“فايننشال تايمز”: تحوّل كبير.. كيف غيّرت الإمارات سياساتها؟

مدة القراءة 3 د

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالاً تطرّقت فيه إلى السياسات الجديدة التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة في أعقاب تفشّي جائحة “كوفيد 19″، وتأثّر الاقتصادات في منطقة الخليج بالأزمة الصحيّة.

فبعد عقد تمكّنت خلاله أبو ظبي من أن تصبح لاعباً رئيسياً في المنطقة، عبر استخدام ثروتها المالية والنفطية وقوّتها العسكرية لدعم الحلفاء وإضعاف الخصوم، تعمل الآن على نقل تركيزها من التدخّل القوي، حتى لو احتاج الأمر إلى أن يكون عسكرياً، إلى الدبلوماسية الاقتصادية، وفقاً للصحيفة التي أوضحت أنّ تقويم الدبلوماسيين أصبح يستند بشكل أكبر إلى قدرتهم على جذب الاستثمار إلى الإمارات.

وتشكّل الاستراتيجية الجديدة تحوّلاً كبيراً للإمارات، وهي الدولة التي برزت بقيادة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باعتبارها القوة الأكثر حركة في العالم العربي في المرحلة التي أعقبت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عام 2011.

فمنذ ذلك الحين، سعت الإمارات إلى فرض رؤيتها للمنطقة، مع اقتناع وليّ العهد أنّه ينبغي أن تملأ الإمارات الفراغ الذي يسبّبه عدم اكتراث واشنطن بالمنطقة، وأن تأخذ زمام المبادرة في كبح صعود الحركات الإسلامية ومواجهة نفوذ إيران في المنطقة. وفي هذا الإطار، قال مسؤول إماراتي رفيع المستوى للصحيفة: “بحثنا عمّا هو أفضل لبلادنا، ووجدنا أنّنا سنركّز أكثر على الاقتصاد”، فيما كشفت الصحيفة أنّ الإمارات ستسعى إلى لعب دور أكبر في التوسّط في النزاعات، كتلك الواقعة بين السودان وإثيوبيا وبين الهند وباكستان.

وذكّرت الصحيفة بأنّ الإمارات كانت قد نشرت عدداً من قواتها للمشاركة في حرب اليمن، وأضحت بذلك الشريك الأساسي للمملكة العربية السعودية في التحالف العربي. وكانت الإمارات من الداعمين لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وشاركت عام 2017 في الحظر الذي فُرِض على قطر.

وفي اليمن، حظيت الإمارات بترحيب أميركي بسبب حملتها على مقاتلي تنظيم “القاعدة”، لكنّ الإمارات سحبت معظم قواتها من الحرب ضد الحوثيين في اليمن في عام 2019، بالتزامن مع تصاعد التوتّرات الإقليمية مع إيران وزيادة الأصوات المنتقدة للحرب.

في هذا السياق، علّق إميل حكيم، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، موضحاً أنّه “كان من المنطقي أن تركّز أبو ظبي على تعافي الاقتصاد والاستفادة من المرحلة اللاحقة للوباء”. وأشار إلى أنّه بات واضحاً أنّ الإمارات تقلّص تدخّلاتها العسكرية، وتركّز على ما هو أهمّ من الناحية الاستراتيجية، أي ما يتعلّق بأمنها  وازدهارها.

وعلى خطٍّ موازٍ، رأت إلهام فخرو، وهي محلّلة الشؤون الخليجية في مجموعة الأزمات، أنّه بعد انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن أدركت الإمارات أنّ الأمور في المنطقة تتّجه نحو الدبلوماسية، وأنّ الوقت قد حان للاستفادة من ذلك. وأكّدت أنّ أبو ظبي لا ترغب بأن يُنظر إليها بمنظار التدخّل في النزاعات الإقليمية مثل ليبيا، أو تسليح جهات معيّنة.

 

مواضيع ذات صلة

“إنزال” في البرلمان: التّمديد لقائد الجيش

يترافق سقوط مفاوضات وقف إطلاق النار مع انكشاف أمنيّ وعسكري وسياسي كامل، عبّر عنه بالسياسة النائب السابق وليد جنبلاط بقوله إنّ “آموس هوكستين تآمر علينا…

وقف إطلاق النّار… بين الضّغط الأميركيّ وضغوط الميدان

أُقفِل باب المفاوضات الدبلوماسية لتُترك الكلمة للميدان. بالأساس، لم يكن كبيراً الرهان على تحقيق خرق جدّي قبل أيام معدودة من فتح صناديق الاقتراع في السباق…

نعيم قاسم: هادئ وصلب ومتعدّد المشارب الفكرية

يختلف الشيخ نعيم قاسم عن سلفه السيّد حسن نصر الله، من حيث خصائص الشخصية ومشارب التنشئة، مع أنّ كليهما كانا عضوين قياديين في حركة أمل،…

“الحزب” لرئيس الحكومة: إصرِف من جيْب الحكومة!

بين الميدان وغرف المفاوضات المُحصّنة في تل أبيب و”الثلاثاء الأميركي الكبير”، سقطت الرهانات على وقف لإطلاق النار يسبق فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأميركية….