المعارضة تستعدّ للانتخابات: سباقٌ بين الوحدة والفشل

مدة القراءة 5 د

تواصل مجموعات المعارضة على اختلاف تنوّعاتها الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة. فالاستشارات واللقاءات مستمرّة بين هذه والمنصّات التي تتولّى التنسيق والتعاون بين هذه القوى، لكن حتى الآن لم يتمّ التوصّل إلى رؤية موحّدة أو مشروع موحّد بين مختلف هذه المجموعات، الأمر الذي قد يعرِّضها للفشل مستقبلاً إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه حالياً.

فكيف تتوزّع قوى المعارضة حالياً؟ وماذا يجري على صعيد ترتيب التعاون والتنسيق فيما بينها؟ وما هي الشروط المطلوبة لتحقّق نجاحاً مؤثّراً في الانتخابات المقبلة كي تكون فاعلة في الواقع السياسي؟

بعض خبراء الانتخابات يؤكّدون أنّ استمرار الخلافات بين هذه المجموعات وعدم الاتفاق على لوائح مشتركة سيؤدّيان إلى فشلها في الانتخابات المقبلة، وقد تحقِّق بعض الاختراقات في أماكن محدودة حسب قوّة الأحزاب المشاركة فيها وقوّة الماكينات الانتخابية والقدرات الماليّة والتنظيمية

هذا تقسيم أوّليّ لهذه المجموعات:

أوّلاً: جبهة 17 تشرين الأول، وهي التي عمل على تشكيلها حزب الكتلة الوطنية مع النائبة السابقة بولا يعقوبيان، والمحامي واصف الحركة، وعدد من المجموعات التي نشطت في حراك 17 تشرين الأول، وشخصيات متنوّعة. تواصل هذه الجبهة الاستعداد لخوض الانتخابات من خلال تفعيل حضورها السياسي والشعبي والإعلامي. وحزب الكتلة الوطنية هو أساس هذه الجبهة، إذ يمتلك قدرات ماليّة وسياسية وتنظيميّة مهمّة، وقد حقّق حضوراً فاعلاً في الواقع السياسي في آخر سنتين.

ثانياً: “جبهة المعارضة اللبنانية” التي يرأسها حزب الكتائب اللبنانية مع مجموعات متنوّعة من الحراك الشعبي، ولم يتمّ الإعلان الرسميّ عن هذه الجبهة ومشروعها السياسي، لكن لديها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقوم بتحرّكات متنوّعة، وإن كانت تركِّز على مواجهة “السلطة الفاسدة”. وتستند إلى قوّة حزب الكتائب ودوره مع بعض المجموعات الفاعلة في الحراك، ومنها: مجموعة خطّ أحمر التي يرأسها وضّاح صادق، إضافة إلى بعض الشخصيّات اليسارية والناشطة في مؤسسات المجتمع المدني من بينها زياد عبد الصمد.

ثالثاً: الجبهة السيادية التي أعلنها “حزب الوطنيين الأحرار”. وقد عقدت لقاءها التأسيسيّ منذ حوالي الأسبوع في مركز الحزب في السوديكو. وشارك في اللقاء شخصيّات متنوّعة من لقاء سيّدة الجبل، وشخصيّات مستقلّة، وبعضها مقرّب من القوات اللبنانية. لكن من غير الواضح إذا كانت هذه المجموعات ستخوض الانتخابات على نحو مشترك أو أنّها جبهة سياسية فقط هدفها “مواجهة الاحتلال الإيراني واستعادة السيادة”. لأنّ لقاء سيّدة الجبل لم يقرّر المشاركة في الانتخابات حتى الآن، والقوات اللبنانية من غير الواضح إذا كانت ستنضمّ إلى هذه الجبهة أو ستشارك في الانتخابات لوحدها.

رابعاً: القوى اليسارية والوطنية التي تضمّ أحزاباً كالحزب الشيوعي، وحركة الشعب، وقوى المعارضة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والتنظيم الشعبي الناصري، ومنظّمة العمل الشيوعي، وجبهة الجنوب، و”جنوبيون مستقلّون”، وشخصيّات مستقلّة. وهناك عدّة محاولات لجمع كلّ هذه القوى والشخصيّات في لوائح مشتركة، لكن حتى الآن الصورة غير واضحة. وثمّة خلافات فيما بينها بشأن الموقف من حزب الله وقضايا أخرى.

خامساً: تحالف وطنيّ ويضمّ حركة “مواطنون ومواطنات”، وقوى وشخصيّات متعدّدة. وهو يعمل منفرداً حتى الآن.

سادساً: الشخصيّات المستقلّة من نواب سابقين أو حاليّين أو وجوه سياسية واجتماعية وإعلامية منتشرة في كلّ المناطق اللبنانية، وبعضها كان من ضمن التيار الوطني الحر أو كان على لوائحه، ومنهم النائب نعمة إفرام والنائب شامل روكز. إضافةً إلى ضبّاط سابقين ومتقاعدين. وهناك أطر مختلفة تجمع هؤلاء، وبعضهم يعمل بشكل مستقلّ.

سابعاً: الجبهة المدنية الوطنية والائتلاف المدني اللبناني اللذان يضمّان مجموعات وشخصيّات متنوّعة، وقد أُنشئت منصّة “بيراميد” للتنسيق بين مختلف المجموعات.

نحن في سباق مع الوقت، وبانتظار تحديد موعد الانتخابات النيابية المقبلة وحسم موضوع تصويت المغتربين وبعض آليّات الانتخابات، فإنّ تشتّت قوى المعارضة حتى الآن سيؤدّيان فقط إلىتحقيق فشلها، وسيعيد قوى السلطة الحالية إلى البرلمان المقبل مع تغييرات طفيفة في الوجوه والشخصيّات

من أجل التنسيق بين كلّ هذه الجبهات المعارضة والمجموعات والشخصيات المستقلّة، نشأت مجموعة “نحو الوطن” لدعم تشكيل لوائح مشتركة وتقديم الدعم المالي واللوجيستي لكلّ القوى المعارضة التي يمكن أن تخوض الانتخابات النيابية بشكل مشترك. وتتولّى مجموعة “كلنا إرادة” مساعدة هذه المجموعات على خوض الانتخابات ووضع البرامج السياسية والاقتصادية والماليّة والإصلاحية.

وتشير شخصيات معارضة على صلة بهذه المجموعات إلى أنّه حتى الآن لم يتمّ الاتفاق على لوائح مشتركة، وأنّ هناك خلافات سياسية وعملانية بين معظم هذه المجموعات، وإن كان الوقت مبكراً لحسم النقاش أو تحديد آليّات الاتفاق والتعاون.

لكنّ بعض خبراء الانتخابات يؤكّدون أنّ استمرار الخلافات بين هذه المجموعات وعدم الاتفاق على لوائح مشتركة سيؤدّيان إلى فشلها في الانتخابات المقبلة، وقد تحقِّق بعض الاختراقات في أماكن محدودة حسب قوّة الأحزاب المشاركة فيها وقوّة الماكينات الانتخابية والقدرات الماليّة والتنظيمية.

إقرأ أيضاً: الانتخابات النيابيّة تحت عيون السفارات والمؤسّسات الدوليّة

نحن إذن في سباق مع الوقت، وبانتظار تحديد موعد الانتخابات النيابية المقبلة وحسم موضوع تصويت المغتربين وبعض آليّات الانتخابات، فإنّ تشتّت قوى المعارضة حتى الآن سيؤدّيان فقط إلى تحقيق فشلها، وسيعيد قوى السلطة الحالية إلى البرلمان المقبل مع تغييرات طفيفة في الوجوه والشخصيّات.

مواضيع ذات صلة

الجماعة الإسلامية: انقلاب يقوده الأيّوبيّ ومشعل

إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في “الجماعة الإسلامية”، فعليك أن تعرف ماذا يجري في حركة حماس،  وعلاقة الفرع اللبناني بالتحوّلات التي تشهدها حركة حماس……

لا تعهّد إسرائيليّاً بالانسحاب

قابل مسؤولون إسرائيليون الشكاوى اللبنانية من الخروقات المتمادية لقرار وقف إطلاق النار، بسرديّة مُضلّلة حول “الانتشار البطيء للجيش اللبناني في جنوب الليطاني، بشكل مغاير لما…

هل يستبدِل برّي حليفه فرنجيّة بأزعور؟

يدور الاستحقاق الرئاسي في حلقة مُفرغة، أحد أبرز عناصر كَسرِها التوصّل داخلياً إلى تسوية تَمنع الثنائي الشيعي من أن يكون في جلسة التاسع من كانون…

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…