أن يقع اختيار الجامعات المصرية على الدكتور رضوان السيّد هذه السنة لمنحه جائزة النيل للإبداع العربي، وهي الجائزة الأرفع من بين جوائز الدولة المصرية التي يقدّمها المجلس الأعلى للثقافة في مصر في حزيران من كل عام للمبدعين من خارج مصر، وذلك بعد مرور قرابة اثني عشر عاماً على حجبها، لهو حدث عربي ولبناني كبير.
حدثٌ كبيرٌ لأنّه يؤكّد مجموعة من المسائل دفعة واحدة:
أوّلاً: يؤكّد أنّ مصر لا تزال تتابع قضايا العرب الفكرية والثقافية، وتعطي الإنجازات المحقّقة ما تستحقّه من اهتمام وتقدير.
ثانياً: تؤكّد هذه الجائزة أنّ لبنان لا يزال في قلب مصر، وأنّ الدكتور رضوان السيّد هو في مُقدَّم المفكّرين المبدعين في لبنان والعالم العربي، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلّق بمسائل التراث والفكر الإسلامي المعاصر، الذي هو الآن الشغل الشاغل للكثير من المفكرين في لبنان والعالم العربي وفي العالم. إذْ إنّ المشكلات والقضايا والتحدّيات، التي يطرحها ويواجهها الفكر الإسلامي في لبنان والمنطقة والعالم، كبيرةٌ وكبيرةٌ جدّاً. من هنا، كان اختيار الدكتور رضوان السيّد لمنحه هذه الجائزة المعتبرة، تقديراً لإنجازاته وعطاءاته الغزيرة والقيّمة، دليلاً على وعي مصر والعالم العلمي المصري لأهمّية الفكر والثقافة والإبداع والإنجاز في هذه الحقول.
تؤكّد هذه الجائزة أنّ لبنان لا يزال في قلب مصر، وأنّ الدكتور رضوان السيّد هو في مُقدَّم المفكّرين المبدعين في لبنان والعالم العربي، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلّق بمسائل التراث والفكر الإسلامي المعاصر، الذي هو الآن الشغل الشاغل للكثير من المفكرين في لبنان والعالم العربي وفي العالم
لقد تلقّى الدكتور رضوان السيد علومه الجامعية في الدين والفكر الإسلامي في الأزهر الشريف، الذي هو المدرسة الأمّ والأهمّ في الشؤون الدينية والفكر الإسلامي. وقد استكمل علومه العليا في ألمانيا بعد حصوله على منحة مكافأةً له على تفوّقه، وذلك ما مكّنه أن يدرس على أيدي أهمّ الأساتذة والمفكّرين في الفلسفة، وأخصّ بالذكر منهم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر وجوزف فان أس وهانس كينغ، الذين كانوا من أهمّ الأساتذة الذين تعلّم رضوان السيّد عليهم ونال دروسه منهم.
عندما عاد من ألمانيا إلى لبنان محمّلاً بزاد فكري كبير وأساس فلسفي متين، تابع السيّد تحصيله العلمي بكدٍّ ومثابرة مشهودة ليضاعف مرات عديدة ما اختزنه من علم ومعرفة عبر المتابعة المستمرّة للأبحاث والكتابة والتأليف والتدريس الذي مارسه أستاذاً زائراً في أهمّ جامعات العالم أمثال: جامعة هارفرد، وشيكاغو، وبرنستون وغيرها.
وها هو رضوان يستمرّ، كما كان دائماً، غزير الإنتاج وجيِّده، إذ لا تمر سنة إلاّ ويكون للدكتور رضوان أكثر من كتاب وعنوان في المكتبات أو مقالة بحثية أو تعليق سياسي. فهو ولّادة عناوين وأبحاث فكرية ونظرية في الإسلام والفكر العربي الحديث لا تتوقّف ولا تتأخّر.
أن ينال الأخ والصديق الصدوق، والمفكّر المبدع، والرجل الحريص على إسلامه وعلى عروبته وعلى لبنانيّته وعلى إنسانيّته، هذه الجائزة العالية، لهو أمر يستحقّه بعلوّ كعبه وهمّته. لذا ينالها بكل جدارة. وهي تعبير عمّا يكنّه جمهور المفكّرين والأدباء العرب والمسلمين له ولدوره في حركة التنوير الإسلامية والعربية.
له العديد من المؤلّفات والترجمات، من أبرزها:
– الأمة والجماعة والسلطة 1984.مفاهيم الجماعات في الإسلام 1985.
– الإسلام المعاصر 1987.
– الجماعة والمجتمع والدولة 1997.
– سياسيّات الإسلام المعاصر 1997.
– الصراع على الإسلام 2004.
– أزمنة التغيير، الدين والدولة والإسلام السياسي، 2014.
– ترجمة كتاب “بردة النبي” للكاتب الأميركي روي متحدة عن الدين والسياسة في إيران.
– المستشرقون الألمان: النشوء والتأثير والمصائر وغيرها وغيرها…
إقرأ أيضاً: رضوان السيّد كما عرفته
إنّ نيله جائزة النيل يعدّ تقديراً مستحقّاً للعلاّمة المفكّر والمنتج والمبدع الذي رفض إلاّ أن يكون تركيزه واهتمامه على مجتمعه وناسه وقضاياهم وهمومهم، فاستحقّ ونال وقُدِّر.
هنيئاً للأستاذ السيّد الجائزة، ودام عمله وإبداعه وتجديده في الفكر العربي والإسلامي.
*رئيس حكومة سابق