الأخبار تقول إن المبعوث الأمريكي هوكستين عائدٌ إلى لبنان ومنها إلى إسرائيل، حاملاً معه بشائر وقف الحرب، والذهاب إلى تسوية سياسية، أساسها تطبيق القرار 1701، برعاية أمريكية وفرنسية.
ندعو الله.. أن يكون ذلك صحيحاً وأن لا يكون استنساخاً لسيناريوهات التفاؤل التي تكررت على مدار سنة الحرب في غزة، لنشاهد دماراً مضاعفاً قبل كل نغمة تفاؤل وبعدها.
لا شك في أن هنالك اختلاف بين الساحتين اللبنانية والغزية الفلسطينية، إلا أن المشترك الأساسي بينهما هو اعتبار إسرائيل للساحتين منطقة محروقة، وأن أي تسوية سياسية توقف القتال لابد وأن تتم تحت النار.
الحرب التي دمرت غزة، وشوّهت بيروت المدينة الأجمل من كل المدن، علمتنا كمواطنين أبرياء محبين للحياة أن نخاف من التفاؤل، وأن نضع أيدينا على قلوبنا كلما حضر مبعوث أمريكي أو أوروبي أو حتى من بلاد الواق واق، خوفاً من أن تكتب السطور الأخيرة للاتفاق أو التفاهم بدمار جديد ودم غزير.
ندعو الله أولاً ثم من له قدرة على الإسهام في وقف الحرب على غزة ولبنان، أن ينجح هذه المرة في إزالة هذا الكابوس المرعب الذي يجثم على حياتنا نحن التوأم الذي لم يعرف السرّاء، وتشارك الضرّاء على مدى سنين.
الفلسطينيون ينزفون دمعاً ودماً على لبنان الذي هو قطعة من قلبهم ومن ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وكذلك اللبنانيون الذين حملوا فوق طاقتهم همّ فلسطين كما حملوه أهلها، الفلسطينيون سيشعرون براحة حين تتوقف الحرب على لبنان، ويستمدون من انقاذ بيروت أملاً بإنقاذ غزة من الدمار وفلسطين من الاحتلال.
لا نحتفظ بذكريات جميلة مع المبعوثين الأمريكيين، إلا أننا وفي هذه المرة نجد أنفسنا بحاجة إلى أن نتمنى لهم النجاح في وقف الحرب، أمّا النجاح فيما بعدها فهذا ما يتوقف علينا وليس على غيرنا.
في لبنان لازمة نحبها عشتم وعاش لبنان.
*نقلاً عن موقع “مسار”