بسهولة فائقة، عاد الإقطاعي والرأسمالي والقائد الشيوعي ليكونوا الموكلين إدارة الرغبة بالقوّة. وصارت القلّة من الناس تمتلك وتدير كلّ وسائل إقناع المساكين باختيارهم في أعراس الديمقراطية في العالم عندما يتنافس على أصوات المساكين متخاصمون من قبيلة واحدة من هؤلاء القلّة، ومن يتطاول على المنافسة، ويبقى على الرغم من ذلك من أكثرية الناس، “يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم” لأنّه لم ينتقل إلى صفّ النخب المتمتّعة بكلّ وسائل إرادة القوة، وبقي يتفاخر ويدافع عن حقوق المساكين! وهذا الصنف من الناس ينفضّ عنه المساكين بسرعة. لا بل يتجنّبونه، لمجرّد كونه منهم ولهم، ولا يملك ما يكفي من إرادة القوّة.
بقيت الجامعة ملاذاً لبعض هؤلاء الذين يملكون الجدارة لتملّك إرادة القوّة. واعتقدوا أنّهم قادرون على استخدام حرم الجامعات والأكاديميا كسلاح في مواجهة من يملك كلّ وسائل إرادة السلطة عبر العصور. لكنّ هؤلاء، أصحاب السلطة والمال والنفوذ، فهموا اللعبة المكشوفة. فشيّدوا الجامعات وشجّعوا البحث الحرّ وضرب البديهيّات، لكنّهم بثرواتهم وضعوها تحت رقابة سلطتهم. ما نراه اليوم من قمع لحرمات الجامعات في بلد اخترع هذه الحرمة، أي الولايات المتحدة الأميركية. يؤكّد للمساكين أنّ آمالهم ببعض إرادة القوة، أكان بالعلم أو بالديمقراطية، ماتت ودُفنت قبل أن تولد، فلا عزاء للمساكين.
التفاصيل في مقال الدكتور مصطفى علّوش اضغط هنا