نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” مقالاً لمراسلتها سونيفا روز، تطرّقت فيه إلى زيارة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، ونظيرتها الفرنسية في لبنان آن غريو، إلى المملكة العربية السعودية، وبحث الملفّ اللبناني والشلل السياسي والأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها لبنان.
وأشارت الكاتبة إلى أنّ “الدبلوماسيّتين حاولتا الضغط على المملكة، من أجل تعزيز انخراطها في لبنان”، وهي خطوة وصفها محلّلون بأنّها “جهد غير مسبوق” لإنقاذ البلد الغارق في أزمة شديدة. ولكنّ الكاتبة لفتت إلى أنّه “على الرغم من إمكان تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية العينيّة للبنان، إلا أنّ نتيجة المفاوضات الكاملة لم تتّضح بعد، وذلك بعد إصدار السفارتين الأميركية والفرنسية بياناً مشتركاً أكّدتا فيه الحاجة الماسّة إلى حكومة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات”.
وتابعت الكاتبة حديثها عن معاناة لبنان بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه وفقدان الأدوية، وارتفاع معدّل التضخّم والفقر وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها.
في هذا السياق، علّق مصدر دبلوماسي فرنسي للصحيفة قائلاً: “نقدّم الآن مساعدات طارئة وإنسانية للبنان، لكن باستطاعتنا القيام بأكثر من ذلك إذا تحمّل اللبنانيون مسؤوليّاتهم”.
وذكّرت الكاتبة بدعم السعوديّة المالي للبنان، إلا أنّ المملكة نأت بنفسها خلال الأعوام الأخيرة بسبب ما يمارسه حزب الله، المدعوم من إيران، الخصم الإقليمي للسعوديّة.
من جانبه، استبعد المحلّل السعودي علي الشهابي، وهو عضو في المجلس الاستشاري لمشروع مدينة نيوم، أن تقدّم المملكة العربية السعودية أكثر من المساعدات العينية، قائلاً إنّ “المملكة منشغلة بإعادة هيكلة اقتصادها، وأيّام دفتر الشيكات السعوديّة قد ولّت”، موضحاً أنّ “كتابة الشيكات ليست الطريقة التي تعتمدها المملكة للتعامل مع المشكلة الحاضرة، لكنّها منفتحة على تقديم الدعم العيني مثل المستشفيات الميدانية والأدوية والمساعدات الغذائية”.
على خطٍّ موازٍ، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت كريم المفتي أنّ “باريس وواشنطن مهتمّتان باستمرار الانخراط الدبلوماسي السعودي في لبنان، أكثر من اهتمامهما بطلب المساعدات النقدية”، ولفت إلى أنّ “لبنان غارق في الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والمالية”.