رياح الانتخابات النيابية وكما هو متوقّع بدأت تعصف بجمعيات العائلات البيروتية بخاصة مع غياب المرجعية السياسية التي يمكنها أن تفصل بين المتنافسين على المقاعد النيابية. أولى التداعيات جاءت في جامعة آل سنّو.
ففي حين توقّع رئيس جمعية المقاصد فيصل سنّو ونجله حسن كلّ العقبات والعراقيل في وجه ترشّح حسن في الانتخابات النيابية ما عدا أن تأتي هذه العراقيل من ضمن العائلة نفسها، وتحديداً جامعة آل سنّو.
لم يكن الاجتماع الأسبوعي للّجنة الإدارية لجامعة آل سنّو، نهار الخميس الفائت في مقرّ الجمعية بفردان، اجتماعاً عاديّاً. فقد حضره حسن إلى جانب والده فيصل على غير عادته، وهو المبتعد عن نشاطات الجمعية العائلية وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة. وما إن افتتح رئيس الجمعية محمد خالد سنّو الاجتماع حتى أخذ الدكتور فيصل الكلام موجِّهاً كلمته إلى الحضور: “ابني حسن يتّجه للترشّح في الانتخابات النيابية على لائحة المجتمع المدني، وأحببنا أن نعلمكم بذلك”. وهنا كانت المفاجأة حين طلب الناشط السياسي البارز في صفوف ثورة 17 تشرين بسام سنّو الكلام قائلاً: “أنا أيضاً مرشّح في الانتخابات النيابية باسم مجموعة ثورة 17 تشرين، وهناك عشرات المجموعات التي تؤيّد ترشيحي”، ثمّ نظر إلى حسن قائلاً: “أنت، كما علمتُ، تنتمي إلى حزب “لنا”، والمسؤولة فيه هي الدكتورة حليمة القعقور، وبانضمامك إلى هذا الحزب أنت ملزم بمبادئه، وحليمة القعقور وعلى شاشة التلفزيون أعلنت تأييد الحزب لحقوق المثليّين وللزواج المدني، وهذه قضايا لا تقبل بها عائلتنا ولا تتناسب مع قيمها وأخلاقها والتزامها. فكيف ستترشّح باسمنا وأنت ترفع شعارات ليست بشعاراتنا؟”.
في حين توقّع رئيس جمعية المقاصد فيصل سنّو ونجله حسن كلّ العقبات والعراقيل في وجه ترشّح حسن في الانتخابات النيابية ما عدا أن تأتي هذه العراقيل من ضمن العائلة نفسها، وتحديداً جمعية آل سنّو
وأضاف بسام: “أنت ليست لك علاقة بالثورة، ولم تكن على الأرض إلا في محطّة أو محطّتين، فكيف ستطلب تأييد الثورة لك؟”.
ردّ عليه حسن بشيء من التوتّر قائلاً: “الدكتورة حليمة القعقور تصلّي 5 مرّات في النهار، لكن نحن في لبنان وقّعنا على شرعة حقوق الإنسان، والمثليّون لديهم حقوق يجب أن نعترف بها. في كل عائلة مثليٌّ، فهل نضعه بالسجن أم نعطيه حقوقه بالقانون؟ فإعطاء حقوق المثليّ بالقانون لا يعني أنّني مع المثليّة. ومن جهة أخرى، أنا أؤيّد الزواج الديني، لكن يمكن أن يكون تسجيله مدنيّاً. فليتزوّج مَن يريد عند الشيخ أو في الكنيسة، لكن يسجّله بالنهاية زواجاً مدنياً”. فما كان من الدكتورة درية سنّو التي تعمل في الجامعة الأميركية إلا أن تدخّلت قائلة: “هذه الأفكار لا يمكن قبولها يا حسن. هي لا تمثّلنا ولا تمثّل قيمنا نحن عائلة سنّو. ونحن لا نستطيع السير بها إن بالنسبة للمثليّين أو بالنسبة للزواج المدني”. فبادرت الدكتورة فدوى سنّو إلى تأييدها غامزةً من قناة حليمة القعقور قائلة: “أن يحمل شخص شهادة الدكتوراه وأن يظهر على شاشة التلفزيون لا يعنيان بالضرورة أنّه قادر على أن يمثّلنا أو أن يعبّر عن أفكارنا”.
من جهته، كان عضو اللجنة الإدارية الدكتور محمد عبد القادر سنّو مذهولاً ممّا طُرِح فقال: “لا تمثّلنا هذه الأفكار مطلقاً، لا بصفتنا آل سنّو ولا بيارتة ولا مسلمين”. حينئذٍ تدخّل بسام سنّو قائلاً: “سنناقش هذه الأفكار، وما يهمّني هو وحدة العائلة. إن اختارت عائلة سنّو حسن فأنا مستعدّ أن أنسحب له، وإن اختارتني فعلى حسن أن ينسحب لمصلحتي”.
بعد المداخلة الأخيرة لبسام بدا التوتّر على وجه رئيس جمعيّة المقاصد فيصل سنّو فتدخّل قائلاً: “سواء أيّدت جمعية العائلة حسن أم لم تؤيّده، فهو سيترشّح في الانتخابات، وقد أحببنا أن نعلمكم بذلك”. عندئذٍ نظر الجميع بعضهم إلى البعض الآخر، فيما كان لافتاً أنّ رئيس الجمعية محمد خالد سنّو التزم الصمت طوال النقاش وقد بدا عليه الحرج، فهو لا يريد إغضاب فيصل ونجله حسن، ولا يريد أيضاً إغضاب أعضاء اللجنة الإدارية لجمعية العائلة، وتحديداً بسام سنو الذي له اليد الطولى في مساعدة ودعم أعمال الجمعية.
إقرأ أيضاً: الصوت السنّي: “دفاع” المستقبل.. في وجه تسلّل معراب
الجدير بالذكر أنّ جمعية المقاصد الإسلامية قد أعلنت، في بيان لها يوم الخميس الفائت، أنّ حسن سنّو تبرّع بمليار ليرة لبنانية، أي ما يوازي مبلغ 40 ألف دولار أميركي، لتغطية أقساط طلاب إحدى مدارس الجمعية في بيروت.