يوميات عائلة في الحجر: اليوم الخميس أو الجمعة؟

مدة القراءة 3 د


زينة برجاوي

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور العائلات داخل منازلها. تسرد يومياتها، وتشارك متابعيها  الصور والفيديوهات. فمنذ إعلان حالة التعبئة العامة في لبنان، وضرورة التزام العائلات منازلها بسبب انتشار وباء “كورونا”، يبحث الأهالي عن وسائل للتسلية لتمضية الوقت بعيداً عن الملل.

آلاء خليل، أم لطفلين، هما كارين وآدم. لا تجد آلاء الجواب المناسب لطفليها كلما سألاها عن سبب عدم ذهابهما إلى المدرسة. يصعب عليهما تفهّم هذه الأزمة، لذلك تكتفي باخبارهما أنّ المدرسة انتقلت حالياً إلى المنزل.

إقرأ أيضاً: ثوّار “الشباب الديمقراطي” المغمورون.. في مواجهة “كورونا”

“أين المعلمة؟”، تسأل الطفلة كارين. تفتح آلاء الكومبيوتر، وتشغّل الروابط التي أرسلتها المعلمة وهي تشرح فيها بعض الدروس الخاصة بالصف الأول الابتدائي. تمضي آلاء بعض الوقت في الدراسة كي لا يبتعد طفلاها عن الأجواء، ثم تنتقل إلى مهمة ثانية.

في الحجر المنزلي، تخصّص العائلة برنامجاً يومياً يتضمّن وسائل ترفيه مختلفة. تفضّل آلاء ألا تمارس الضغوط على طفليها لإجبارهما على الدراسة، وتكتفي بساعتين يومياً. بعد ذلك، تطلق سراحهما في غرفة الألعاب، وتتوجّه إلى المطبخ.

قبل انتشار “كورونا”، لم تكن آلاء تمضي وقتاً طويلاً في المطبخ. أمّا اليوم، فها هي تستعين بكتب الطهي وبعض المواقع الالكترونية لتحضير الأطباق المختلفة. ولا تنسى الحلويات، فتحضّر أصنافاً يحبّها الأطفال.

مع ذلك، تلزمهما بحمية معيّنة تشمل تناول العصائر الطازجة والفاكهة، ولا تدعهما يفرطان في تناول السكاكر والحلويات. تبذل آلاء جهداً في تأمين جميع الوسائل الترفيهية لهما.

الطفلان كارن وآدم اكتسبا شغف الرياضة من خلال والدتهما، فيقومان بالتمارين اللازمة. يرتديان الزيّ الخاص بهذه الرياضة، وينطلقان مع والدتهما في ممارستها

منذ بداية الأزمة، لا تغادر آلاء المنزل. وحده زوجها يتولّى مهمة إحضار جميع المستلزمات وإنهاء الأمور الطارئة. هنا تحضر قوانين الوقاية المعتمدة قبل الخروج  من المنزل وبعد العودة إليه.

على باب المنزل، نرى جميع أدوات التعقيم. وفي حال استعانت العائلة بخدمة التوصيل من إحدى الدكاكين،  فإنها تدرك تماماً طريقة استلام الأغراض وتعقيمها.

هكذا يمضي القسم الأول من يوميات الحجر المنزلي. بعدها، تخصّص آلاء فترة بعض الظهر للتحدث مع أفراد عائلتها المغتربين. تتواصل معهم عبر الـ”فيديو كول” ويتشاركون يومياتهم.

أحياناً، يصعب على آلاء تحديد أيام الأسبوع. تعيش في حالة روتين يومية، وهي الحالة التي تعيشها العائلات جميعها في لبنان بسبب “كورونا”.

في المشهد نفسه، وجدت آلاء متنفّساً جديداً يبعدها عن هذا الروتين. انطلاقاً من عملها كمدربة لرياضة “التايك واندو”،  قرّرت الاستمرار في التدريب من المنزل عبر الإنترنت. لاقت الفكرة ترحيباً كبيراً من تلامذة آلاء، الذين يلبّون الدعوة يومياً.

لا تنتهي المهمة هنا. الطفلان كارن وآدم اكتسبا شغف الرياضة من خلال والدتهما، فيقومان بالتمارين اللازمة. يرتديان الزيّ الخاص بهذه الرياضة، وينطلقان مع والدتهما في ممارستها، إلى  أن يحين موعد العشاء.

بعد العشاء، يخلد الطفلان إلى النوم ، لتقسّم آلاء وقتها بين التدريس “أونلاين” ومشاهدة التلفزيون، قبل أن يكرّر الغد نفسه.

وغداً يوم جديد مع  برنامج الأمس نفسه إلى حين انتهاء الأزمة. حتّى بات الوحد لا يعرف إذا كان اليوم الخميس، أو الجمعة أو السبت. فكلّ الأيام الكورونية تتشابه، في غياب ما يحدّد الأسبوع، من بداية العمل، ونهاية العطلة، ومنتصف التعب.

 

عائلة الاء

مواضيع ذات صلة

17 تشرين: خروج الشباب على الولاء للزعماء

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

سوريّة – كرديّة: 17 تشرين جعلتني “لبنانية”

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

بوجه من انتفضوا: المناهبة”(*) الخماسيّة؟ (2)

تحلّ الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجوديّة متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في الحلقة السادسة ينشر “أساس” مقتطفات من فصل…

في انتظار تجدّد “يوفوريا” 17 تشرين

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…