نهاية 2021: توقّعات “ستراتفور” السياسية

مدة القراءة 5 د

بعدما شهدَ الكثير من التغيّرات والتطوّرات الإقليميّة والدوليّة، شارفَ العام 2021 على الانتهاء، متزامناً مع تفشّي متحوِّل “دلتا” والاضطرابات الاقتصاديّة، لكنّ الأربعة أشهر الأخيرة منه قد تُكمل سلسلة أحداث بدأت من قبل أو تفجِّر حلقات جديدة.

في مقدَّم التوقّعات أنّ الولايات المتحدة ستواصل التركيز على المحيط الهادئ خلال الفترة المتبقّية من هذا العام، فيما تستعدّ الإدارة الأميركية لعام 2022 ونهاية الاتفاق التجاري الحالي مع الصين. وستواصل واشنطن نهجها المتشدّد الذي سيحدّ من التعاون مع بكين التي استأنفت الإصلاحات التنظيمية في الكثير من الجوانب، وأبرزها تغيّر المناخ.

يوضح مقال نشره موقع مركز “ستراتفور” للدراسات الاستراتيجية والأمنيّة، أهمّيّة دراسة الشركات للمخاطر المرتقبة وانعكاسها على الأعمال واستمراريّتها في الربع الأخير من العام.

من أبرز الأمور، التي يُنظر إليها باهتمام أوروبياً، تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا قد تستغرق معظم الوقت المتبقّي من العام الجاري، وهو ما سيترك البلاد مع حكومة انتقالية ستكون متردّدة في إحداث تغييرات جذرية في السياستين الداخلية أو الخارجية

فمن المتوقّع أن تواصل الإدارة الأميركية سعيها إلى حلّ النزاعات التجارية مع الدول الغربيّة، مقابل تشدّدها مع الصين. وعلى الرغم من أنّ واشنطن تصبّ أولويّاتها في آسيا، فإنّ دورها في الشرق الأوسط لن ينتهي، حيثُ ستنخرط في المحادثات النوويّة مع إيران كجزء من خطّة العمل الشاملة المشتركة. لكنّ الموقع يستبعد التوصّل إلى اتفاق أميركي إيراني جديد خلال الأشهر المقبلة من العام 2021، وهو ما يعني أنّ طهران ستواصل اتّباع نهجها المعتاد في المنطقة.

أمّا في الجانب الاقتصادي، فليس سرّاً تأثير “دلتا” على عدم الاستقرار بالتوازي مع زيادة معدّلات التضخّم ونقص العمالة. وهكذا ستُكمل الجائحة وتُلقي بثقلها على الاقتصاد في نهاية العام، بعدما كان ينمو بوتيرة سريعة منذ أواخر السبعينيّات.

على الصعيد المناخيّ، سيركّز مؤتمر غلاسكو المناخي الدولي على التباينات الموجودة بين الدول، والتي ستجعل صعباً توافقَ الحكومات على تمويل مبادراتٍ للحدّ من انبعاثات الكاربون.

وتبقى قضية اللاجئين مركزيّة لدى حكومات كثيرة، بدءاً من جنوب آسيا والشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا ودول أخرى، حيثُ تسعى جميعها إلى الحدّ من وصول المهاجرين الأفغان. وفي هذا السياق، يقوم الحزب الحاكم في تركيا بسنّ سياسات تقلّل من حدوث موجة جديدة من اللاجئين، ومن ضمنها إقامة حواجز على طول الحدود مع إيران، وذلك بعد تشييد تركيا جداراً حدودياً بطول 295 كيلومتراً يغطّي الحدود المشتركة بين البلدين.

ومن أبرز الأمور، التي يُنظر إليها باهتمام أوروبياً، تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا قد تستغرق معظم الوقت المتبقّي من العام الجاري، وهو ما سيترك البلاد مع حكومة انتقالية ستكون متردّدة في إحداث تغييرات جذرية في السياستين الداخلية أو الخارجية.

في مقدَّم التوقّعات أنّ الولايات المتحدة ستواصل التركيز على المحيط الهادئ خلال الفترة المتبقّية من هذا العام، فيما تستعدّ الإدارة الأميركية لعام 2022 ونهاية الاتفاق التجاري الحالي مع الصين

تواريخ مهمّة:

بداية تشرين الأول: الانتخابات البرلمانية في إيرلندا.

8 – 9 تشرين الأول: الانتخابات البرلمانية في جمهورية التشيك.

17 تشرين الأول: الانتخابات المحليّة في إستونيا.

21 – 22 تشرين الأول: قمّة مجلس الاتحاد الأوروبي.

14 تشرين الثاني: انتخابات رئاسية وبرلمانية في بلغاريا.

16 – 17 كانون الأول: قمّة مجلس الاتّحاد الأوروبي.

توقعات عربية:

ووفقاً للموقع، فإنّ الأشهر المتبقّية في الشرق الأوسط، ستشهد تضاؤلاً في التنافس بين الدول العربيّة التي ستصبّ تركيزها على النموّ الاقتصادي عبر صقل العلاقات التجاريّة، وتعزيز السياحة المتبادلة، وتشجيع الاستثمارات، وتجنّب السياسات الخارجية التي قد تقوِّض الأعمال التجارية أو تقلِّل ثقة المستثمرين ببلدانهم.

1- توقَّع الموقع أن تحدّ مصر وتركيا من التنافس السياسي بينهما من خلال المفاوضات، على الرغم من استبعاده أن يتوصّل البلدان إلى اتّفاق حول الحدود البحرية في الربع الأخير من العام.

2- الدول الخليجية، أي قطر من جهة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين من جهة أخرى، فستسعى إلى إعادة بناء العلاقات التي كانت عليها قبل الحصار على الدوحة، وتعزيز روابط السياحة والسفر، وإطلاق الاستثمارات المتبادلة. وعلى الرغم من أنّ الإصلاحات في التأشيرات والسياسات الاقتصادية لجذب الاستثمارات الأجنبيّة والعمالة الماهرة ستؤدّي إلى منافسة بين الرياض وأبو ظبي، إلا أنّها لن تُسفِر عن خلافات استراتيجيّة أو محاولات لتقويض أيّ بلد للآخر، وفقاً لـ”ستراتفور”.

3- عدم التوصّل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من المحادثات، ستتمسّك الحكومة الإيرانية المحافِظة في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي بالمطالب المتشدّدة المتعلّقة بتخفيف العقوبات وغيرها. وهذا يوضح أنّ معظم العقوبات ستظلّ سارية حتى نهاية العام، وبذلك ستحدّ من إمكانيّة إيران أن تصدِّر النفط، وستُبقي الاقتصاد الإيراني ضعيفاً.

4- في شمال إفريقيا، ستستمرّ التوتّرات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، التي ستؤثّر سلباً على التعاون في المنطقة المغاربية، ولا سيّما على المستوى التجاري بين البلدين.

5- أخيراً، فقد اقترب موعد الانتخابات في العراق التي ستجري في العاشر من الشهر الجاري، وستليها الانتخابات التشريعية المقرّرة في 24 كانون الأول في ليبيا، لكن ستكون محدودةً القدرةُ على التخفيف من المتاعب في البلدين بعد الانتخابات.

إقرأ أيضاً: إردوغان.. رجل تركيا المريض

التواريخ الرئيسيّة:

10 تشرين الأول: إجراء الانتخابات النيابية في العراق.

31 تشرين الأول: انتهاء عقود الغاز الطبيعي الرئيسية بين الجزائر والمغرب.

 4 تشرين الثاني: الموعد النهائيّ لإقرار الموازنة في إسرائيل أو يتمّ حلّ الكنيست تلقائيّاً.

24 كانون الأول: موعد الانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة في ليبيا.

مواضيع ذات صلة

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…