افتُعل إحراق “mbc” العراق “دفاعاً عن المقاومة وأبطالها”، كما جرى افتعال 7 أيار 2008، ذاك “اليوم المجيد” بلغة الحزب وجمهوره، الذي ما يزال يمجّد حتى اللحظة، بذريعة حماية المقاومة ومنظومة اتصالاتها. في حين أظهرت الحرب الناشبة حالياً على أرض لبنان أنّ عملاء إسرائيل هم داخل بنية الحزب القيادية، بما يتيح لها معرفة ما يجهله أغلب اللبنانيين، بما في ذلك حاضنة الحزب الشعبية.
السكوت عن إحراق “mbc” العراق وملاحقة الصحافيين من معارضي محور الممانعة ليس سوى صكّ براءة يمنح أذرعه وفرقه “الغوغائية” موافقة ضمنية على ارتكاب المزيد واستهداف كلّ صوت معارض ليصير هذا الأمر عرفاً تستند إليه كلّ جهة لا تعجبها مادّة إعلامية. لا يعني ذلك الموافقة على التقرير الذي بثّته المحطّة. لكن ما هو إلا ذريعة لعمل مبيّت سلفاً، حسبما يشير تقاعس السلطات العراقية عن حماية مبنى المحطة، على الرغم من أنّ منصّات التواصل الاجتماعي، داخل العراق وخارجه، كانت تضجّ بالأخبار التي تحرّض على ارتكاب هذا الفعل المشين.
كان بإمكان الحكومة العراقية تدارك الأمر واستيعاب ردود الأفعال عبر اتّباع الخطوات التي تنصّ عليها اللوائح القانونية، من التنبيه إلى الإنذار والعقوبات، التي لا تتّسق كثيراً مع حرّية التعبير، إلا أنّها تبقى أفضل بكثير من إفساح المجال أمام تفجير الأحقاد والضغائن.
الأسوأ من ذلك خروج هيئة الإعلام والاتّصالات العراقية “CMC” المسؤولة عن الإعلام بقرار “وقف بثّ قناة “mbc” العراق وإلغاء رخصة العمل الممنوحة لها”، إنّما بعد حرقها.. والذريعة هي انتهاكها لـ”لوائح البثّ الإعلامي من خلال تجاوزاتها المتكرّرة وتطاولها على الشهداء قادة النصر وقادة المقاومة الأبطال الذين يخوضون معركة الشرف ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب”، بما يعني تغطية حكومية قانونية لإحراق المحطّة.
التفاصيل في مقال الزميل سامر زريق اضعط هنا