الحوثيّ احتلّ “جامعة مراد”: ممنوع الاختلاط.. مسموح الصواريخ

مدة القراءة 3 د

وصل الاحتلال الحوثي إلى جامعات الوزير عبد الرحيم مراد. ومع “البيان رقم واحد” ومع تعميم قوانين “حوثية” جديدة، ليس أقلّها منع اختلاط النساء والرجال من الطلاب والأساتذة.

هذا ليس مُزاحاً. فبعدما حوّل الحوثيّون عدداً من جامعات اليمن إلى “معارض” صواريخ وطائرات مُسيّرة إيرانيّة الصّنع، وضعوا أيديهم على فرع جامعة LIU، في العاصمة صنعاء، المعروفة في أوساط اليمنيّين بـ”الجامعة اللبنانيّة”.

هذا الفرع حاله حال بقيّة الجامعات التي اقتحمتها الميليشيات الحوثيّة، ووضعتها تحت سطوة قوانين وفتاوى عبد الملك الحوثيّ وزُمرته. وقد علم “أساس” أنّ الانقلابيّين نفّذوا عدداً من الاعتداءات على مقرّ الجامعة، وحاولوا تغيير عددٍ من مسؤوليها لتعيين مُقرّبين منهم.

لم يقف الحوثيّون عند الاعتداء أو ممارسة الابتزاز على “الجامعة اللبنانيّة الدّوليّة”، بل فرضوا قوانينهم داخل مقرّها مثلها مثل بقيّة الجامعات. فبات ممنوعاً في “جامعة مراد” اختلاطُ الرّجال والنّساء في قاعة واحدة. ومنع الحوثيّون الجامعة من إقامة احتفالات التخرّج للطلاب. الرقابة وصلت إلى خارج القاعات والصّفوف التعليميّة، وراحت تقمع أيّ مُحادثة أو لقاء قد يحصل بين رجلٍ وامرأة في الباحات الخارجيّة.

هذا الفرع حاله حال بقيّة الجامعات التي اقتحمتها الميليشيات الحوثيّة، ووضعتها تحت سطوة قوانين وفتاوى عبد الملك الحوثيّ وزُمرته.

حال “جامعة مراد” من حال بقية الجامعات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، التي حوّلها الانقلابيون إلى إلى “ثكنة صاروخيّة”، من أبرزها “جامعة العلوم والتكنولوجيا” التي تملكها شخصيّات مناوئة للحوثيّ. وهذا ما دفع الميليشيات إلى تصوير صواريخها وبعض طائراتها في وسط الصّرح الجامعيّ، كما لو أنّه إعلان “انتصار” على العلم، وانتصار على الحداثة، بتحويل الجامعات إلى ثكنات عسكرية، حرفياً.

فقد اقتحمت عناصر مدجّجة بالسّلاح من ميليشيات الحوثيّ مقرّ “جامعة العلوم والتكنولوجيا” ونشرت الأسلحة والمعدّات. فأُصيب الطّلاب بالذّعر وغادروا الجامعة. واعتبر مدير الجامعة الجديد، المدعوّ “شرف الدّين”، الذي عيّنته الميليشيات، خطوةَ الطّلاب الاعتراضية ومغادرتهم دليلاً على “غياب الوعي لديهم”.

إقرأ أيضاً: عبد الرحيم مراد: الرجل العالق في “إذاعة صوت العرب”

وذكرت مصادر يمنيّة لـ”أساس” أنّ الحوثيّين حوّلوا جدران قاعات التدريس في جامعات اليمن إلى معارض صور لقادة إيرانيّين وقادة من حزب الله والحشد الشّعبي، أبرزهم قاسم سليماني وعماد مغنيّة وأبو مهدي المُهندس، بالإضافة إلى صور سلالة “آل الحوثيّ”.

“هي أكثر الجامعات انفتاحاً في اليمن”. هكذا يصف اليمنيّون فرع الجامعة اللبنانيّة الدّوليّة في العاصمة صنعاء المعروفة لُبنانيّاً باسم “جامعة مراد” نسبةً إلى مؤسسها النّائب عبد الرّحيم مراد. كان هذا الوصف قائماً قبل انقلاب ميليشيات الحوثيّ في أيلول 2014.

اليوم وبعد 7 سنوات تقريباً من الانقلاب الحوثيّ، لم تَعُد الجامعات في اليمن صروحاً تعليميّة وثقافيّة. فالسّنوات العجاف التي يمرّ بها اليمن بفعل سيطرة الحوثيّين على مؤسّسات الدّولة والمؤسّسات الخاصّة تركت أثراً تدميريّاً يهدّد التعليم العالي، وينذر بجعل اليمن بلاداً بلا تعليم.

مواضيع ذات صلة

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…

“اليوم التّالي” مطعّم بنكهة سعوديّة؟

لم يعد خافياً ارتفاع منسوب اهتمام المملكة العربية السعودية بالملفّ اللبناني. باتت المؤشّرات كثيرة، وتشي بأنّ مرحلة جديدة ستطبع العلاقات الثنائية بين البلدين. الأرجح أنّ…

مخالفات على خطّ اليرزة-السّراي

ضمن سياق الظروف الاستثنائية التي تملي على المسؤولين تجاوز بعض الشكليّات القانونية تأخذ رئاسة الحكومة على وزير الدفاع موريس سليم ارتكابه مخالفة جرى التطنيش حكوميّاً…

“الفرصة الأخيرة” وسط الألغام

قبل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين تقصّد العدوّ الإسرائيلي كما الحزب رفع مستوى الضغط الميداني إلى حدّه الأقصى: إسرائيل تكرّر قصف عمق العاصمة…