القزّي لـ”أساس”: مبادرة للبطريرك للإفراج عن الحكومة

مدة القراءة 4 د


كشف الوزير السابق سجعان القزّي أنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي سيطلق مبادرة خلال الساعات المقبلة لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري للإفراج عن التشكيلة الحكومية.

وأضاف القزّي في حديث خاصّ لـ”أساس” أنّ “البطريرك مستعدّ للقيام بأيّ مبادرة أو خطوة من شأنها تسهيل تأليف الحكومة وخلق حالة وفاق وطني من شأنها التجاوب مع المبادرة الفرنسية، والبطريرك سيدرس خلال الـ24 ساعة المقبلة إمكانية أن يتمّ التواصل مع الرئيس عون حول هذا الموضوع”.

القزّي كشف تفاصيل ما حصل معه خلال المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري في بكركي ومحاولة البعض الإساءة إليه عبر نشر مجتزأ للفيديو المقصود وقال: “عبدو متّى مراسل “لبنان الحرّ” في بكركي طرح على الرئيس الحريري سؤالاً عن الحياد، وأنا سررتُ بهذا السؤال لأنّ الرئيس الحريري أجاب بشكل إيجابي، وبعدها مباشرة قامت مراسلة الـmtv بتوجيه سؤال للرئيس الحريري عن آخر التطورات الحكومية فأجابها الحريري: “لا أريد التكلّم بالموضوع فكلمة بالزايد وكلمة بالناقص تؤثّر وتزعج”. عندها قالت له المراسلة: “إنتو ما بتستحو على حالكن. إنتو السياسيين ما بتشوفو شو عم بيصير..”. حركة فمي دلالة على رفضي لكلام هذه المراسلة، وهنا عبدو متّى أشار لي بأصبعه بـ”لايك”، وسألني: “هل أعجبك سؤالي؟”، فأشرت له بأصبعي: “برافو عليك”.

البطريرك مستعدّ للقيام بأيّ مبادرة أو خطوة من شأنها تسهيل تأليف الحكومة وخلق حالة وفاق وطني من شأنها التجاوب مع المبادرة الفرنسية

ويضيف: “بعيداً عن كلّ ما حصل. بالتأكيد تمّ التواصل معي من بيت الوسط، واتصل بي الدكتور غطاس خوري لتوضيح ملابسات ما حصل”.

وعن قراءته لموقف الرئيس الحريري من الحياد في بكركي، قال قزّي: “الرئيس الحريري سبق أن أيّد طرح البطريرك بالحياد بشكل صريح في تموز الماضي خلال آخر زيارة قام بها إلى بكركي، بعد يومين من طرح البطريرك اقتراح الحياد. وبالأمس، جدّد الرئيس الحريري تأييده، لكن هناك فرق بين تأييد الحياد وبين تثبيته. فالرئيس الحريري واضح، ويعلن أنّ الحياد سيأتي عاجلاً أم آجلاً لكنّ تثبيته واستقراره يحتاجان إلى مزيد من الوقت”.

بعيداً عن كلّ ما حصل. بالتأكيد تمّ التواصل معي من بيت الوسط، واتصل بي الدكتور غطاس خوري لتوضيح ملابسات ما حصل

القزّي رأى أنّ هذه الزيارة “من شأنها تخفيف الأجواء الطائفية التي سادت مؤخراً وتخفيف الانقسام الطائفي بعد قرار القاضي صوان. والاجتماع الذي حصل يوم الأربعاء تمّ التحضير له من أجل أن يكون البطريرك على علم بكل الأجواء والمواقف المعنيّة بتأليف الحكومة، وأين أصبح مسار التأليف”.

إقرأ أيضاً: سجعان قزّي لـ “أساس”: ما فائدة تطوير النظام اللبناني في ظلّ السلاح

وكشف القزّي أنّ “البطريرك مزعوج جداً من عدم تأليف حكومة حتّى اليوم، وفي هذه الظروف. وكانت تصل إليه أخبار مشوّشة، إن من وسائل الإعلام أو من بعض المصادر، مفادها أنّ الرئيس الحريري يريد تشكيل الحكومة على ذوقه ولا يريد أن يسأل أحداً، ويريد هو اختيار الوزراء. فكان لا بدّ من أن يعطي الرئيس الحريري تفسيراً وشرحاً لوجهة نظره من هذا الموضوع. هذا هو هدف الاجتماع، لكنّ التوقيت أعطاه إيحاءً بأنّ القضية الوطنية أهمّ من موضوع الحكومة، لأنّ الأجواء التي تسود البلد توحي كأنّنا عدنا إلى العام 1975، أي إلى أجواء النزاع المسيحي – الإسلامي، بكل تعقيداته ومشكلاته، في وقت يجب أن نبتعد عن هذهالأجواء. لذلك، فإنّ زيارة الرئيس الحريري إلى بكركي خفّفت التشنّج وخلقت جوّاً جديداً من الارتياح لدى الرأي العام”.

وختم القزّي كلامه: “نحن نعيش في دولة ما عادت تخضع لمعايير الوحدة، والمركزية، واللامركزية، والفدرالية، ولا حتّى لمعيار التقسيم. البلد مفكّك. وهذه أخطر مرحلة يمكن أن تعرفها دولة”.

مواضيع ذات صلة

خشية غربيّة من جولة تصعيد جديدة

إذا لم تُثبت التطوّرات عكس ذلك، فإنّ الأوساط الدبلوماسية الغربية لا ترى في مسوّدة الاتّفاق الذي صاغة الموفد الأميركي آموس هوكستين وقدّمته السفيرة الأميركية لدى…

قيس عبيد: شبحُ مغنيّة الذي حملَ الجنسيّة الإسرائيليّة

منذ أن افتتحَت إسرائيل سلسلة اغتيالات القيادات العسكريّة للحزبِ في شهرَيْ حزيْران وتمّوز الماضيَيْن باغتيال قائد “قوّة الرّضوان” في جنوب لبنان وسام الطّويل وبعده قائد…

بين لاريجاني وليزا: الحرب مكَمْلة!

دخلت المرحلة الثانية من التوغّل البرّي جنوباً، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، شريكة أساسية في حياكة معالم تسوية وقف إطلاق النار التي لم تنضج بعد. “تكثيفٌ”…

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…