذ انشغل النائب الصمد بوفاة والدته، ثمّ أُصيب كلّ من الصمد وكرامي بفيروس كورونا الذي فرض عليهما حجراً صحيّاً”.
أضافت المصادر أنّ الأسبوع المقبل سيشهد اللقاء الأول بينهما، الذي ستنطلق خلاله المشاورات لتشكيل اللائحة، وأنّ “الرجلين يرغبان ويؤكّدان أنّ تحالفهما الانتخابي واضح وثابت وأساسي، فقد يصل كلامٌ أحياناً إلى النائب كرامي منقولٌ عن النائب الصمد، ويصل كلامٌ للنائب الصمد منقول عن النائب كرامي، لكن يبقى كلّ ذلك كلاماً وحسب. تبدو نقاط معيّنة عالقة، لكنّ العمل على تذليلها على قدم وساق، وتلعب جمعية المشاريع عبر المرشح على اللائحة طه ناجي دوراً إيجابياً ملموساً لترسيخ هذا التحالف”.
وختمت المصادر المقرّبة من كرامي لـ”أساس” بأنّ “التحالف بين النائب فيصل كرامي والنائب جهاد الصمد هو تحالف صلب وأكبر من كلّ البيانات، وصلابته كفيلة بإزالة كلّ العقبات”.
ليس التحالف بين كرامي والصمد تحالفاً بين قطبين في دائرة الشمال الثانية وحسب بقدر ما هو تحالف يمثّل محوراً بكامله، وهذا يعني أنّ الكلمة الأخيرة في هذا التحالف ليست حصريّة بيد كرامي أو الصمد أو الرجلين معاً، بل هناك شركاء في ذلك من حزب الله ومن النظام السوري في دمشق القابض على مفاتيح الصوت العلوي في تلك الدائرة. فوق كلّ تلك الحسابات تبقى العين والأُذن تراقب ما يُهمس به في كواليس طرابلس والضنّية من أنّ الاتصالات فُتحت ما بين الرئيس نجيب ميقاتي والنائب الصمد، وإنّ كان هذا الأمر لم يتأكد بعد.
إقرأ أيضاً: انتخابات طرابلس: كرامي يتقدّم.. وسط متراجعين؟
* دائرة الشمال الثانية تضمّ طرابلس والضنّية والمنية، ويختار فيها الناخبون 11 نائباً، بينهم 5 نواب سُنّة وواحد ماروني وواحد روم أرثوذكس وواحد علويّ يمثّلون طرابلس، ونائبان سنّيّان عن الضنية، ونائب واحد عن المنية.