الخماسية تمتحن الحزب: فصل الرئاسة عن الحدود

مدة القراءة 4 د

بعد أيام ينتهي عيد الفطر، وتعود اللجنة الخماسية الى عملها الرئاسي. بعد عيد الفطر مباشرة لقاء سيجمعها مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة. اللجنة تنتظر اللقاء لتسمع من رعد موقف الحزب. فهو سبق أن أعلن أنّ الحزب يفصل بين ملفي الرئاسة والحدود. وعلى هذا الموقف تعوّل الخماسية. وبين الرئاسة والحدود تحذيرات كثيرة وضجيج الحرب تخرقه الدبلوماسية الفرنسية

 

 

تقول مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لأساس إنّ عودة اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني إلى الاجتماع “حتمية بعد الأعياد”. وستكون أبرز لقاءاتها مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي تنتظر الخماسية أن تسمع منه رأي الحزب في الأزمة الرئاسية.

في المعلومات الدبلوماسية أنّ رسالة وصلت إلى الفرنسيين من الحزب مفادها إنّه يفصل بين الملفّ الرئاسي والملفّ الأمني على الحدود الجنوبية.

لهذا فإنّ ديناميكية جديدة باتت تحكم الملفّ الرئاسي. والموفد الفرنسي جان إيف لودريان لن يعود إلى لبنان بعدما أرسى الثوابت التي تعمل على أساسها اللجنة وهي: الخيار الثالث والمشاورات والجلسات المفتوحة. على ما تكشف المصادر الدبلوماسية نفسها. وهي تصرّ على أنّ الدخول في الأسماء لن يكون لمصلحة الخماسية. لأنّه في اللحظة التي تسمّي فيها شخصاً ستسقط أسهمه. وما حصل مع القطريّين دليل على ذلك. أمّا الكلام عن اجتماع وزاري على مستوى الخماسية فلم تنفِه المصادر قائلة إنّ ذلك منوط بتقدّم الملفّ الرئاسي.

في المعلومات الدبلوماسية أنّ رسالة وصلت إلى الفرنسيين من الحزب مفادها إنّه يفصل بين الملفّ الرئاسي والملفّ الأمني على الحدود الجنوبية.

الحرب حاصلة مئة في المئة

في المقابل، تتحدّث مصادر دبلوماسية رفيعة لـ”أساس” عن تغيّر نوعي وخطير في المزاج الإسرائيلي يختلف عن الأعوام السابقة. وبالتالي هناك قلق حقيقي وخوف من حصول الحرب مع لبنان لأنّ حادثة صغيرة يمكن لها أن تدحرج الأمور. ولأنّ الخطر أصبح داهماً، تقول مصادر غربية في الخماسية، إنّ الجواب الذي تسلّمته من الحكومة اللبنانية تعليقاً على ورقتها، وهو جواب إيجابي يتضمّن الموقف اللبناني الثابت وتشجيعاً على استكمال المبادرة، أرسلت مضمونه مع مضمون الورقة الفرنسية إلى إسرائيل، وتنتظر جواباً لتبني عليه وتعود إلى الحكومة اللبنانية.

ترفض هذه المصادر القول إنّنا دخلنا في مفاوضات لأنّها تعرف موقف الحزب الثابت بأن لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في غزّة.

الوجهة الفرنسية… والرأي الأميركي

تتحدّث هذه المصادر الدبلوماسية عن مقاربتين، فرنسية وأميركية:

أوّلاً، أوقفت الولايات المتحدة الأميركية مسعاها التفاوضي من خلال تعليق زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين بانتظار وقف إطلاق النار. هوكستين كان قد زار لبنان وسط جوّ يفيد أنّ الهدنة حاصلة في غزة، وغادر مع سقوط الهدنة، ولم يعد.

وبين الخارج والداخل إيقاعات مختلفة. يُقال إنّ دول اللجنة الخماسية تعزف كل منها على آلة موسيقية. لكنّها تعزف اللحن نفسه

ثانياً، الموقف الفرنسي أكثر ليونة، إذ يعتبر أنّ الفراغ يملأه التطرّف. وبالتالي في هذا الوقت لا بدّ من إجراء محادثات. ولذلك قدّمت فرنسا ورقتها.

يضيف المصدر: “الفرنسيون لا يتلقّون أوامر من الأميركيين، لكنّ بينهم تنسيقاً دائماً”. وبالتالي قُدّمت الورقة الفرنسية بالتنسيق مع الأميركيين عكس ما أشيع عن خلاف أميركي فرنسي حولها. والهدف الفرنسي من هذه الورقة كان القول إنّ الحلّ ليس عسكرياً دائماً، بل يمكن أن يكون دبلوماسياً. التواصل مع الأميركيين وزيارة وزير الخارجية الأميركي لباريس دليل على ذلك. وستُستكمل الاتصالات لمتابعة جديد هذا المسعى. وعندما يردّ الإسرائيلي سيضع الفرنسيون الأميركيين في جوّ هذا الردّ.

إقرأ أيضاً: السيّد والنبرة العالية: خطاب لا بدّ منه

بين الداخل والخارج زحمة مواقف، لكنّ المهمّ هو أمر واحد: كيفية تجنيب لبنان ويلات الحرب. ومن يُخرج الحزب من عنق الزجاجة؟

وبين الخارج والداخل إيقاعات مختلفة. يُقال إنّ دول اللجنة الخماسية تعزف كل منها على آلة موسيقية. لكنّها تعزف اللحن نفسه. فهل ستعزف لتؤسّس إجماعاً لبنانياً يمهّد لخرق رئاسي؟ أم أنّ كل الحراك هدفه ملء فراغ طويل يصعب توقع نهايته؟

 

لمتابعة الكاتب على X:

@josephinedeeb

مواضيع ذات صلة

اختبار اليوم الأوّل: الرّئاسة تضغط!

لم يعد مضمون اتفاق وقف إطلاق النار ببنوده الـ13 و”ألغامه” مُهمّاً بقدر الحاضنة الميدانية – السياسية التي ستواكب تنفيذه منذ دخوله حيّز التطبيق فجر الأربعاء،…

هدنة الـ60 يوماً: الحرب انتهت… لم تنتهِ!

بعد عام ونحو شهرين من حرب إسناد غزة، و66 يوماً من بدء العدوّ الإسرائيلي عدوانه الجوّي على لبنان، واغتياله الأمين العامّ لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله،…

ألغام سياسيّة أمام الجيش في الجنوب!

بعدما أصبح وقف إطلاق النار مسألة ساعات أو أيام، لا بدّ من التوقّف عند العنوان الأوّل الذي سيحضر بقوّة على أجندة “اليوم التالي” في لبنان:…

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…