نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالاً أعدّه الكاتب ماكس بوت، وتطرّق فيه إلى السياسة الأميركية الخاصّة بأفغانستان والعراق، وسبب اندفاع الرئيس جو بايدن إلى سحب قواته من أفغانستان، مع إبقائها في العراق. ويأتي هذا المقال مرافقاً لزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي البيت الأبيض، التي أعلنَ فيها بايدن انتهاء “المهمة القتالية” للأميركيين في العراق وبدء “مرحلة جديدة” من التعاون العسكري.
ولفت الكاتب إلى أنّ السياسة الأميركية كانت متوازية في البلدين على مدى العقدين الماضيين، منذ غزو العراق وأفغانستان في الفترة التي تلت هجمات 11 أيلول، وبعد ذلك تمّت الإطاحة بالأنظمة الحاكمة، وتلتها صعوبات كبيرة في تشكيل حكومات لاحقة.
وفي عام 2011، انتهت مهمّة القوات الأميركية في العراق فانسحبت، ثمّ عادت في عام 2014 لتعزيز قوة القوات العراقية في مواجهة تنظيم “داعش”. أمّا الآن ومع إعلان بايدن الانسحاب من أفغانستان، يُلاحَظ بقاء القوات الأميركية في العراق.
وعن زيارة الكاظمي للمكتب البيضاوي، وإعلان بايدن سحب “القوات القتالية” من العراق مع نهاية العام، علّق الكاتب بالقول إنّ “الكثير من التغييرات قد تحصل، ومن الممكن أن يتمّ سحب بعض القوات. أمّا القوات الأخرى فستبقى تحت مسمّيات أخرى مثل “قوات استشارية”، من أجل منع بروز “داعش” مجدّداً، ودعم العمليات الأميركية ضد التنظيم، وللحدّ من نفوذ إيران في العراق، وهي دولة ذات أهمية استراتيجية”.
ورأى الكاتب أنّ “سحب القوات الأميركية من أفغانستان بهذا التوقيت، هو أمر مثير للاستفهام، ولا سيما أنّ “حركة طالبان” تشكّل تهديداً للحكومة في كابول أكبر من تهديد “داعش” الآن في بغداد، وأنّ التنظيم موجود أيضاً في أفغانستان. وتعتمد القوات الأفغانية على مساعدة واشنطن أكثر من القوات العراقية. وينذر الانسحاب من أفغانستان بخطر انهيار كالذي حدث في العراق خلال هجوم “داعش” عام 2014″.
في هذا السياق، أكّد رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي أنّ “حركة طالبان” تسيطر الآن على حوالى نصف المناطق الأفغانية البالغ عددها 400 تقريباً، وقد استولت أيضاً على العديد من المراكز الحدودية في أفغانستان، وعلى عائدات الرسوم الجمركية حارمةً الحكومة الأفغانية منها.
وبعدما سحبت الولايات المتحدة طائراتها والمتعاقدين معها الذين كانوا يستخدمون الطائرات الأفغانية، سقطت مناطق أفغانيّة عدّة بقبضة “طالبان” لأنّ الحكومة الأفغانية تفتقر إلى القدرة على الاحتفاظ بها عن طريق الجوّ.
إقرأ أيضاً: “ذي إيكونوميست”: عقيدة بايدن… مواجهة الصين
واستناداً إلى ما تقدّم، أوضح الكاتب أنّ “ما يُمكن استخلاصه من سياسة بايدن الذي يُبقي قواته في العراق، ويسحبها من أفغانستان على الرغم من الخطر الشديد، هو أنّه يسعى إلى إنهاء “الحروب الطويلة”، والتحرّر من ارتباطاته في منطقة الشرق الأوسط للتركيز على التهديد القادم من الصين”.
وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنّ “القوات الأميركية حضرت إلى العراق وأفغانستان بهدف الحؤول دون سيطرة المتطرّفين على السلطة، وتحويلهما إلى قواعد إرهابية دولية. ولكنّ هذا الخطر لا يزال موجوداً. ومن أجل السيطرة على الإرهابيين، يجب المحافظة على الوجود العسكري الأميركي”.
لقراءة النص الأصلي: اضغط هنا