قرابة السادسة من صباح الإثنين الماضي (17 شباط)، إستيقظ نحو 80 من “نخبة” النخبة في محور الممانعة، بين صحافيين ومثقفين وشخصيات دينية، وتوجّهوا إلى فندق الفينيسيا، ليصلوا قرابة السابعة والنصف، بعضهم آتون من البقاع والشمال والجنوب، فالضيف المنتظر يستحقّ.
وعند الثامنة “هبط” عليهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني.
أسماء كثيرة، لا تبدأ بالوزير السابق حسن مراد، وبينهم شيوخ من الطائفتين السنية والشيعية، وإعلاميين من كلّ الطوائف، اللافت فيها غياب الحضور السياسي، الذي اقتصر على مراد والنائب علي فيّاض. وتردّد أنّ شخصيات عديدة دُعيت ولم تلبِّ الدعوة.
لاريجاني حاول طمأنة الحاضرين، خصوصاً من الإعلاميين، إلى استمرار الدعم، فشدّد على “ضرورة تعزيز الإعلام المقاوم في هذه المواجهة”، ووعد بـ”المزيد من الدعم للمؤسسات الإعلامية المقاومة”.
وطمأن الحاضرين إلى أنّ “لبنان أولوية عند إيران”، وأنّ “طهران لن تتخلّى عن حلفائها فيه”. وتحدّث عن “التحضير لمساعدات من دول محور المواجهة إلى لبنان في إطار ملفّات الكهرباء والمنتجات البيتروكيماوية وغيرها”.
لاريجاني، الآتي من إيران المُحاصَرة، المُنهكة مالياً، وسياسياُ من طهران إلى بغداد والشام وبيروت وصنعاء، لاريجاني هذا، بثّ الحماسة
جرعات دعم وتطمين إذاً. وأبعد من لبنان، أعطى معنويات على مستوى المنطقة، إذ كشف عن “حوارات مع دول عربية خليجية، تقودها إيران بعيداً عن الإعلام، وهي مع الإمارات والكويت”. وكشف أيضاً عن “وساطة عمانية مع المملكة العربية السعودية لم تصل الى أهداف كبرى، لكنّها قناة تواصل جديّ لحلّ الإشكالات الميدانية الطارئة”.
أما على المستوى الدولي، فقدّم خريطة طريق “تبدأ بالإعتماد على الصين في مواجهة الحرب الاقتصادية الأميركية”، وأعلن عن استراتيجية جديدة هي “تبريد الخلافات مع الدول العربية لمواجهة صفقة القرن”.
ترويقة “دسمة” إذاً. لاريجاني، الآتي من إيران المُحاصَرة، المُنهكة مالياً، وسياسياُ من طهران إلى بغداد والشام وبيروت وصنعاء، لاريجاني هذا، بثّ الحماسة. لكنّه بدا “واقعياً”، حين تحدّث عن “تبريد الخلافات العربية”، وعن “حوارات مع دول خليجية”. لكنّ الأهمّ وعوده المالية “بالدعم” للإعلام الممانع.
ثم عقد لاريجاني اجتماعاً منفصلاً بعد الظهر، مع قيادات فلسطينية من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، في مبنى السفارة الإيرانية.