مُنِح المفكّر اللبناني الدكتور رضوان السيّد، “جائزة النيل للمبدعين العرب”، التي أعلنتها وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم. وهي أعلى جائزة مصرية تُمنَح سنويّاً لأحد المبدعين العرب الأعلام.
جاء الإعلان بعد اجتماع المجلس الأعلى للثقافة برئاسة أمينه العام هشام عزمي، للتصويت الإلكتروني على الجوائز في مسرح الأوبرا الكبير.
وقد عقد السفير المصري في لبنان ياسر علوي مؤتمراً صحافياً بحضور الدكتور رضوان السيّد، في مبنى السفارة المصرية في بيروت، معلناً الجائزة.
أشار الدكتور السيد في كلمته بعد اللقاء إلى أنّه تعلّم في مصر، قائلاً: “أنا ثقافتي مصرية، فقد تعلّمتُ في مصر، وشهادتي الجامعية من جامعة الأزهر. والإشكاليات الكبيرة التي عالجتها طوال أربعين عاماً هي إشكاليات الفكر العربي والإسلامي التي أصلها مصر”.
ووصف السيّد مصر بأنّها “الدولة التي تحمي ولا تُهدّد، تصونُ ولا تبدّد، تشدُّ أزرَ الصديق وتردُّ كيدَ العدو، وتتحمّلُ من أجل خير البشرية ما تستطيعُ وتطيق. هذه مصر كنانة الله في أرضه، كانت دائماً وهي على ما يكون”.
وعبّر عن فخره لتلقّي هذه الجائزة من مصر، معلّقاً: “الاعتزاز الأوّل والكبير أنّ رجلاً مثلي ذا ثقافة مصرية يحصل على هذه الجائرة الكبرى. والأمر الثاني، وهو أيضاً شديد الأهمية، أنّ كبار المثقفين المصريين هم الذين يقرّرون من يأخذها بعد باع طويل من الإنجاز والإبداع، والجامعات المصرية هي التي تُرشّح لهم الأسماء. وجامعة القاهرة هي أوّل من رشّحني لهذه الجائزة”.
وتابع: “حتّى لا أطيل عليكم، فإنّ أوّل من احتفى بيَ الآن هو سعادة سفير مصر في لبنان ياسر علوي. وكان من حسن حظّي أنّي عرفته قبل 20 عاماً. وكان يقرأ لي ويعرف كتبي ويعرف المجلّات التي أُصدرها أو أُشرف عليها. والحمد لله استمرّت هذه العلاقة حتى بلغت هذه الذروة التي تشهدونها اليوم”.
وأضاف: “شراكة مصر ولبنان هي شراكة يزيد عمرها على قرن ونصف القرن من الثقافة، والإبداع، والصحافة، والعمل العام، والعمل السياسي، والاقتصاد السياسي، والتفكير السياسي والاجتماعي. وستستمرّ هذه الصلة. وستستمرّ هذه الأخوّة. وقد شهدنا كيف اهتمّت مصر وتهتمّ بكلّ ما يعانيه لبنان الآن، وكيف تحاول المساعدة”.
وختم بـ”الشكر الجزيل لدولة مصر العربية، الدولة التي تحمي ولا تُهدّد، وتصون ولا تُبدّد، وترعى خير العرب أجمعين، ولسعادة السفير لكونه فكّر أن يكرمني بهذه الطريقة”.
يُذكر أنّ “جائزة المبدعين العرب” تتضمّن مبلغاً قيمته 500 ألف جنيه مصري، وميدالية ذهبيّة.
من جهته، قال السفير ياسر علوي خلال اللقاء إنّ “جائزة النيل هي أعلى جائزة تمنحها مصر”، معتبراً أنّ “منحها للمفكّر العربي رضوان السيد يعدّ تكريماً كبيراً وتتويجاً لفكره المستنير ودراساته في تجديد الفكر الديني والفكر السياسي العربي”، مستشهداً بكتبه حول الإسلام المعاصر وتقاليد الاستشراق الألماني.
وعبّر السفير عن سعادته بمصادقة المفكّر اللبناني الدكتور رضوان السيد على مدار أكثر من 20 عاماً، مشدّداً على أنّ “هذه الجائزة تُعدّ تكريماً لمسيرة طويلة من العلم والثقافة تحيي تقاليد الفكر المستنير والقانون والدستور”.
وأضاف: “يجسّد فكر الدكتور رضوان السيّد لبنان الذي يحبّه ويؤمن به كلّ مصري وعربي. وهو لبنان الفكر والثقافة والاستنارة والقانون والدستور”، مؤكّداً أنّ “كلّ ما دون ذلك هو انحراف عن حقيقة لبنان، ومصيرُه إلى زوال، حتّى يعود لبنان بصورته العالقة في أذهان المصريين والعالم أجمع”.
[PHOTO]
من هو الدكتور رضوان؟
يُشار إلى أنّ الدكتور رضوان نايف السيد هو كاتب ومفكّر. ولد في ترشيش، بقضاء جبل لبنان، سنة 1949. وحصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين بجامعة الازهر سنة 1970، وعلى شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة توبنغن بألمانيا سنة 1977. وهو أستاذ للدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية منذ سنة 1978. وقد رَأَس تحرير مجلّة الاجتهاد الفصلية مع فضل شلق، منذ سنة 1988، لكن المجلّة توقّفت عن الصدور أخيراً. وهو كاتب في جريدة “الشرق الأوسط” السعوديّة، وفي موقع “أساس ميديا” الإلكتروني اللبناني.
له العديد من المؤلّفات والترجمات، من أبرزها: “الأمة والجماعة والسلطة”، “مفاهيم الجماعات في الإسلام”، “الإسلام المعاصر”، “الجماعة والمجتمع والدولة”، “سياسات الإسلام المعاصر”، ومؤلفات أخرى عديدة. وصدرت له ترجمة لكتاب “بردة النبي” للكاتب الأميركي روي متحدة، و”المستشرقون الألمان: النشوء والتأثير والمصادر”، بالإضافة إلى مقالات سياسية وفكرية في صحيفتيْ “الحياة” و”الشرق الأوسط”، وفي موقع “أساس ميديا”.
حصل رضوان السيّد على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الدراسات الإسلامية سنة 2017، وتسلّم الجائزة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
تتقدّم أسرة “أساس ميديا” من الدكتور رضوان السيّد، أحد أعمدة الفكر والكتابة بالموقع، بالتهنئة القلبيّة لمنحه هذه الجائزة التي لا تعنيه وحده بقدر ما تعني كلّ مفكّر ومثقّف عربيّ ولبنانيّ، وكلّ العاملين في موقع “أساس ميديا” الذين ينظرون إلى الدكتور السيّد بكلّ محبّة وتقدير.
إقرأ أيضاً: لجبهة وطنية لتحرير الشرعية*