أقدم 100 ألف مواطن لبناني على إدخال بياناتهم خلال الساعات الـ24 الأولى من الإعلان عن المنصة الإلكترونية لتسجيل بيانات الراغبين في تلقّي لقاح كورونا، وفق ما أكّدت مصادر وزارة الصحة لـ”أساس”.
على الضفة الأخرى من هذا الإقبال، رُصِدَت تعليقات مواطنين أكدوا عدم استعدادهم للتسجيل أو لأخذ اللقاح، خوفاً من “المؤامرة” على أجسادهم من دول أجنبية، أو بانتظار “التأكّد من نتائج اللقاح أوّلاً على الآخرين ، وبعدها نقرّر”.
الثابت أنّ لبنان حجز مليونين ومائة ألف جرعة من لقاح “فايزر”، ستصل إلى لبنان على 4 مراحل، المرحلة الأولى تبدأ خلال أيام قليلة. وقد ترددت معلومات عن تأخّر وصول الدفعة الأولى، على أن يبدأ إعطاء الجرعة الأولى من 8 إلى 14 شباط. لكنّ مصادر الوزارة نفت هذه الشائعة، مؤكدة أنّ “اللقاح لم يتأخر، فالوزير منذ بِدء الحديث عن التوقيع مع الشركة المصنعة له، كان قد أعلن عن وصوله في منتصف شباط”.
على الضفة الأخرى من هذا الإقبال، رُصِدَت تعليقات مواطنين أكدوا عدم استعدادهم للتسجيل أو لأخذ اللقاح، خوفاً من “المؤامرة” على أجسادهم من دول أجنبية
الوزارة، وفق معلومات لـ”أساس” من مصادر رسمية، لم تكتفِ بلقاح من شركة واحدة، بل حجزت إلى جانب لقاح فايزر، مليوني و730 ألف جرعة من منصة “كوفاكس” (قد يكون لقاح فايزر أو غيره)، وهي كمية ستكون كافية لـ20% من اللبنانيين. في وقت تتفاوض الوزارة حالياً مع شركة “استرازينيكا” البريطانية لحجز مليون ونصف المليون جرعة.
معايير توزيع اللقاح “هي نفسها التي أقرّها مجلس الوزراء في السراي الحكومي. فخلال المرحلة الأولى سيتم تلقيح العاملين في القطاع الصحي والأشخاص في الفئة العمرية فوق 75 عاماً. بعدها يتمّ لتلقيح الأشخاص بين 65 و74 عاماً، وكذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة بين 55 و64 عاماً، والعاملين في فرق الترصد الوبائي ووزارة الصحة”، بحسب مصادر الوزارة: “أما المرحلة الثانية فستخصّص لمن هم بين 55 و64 عاماً، ممن لم يأخذوا اللقاح سابقاً، كما سيتم تلقيح المصابين بمرض مزمن أو أكثر، في الفئة العمرية بين 16 و54 عاماً”.
تضيف المصادر: “بعد ذلك يأتي دور العاملين في قطاع الرعاية الصحية الأولية، الذين لم يتلقوا اللقاح سابقاً. والأشخاص والعاملين في مآوي العجزة ودور الرعاية والسجون”.
معايير توزيع اللقاح هي نفسها التي أقرّها مجلس الوزراء في السراي الحكومي. فخلال المرحلة الأولى سيتم تلقيح العاملين في القطاع الصحي والأشخاص في الفئة العمرية فوق 75 عاماً
أما في المرحلة الثالثة فيأتي دور “المعلمين والعاملين في المدارس والحضانات، والعاملين في أماكن ترتفع فيها مخاطر انتقال العدوى، إضافة إلى الأشخاص الذين يعتنون بأفراد من عائلتهم فوق الـ65 عاماً، أو يعتنون بأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
في حين تشمل المرحلة الرابعة كلّ الراغبين في الحصول على اللقاح.
ولكن كيف سيتم إعطاء اللقاح؟ وما هي الضمانات باعتماد الشفافية؟
تجيب مصادر الوزارة: “سوف يتم تقسيم الناس على المستشفيات والمراكز القريبة من محيطهم الجغرافي. وهناك مراكز جاهزة وسيتم فتحها بشكل تدريجي. أما فيما يتعلق بالرقابة، فنحن في الوزارة تواصلنا مع البنك الدولي وأبلغناه برغبتنا في أن يكون هناك شركة عالمية معتمدة ومكلّفة من قبل منظمة الصحّة كي تراقب الأرقام والتسجيلات. والبنك الدولي رحّب بهذه الفكرة وسيقدّم خدمات الشركة مجاناً. والهدف من ذلك هو منع أي افتراءات تتهمنا بالاستنسابية والمحسوبية”.
إقرأ أيضاً: تفاصيل عملية توزيع اللقاح على اللبنانيين في الأيام المقبلة
وتوضح المصادر أنّ عدد اللقاحات الذي سيُعطى يومياً يرتبط بكمية الجرعات التي ستصل إلى لبنان، وبعدد الراغبين في أخذه، خصوصاً أنّ اللقاح ليس إلزامياً لجميع المواطنين.
أما السؤال عن مرضى الحساسية فمتروك “لمراجعة الطبيب حول نوع اللقاح الأفضل لكلّ لمريض. خصوصاً أنّ لبنان سيستقدم لقاحات عدّة. وفي حالات أخرى قد ينصح بدواء مع اللقاح لتفادي أيّ ردود فعل جانبية من الجسم”.
إذاً، فقد انطلقت المنصة. والعاملون فيها هم أنفسهم موظفو الوازرة، كلّ بحسب اختصاصه.
أما متى سننتهي من تلقيح جميع اللبنانيين، فهذا السؤال ما زال من المبكر طرحه، وفق مصادر وزارة الصحة التي تؤكد أنّ الدول الكبرى التي تنتج اللقاح لم تستطِع حتّى الآن تحديد تاريخ الانتهاء من عملية التلقيح.