وسط الحديث عن الموجة الثالثة من جائحة كورونا في لبنان، واختلاف الآراء حول صحّة دخولنا هذه المرحلة، تتزايد المخاوف من تحوّر الفيروس نفسه إلى سلالات عصيّة على اللقاحات. وكلّ المؤشرات تؤكّد أنّ وضع اللبنانيين الصحي خطير.
في حال حافظ عدّاد الإصابات على ارتفاعه المستمرّ، هل سنكون أمام قرار الإقفال مجدداَ الذي يصعب تحمّل وزره في هذه الظروف الاقتصادية المتردّية، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان والأعياد؟
وزير الصحة حمد حسن أعلن أنّه “خلافاً لأوروبا التي تعود إلى الإقفال بسبب سلالة جديدة لا تظهر في فحوص PCR، فإنّ لبنان، وبحسب المعطيات العلمية، لا يشهد حالياً موجة ثالثة”.
رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري أكّد لـ”أساس” أنّ “المشاهد التي استوجبت إقفال البلد بدأت تتكرّر، لكن جدياً البلد لا يحتمل الإقفال ولا يحتمل فلتاناً جديداً”. ووضع “المسؤولية على الجميع، وليس فقط الهيئات الصحية والدولة، فهناك مسؤولية مجتمعية أيضاً للمساعدة على الالتزام بالاجراءات الوقائية وتخفيف عدد الإصابات”.
ودعا الناس إلى التنبّه “خصوصاً أنّنا على أبواب عودة الأمور إلى شكلها الطبيعي قبل الإغلاق”.
ورأى البزري أنّ “التراخيص التي أعطتها وزارة الصحة للشركات الخاصة لاستيراد اللقاح، أتت بثمارها من خلال وصول اللقاح الروسي الذي سيصلنا منه مليون جرعة، بمعدّل 50 ألف جرعة أسبوعياً، بالتنسيبق مع اللجنة الوطنية التي ستُشرف على عملية التوزيع. لكن بشرط وضعناه هو “بداية قطاعية” أي كل قطاع يستورد. هذه العملية لها أهمية كبيرة، لأنها تُغيّب فكرة التفاوت الاجتماعي”. وكشف أنّه “بعد مفاوضات طويلة نزّلنا سعر الجرعتين من لقاح “سبوتنيك” من 44 إلى 38 دولاراً”. وعن اللقاح الصيني “سينوفارم” قال: “الخلاف الوحيد على هذا اللقاح هو أنّ من أحضره دفع 60 أو 70 دولاراً، أي ضعف سعر الروسي”.
الدكتور البزري أكّد لـ”أساس” أنّ المشاهد التي استوجبت إقفال البلد بدأت تتكرّر، لكن جدياً البلد لا يحتمل الإقفال ولا يحتمل فلتاناً جديداً
وكشف البزري عن نقصٍ في قوانين مجلس النواب: “تماماً مثلما حصل معنا لدى إصدار قانون الاستخدام الطارئ لاستيراد اللقاح. لا يوجد لدينا ما يسمى “هيئة الدواء” مثل الدول الأوروبية”.
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أشار الى أنّ “نسبة الفحوصات الإيجابية وعدد الوفيات اليومي لا يزالان مرتفعين، والالتزام بالإجراءات الوقائية يجنّبنا إقفال الاقتصاد”. وأبدى تخوّفه “بسبب عدم وجود أماكن في المستشفيات مؤخّراً، ولأنّ القطاع الصحي متعب ومنهك، وكذلك الاقتصاد، فالناس لن تلتزم حتّى لو اتّخذت اللجنة الوزارية قراراً بالإقفال”.
وخلافاً للبزري يرى عراجي أنّ “لبنان دخل في المرحلة الثالثة من التفشي أو ما يسمّى في الدول الأوروبية بالـ third wave”. لكن ما يعزّي عراجي أنّ “الأيام المقبلة ستشهد وفرة في اللقاحات، فلقاح “سبوتنيك” الروسي سيأتي، وكذلك اللقاح الصيني بدأ في الوصول، ولقاح “فايزر” يصل على دفعات، وكذلك لقاح “أسترازينيكا” سيصلنا. وفي حال التزمت الشركات العالمية بالمطلوب سيكون لدينا وفر باللقاحات لكنّ التسجيل على المنصّة لا يزال محدوداً، مع أقلّ من 15% من عدد المقيمين. وهناك مناطق نسبة التسجيل فيها لا تتعدى الـ3%”.
إقرأ أيضاً: إنذار أحمر: الانهيار المالي = انهيار صحيّ… لا لقاحات قبل تموز
آخر الاحصاءات حول عدد متلقّي اللقاح في العالم:
– “فايزر”: 72 مليوناً.
– “إسترازينيكا”: 71 مليوناً.
– “موديرنا”: 30 مليوناً.
– “سينوفارم”: 30 مليوناً.
– “سبوتنيك”: 15 مليوناً.