كشفت مجلة “فوربس” أنّ توجيه ضربة إسرائيلية إلى المنشآت النووية الإيرانية قد يكون خياراً لا مفرّ منه بالنسبة إلى إسرائيل.
ورأت المجلة، في تقرير لها، أنّ إسرائيل قد تقوم بعملية استباقية لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين رفع من نبرة التحذيرات، التي تصدر عن بلاده بشأن الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية، الذي ترفضه، وقال إنّ الحرب مع طهران ستلي إحياءه حتماً.
وكرّر كوهين موقف إسرائيل بأنّها لا تعتبر نفسها مقيّدة بالجهود الديبلوماسية في هذا الصدد، قائلاً: “اتفاق سيّئ سيدفع المنطقة نحو الحرب بسرعة”.
وأضاف “لن تسمح إسرائيل لإيران بامتلاك أسلحة نووية. إيران ليست لديها حصانة في أيّ مكان. يمكن لطائراتنا أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وبالتأكيد إيران”.
وتقول مجلة “فوربس” إنّه في منتصف وأواخر التسعينيات، أعربت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن مخاوفها بشأن برنامج إيران النووي، وبرنامجها الوليد حينذاك للصواريخ الباليستية التي كانت تطوّرها بمساعدة كوريا الشمالية.
ولأوّل مرّة في ذلك الوقت، تصاعد احتمال توجيه سلاح الجو الإسرائيلي ضربة استباقية.
عام 1981، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل أوزيراك العراقي. وعام 2007، دمّر أيضاً مفاعلاً نووياً سورياً. لكن في كلتا الحالتين، استهدفت الضربات منشأة واحدة.
أمّا برنامج إيران النووي فيتكوّن من عدّة منشآت منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتحوطها حماية كبيرة مقارنة بالمنشآت العراقية أو السورية، ناهيك عن المسافة البعيدة عن إسرائيل.
عام 2005، عندما سُئل دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك، عن المدى الذي ستكون إسرائيل مستعدة لبلوغه لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، أجاب: “ألفيْ كيلومتر”. وهي تقريباً المسافة التي يجب أن تقطعها الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة المواقع النووية الرئيسة لإيران.
وقد استحوذت إسرائيل على أسطول من مقاتلات الجيل الخامس من طائرات الشبح إف-35، وطائرات أخرى من النوع نفسه، لكن بطراز آخر مزوّد بأنظمة إسرائيلية الصنع. وفي المقابل، الدفاعات الجوية الإيرانية هي قديمة جداً.
ونقلت “فوربس” ما كتبه خبير الطيران العسكري توم كوبر: “كانت شبكة الرادار في البلاد في حالة سيئة للغاية لدرجة أنّها أثبتت عدم قدرتها على تتبّع معظم الطائرات من دون طيار الأميركية والإسرائيلية والحليفة، التي غالبا ما تغير في عمق المجال الجوي الإيراني”.
إقرأ أيضاً: لماذا يرفض محافظو إيران وإسرائيل الاتّفاق النوويّ؟
وأضاف “ناقلات القوات الجوية الأميركية التي تدعم العمليات القتالية فوق أفغانستان والعراق تقضي أحيانا ما يصل إلى ساعتين داخل المجال الجوي الإيراني، من دون أن تُكتشف على الإطلاق”.
لكن طهران حصلت على أنظمة الدفاع الروسية إس-300، وطوّرت العديد من الأنظمة المماثلة الخاصة بها، والتي يمكن أن تشكل تحدّياً كبيراً لأيّ ضربة جوية إسرائيلية باستخدام طائرات إف-15 أو إف-16. وبالتالي، قد تضطر إسرائيل إلى الاعتماد بشكل كبير على طائرات إف-35 التي تتجنّب الرادار.