“نادى منادي
سُمعوا ولادي
سمعوا ولاد الحيّ
عملوا نادي
كبر النادي
كبروا ولاد الحيّ
والأرض بتدور
والطابة بتدور
ويلي مبارح كانوا ولاد صاروا أبطال لبنان
سنتر.. مرّر.. حاور.. ناور..
حط الطابة “غول”
11 لاعباً بالملاعب أبطال الفوتبول
من كل البلد أنصار
كلّن على الوعد أنصار
على سنّ الرمح أنصار”
.. هي حكاية نادٍ كرويّ، لا بل حكاية أكثر من ذلك بكثير.
.. هي حكاية ناسٍ تحمّلوا ما لم يتحمّله أحد من قبل. قهرٌ وخذلان وسوء معاش، فكانت الكرة المستديرة هي الملاذ والمتنفّس.
كرة مستديرة قالت: “إنّ بيروت يليق بها الفرح، ويليق بها الانتصار وتليق بها النشوة والافتخار”
.. هي حكاية بيروت، التي تآمروا جميعاً عليها لتنميط فكرة واحدة بين أولادها، وهي “أنّها غير قادرة على فعل شيء”. وإذا بها عبر الكرة المستديرة وأقدام أولاد الحيّ تُثبت أنّها قادرة على فعل أيّ شيء، على صنع الفرح، على إدخال البسمة في أزقّة بيروت، في حيّ الطمليس، وشارع الإمام علي، والرواس، والملعب البلدي، وصبرا، والدنا، والسبيل، وحي العرب، وشارع الأيتام، وصولاً إلى راس بيروت، واللبّان، وعائشة بكّار، ورمل الظريف، وتلّة الخيّاط، وشارع الماما، وبرج أبي حيدر، والبسطا الفوقا منها والتحتا، وما بينهما راس النبع، وشارع محمد الحوت.
كرة مستديرة قالت: “إنّ بيروت يليق بها الفرح، ويليق بها الانتصار وتليق بها النشوة والافتخار”.
كرة مستديرة هي أكثر من طابة، وأكثر من بطولة دوري، وأكثر بكثير من كلّ المحاولات لجعل هذه المدينة تموت.
أبطال الأنصار أعادوا أمس الفرحةَ للناس الفقراء. أعادوا لهم الأمل بأنّه ما زالت هناك فسحة لتحقيق الانتصارات، وللاحتفال بها، ولصناعة أجيال من الأبطال
تحوّل فوز نادي الأنصار ببطولة الدوري اللبناني لكرة القدم للمرّة الرابعة عشرة في تاريخه، إلى عرس بيروتي أشبه بالهستيريا، فنسي الجميع مدفع الإفطار، وكبّاية الجلّاب والسوس والتمر هندي، وحبّات التمر التي بتناولها تتحقّق السُنّة المتّبعة عن سيّد البشر ونبيّ الأخيار.
الطريق الجديدة نزلت بشيبها وشبابها، ذكوراً وإناثاً، لتستقبل الأبطال. الأمر ليس بطولة لكرة القدم، بل هو عطشٌ للاحتفال والصراخ وتأكيد حقّهم بالأفراح.
نزلوا حاملين الرايات الخضراء. طالما عشقوا تلك الراية، ومغزى أن يُطلق على ناديهم اسم الأنصار. استقبلوا أولاد الحيّ، الذين أصبحوا أبطالاً، والقادمين من كل لبنان ومن كل الطوائف ومن كل المذاهب. جمعتهم فقط الرياضة التي أثبتت أنّها حزب الطيّبين الأبرار.
إقرأ أيضاً: نهائيّ النجمة – الأنصار: هزيمة العهد.. ومشروع نائب
لم يسمع أهل بيروت مدفع الإفطار أمس، بل سمعوا قرع طبول الشباب وأهازيجهم، وذاك الشاب المتسلّق عمود الإنارة صارخاً بأعلى صوته “لقد وصل باص الأبطال”. من الكولا إلى ساحة المفتي الشهيد حسن خالد تزاحم الناس متناسين كورونا والتباعد الاجتماعي ونصائح وزارة الصحة ولجانها، قائلين لهم: “لا تهلعوا”، وكأنّ الفرحة أفضل لقاح بوجه ذاك الوباء الغدّار.
أبطال الأنصار أعادوا أمس الفرحةَ للناس الفقراء. أعادوا لهم الأمل بأنّه ما زالت هناك فسحة لتحقيق الانتصارات، وللاحتفال بها، ولصناعة أجيال من الأبطال.
أعاد أبطال الأنصار إلى بيروت ضحكتها، صارخين بصوت واحد “على سنّ الرمح أنصار”.
[VIDEO]