1- منذ ما يزيد على الأسبوعين يقف اللبنانيّون في طابور محطّات الوقود في كلّ المناطق والبلدات.
2- منذ عدّة أشهر تجاوز سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار عتبة 10 آلاف.
3- منذ ثلاثة أشهر يعاني اللبنانيون تراجعاً في التغذية الكهربائية ضمن معادلة مناقصات بواخر الفيول العالقة ما بين مصرف لبنان ووزارة الطاقة.
4- منذ ما يقارب السنة والمواد الغذائية المدعومة غائبة عن رفوف المتاجر والسوبرماركات لحساب التهريب في وضح النهار عبر المعابر الحدودية، الشرعيّ منها وغير الشرعيّ.
5- منذ 6 أشهر تُباع مادة المازوت بمقدار 25% زيادة على سعرها الرسمي من دون حسيب أو رقيب.
إضراب الأمس لم يحصل بتوقيت غضب الناس ولا بتوقيت القيادات السياسية، الرسميّ منها وغير الرسميّ، بل حصل بتوقيت السيّد حسن نصر الله استناداً إلى الخلاف ما بين الحزب والعهد
… كلّ ما سبق يؤكّد، بما لا يحتمل الجدل، أنّ الإضراب بالأمس لم يكن بسبب كلّ هذه الأزمات، وليس بسبب غضب الناس ولا انتفاضة ثوار 17 تشرين، الذين كانوا يعانون سابقاً من غياب الناس، فإذا بالمعاناة اليوم تُصبح غياب المجموعات الثورية نفسها.
الحقيقة التي لا لُبس فيها أنّ الإضراب جاء على خلفيّة التصعيد ما بين حزب الله من جهة، والعهد وصهره ومعهما التيّار الوطنيّ الحرّ من جهة أخرى.
وفقاً لقاعدة “تحسّسوا رقابكم” التي أشاعها الزميل إبراهيم الأمين في مقالة له بصحيفة “الأخبار” التي يرأس تحريرها عام 2012، فإنّ الإضراب اسُتبِق بمقالة في الصحيفة نفسها كتبتها الزميلة رولا إبراهيم، ولكن بلغة أكثر هدوءاً وأقلّ توتّراً، وبقلم الجنس اللطيف وليس الجنس الخشن.
إنّ إضراب الأمس لم يحصل بتوقيت غضب الناس ولا بتوقيت القيادات السياسية، الرسميّ منها وغير الرسميّ، بل حصل بتوقيت السيّد حسن نصر الله استناداً إلى الخلاف ما بين الحزب والعهد.
تقول مرجعيّة نيابيّة إنّ الوضع سيستمرّ بلا حكومة بانتظار تساقط أوراق الشجر في شهر أيلول مع بداية الخريف
إنّ الإضراب الذي حصل هو ترجمة حقيقيّة لأزمة حزب الله مع حلفائه، وتحديداً النائب جبران باسيل، هذا التحالف الذي نعاه الكثيرون من قيادات التيّار، بدءاً من نبيل نقولا ووصولاً إلى جبران باسيل نفسه، ولم يكتفوا بنعيه، بل رشقوه بالحجارة كما يرشق حجّاج بيت الله الحرام إبليس بالحصى والحجارة.
أراد حزب الله من الإضراب أن يكون رسالة جدّيّة شبه قاسية للعهد وصهره. لكنّ السؤال: هل تنفع هذه الرسالة؟
الأزمة أنّ الرئيس ميشال عون هو نفسه لم يتغيّر منذ أن كان رئيساً للحكومة العسكرية في قصر بعبدا عام 1988، وأنّ حزب الله بدوره لم يتغيّر، وهو المعروف عند القريب والبعيد أنّه يأخذ ولا يعطي. وهو ما يجعل القلق والحيرة يتقدّمان على كل الأحاسيس، ليكون السؤال: ماذا بعد إضراب الخميس؟
إقرأ أيضاً: علوش: الإضراب ضدّ مجهول؟
من المؤكّد أنّ السيّد عندما أعلن، في خطابه ما قبل الأخير، تكليف الرئيس نبيه برّي حلّ الأزمة، كان تكليف المضطرّ العاجز عن إيجاد الحلول. فباشر الرئيس برّي المهمّة بأدواته المعهودة مطبّقاً حَجْراً سياسيّاً على الرئيس المكلّف سعد الحريري، وفقاً لمعادلة “لا اعتذار ولا تنازل”، ثمّ حرّك الشارع كما يشاء ويريد. إلاّ أنّ كلّ هذا لا يبدو أنّه من أجل الوصول إلى حلّ من شأنه أن يفيد.
تقول مرجعيّة نيابيّة إنّ الوضع سيستمرّ بلا حكومة بانتظار تساقط أوراق الشجر في شهر أيلول مع بداية الخريف.