تتزايد أخبار متعافين من فيروس كورونا، أصيبوا بالعدوى مرة ثانية. ما أثار المزيد من الذعر وزاد من المخاوف والتساؤلات. فقد أعلن مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض عبر “تويتر” أنّ “اثنين من موظفينا الذين كانوا أصيبوا بالكورونا منذ أشهر، أتت نتائج فحص الكورونا لهم إيجابية مرّة أخرى”.
كيف لشخص شُفي وجاءت نتائج فحوصاته سلبية أن يقع فريسة للمرض مرّة ثانية؟ وما سرّ تغيّر سلوك الفيروس؟ هل هناك سلالة جديدة من الفيروس وصلت إلينا؟
كيف نفسر تكرّر الإصابة؟
بحسب عضو لجنة الطوارئ الحكومية وطبيب الأمراض الجرثومية، الدكتور جاك مخباط فإنّ الإصابة مرّة ثانية ليست جديدة: “بل شهدنا مثلها في شهر أيلول الفائت. المسألة ذُكرت أيضاً في الصحافة الدولية، وسجلت حالات منفردة لتكرار الإصابة في أرجاء العالم منها في أوروبا وآسيا. إنما حينها في لبنان لم نعطِ الموضوع أكبر من حجمه”.
الدكتور مخباط فنّد في حديث لـ”أساس” احتمالات أسباب الإصابة الثانية بالآتي:
1- لم يكوّن المصاب مناعة كافية.
2- المناعة التي تكونت اختفت بعد مرحلة من الوقت (فترة المناعة المكتسبة بعد الإصابة الأولى لا تقلّ عن 3 إلى 6 أشهر، بحسب الدراسات الأخيرة).
3- السبب الأهم ظهور سلالة جديدة من الفيروس. فـ”المناعة التي اكتسبها الشخص من أوّل إصابة لا تحميه من الفيروس الثاني”.
كيف لشخص شُفي وجاءت نتائج فحوصاته سلبية أن يقع فريسة للمرض مرّة ثانية؟ وما سرّ تغيّر سلوك الفيروس؟ هل هناك سلالة جديدة من الفيروس وصلت إلينا؟
لكن ما مدى شيوع ظاهرة تجدُّد الإصابة بالفيروس بعد التعافي منه؟
“هناك تداخلات واشتراكات تحصل. فمن الممكن أن تكون سلالة جديدة، واليوم في العالم يوجد 6 أو 7 سلالات جديدة، لكن ما من داعي للقلق والخوف كلّما ظهرت طفرة وسلالة جديدة”.
يدعو مخباط إلى الاستعداد لموجة جديدة من العدوى مرّة أخرى خلال الأشهر المقبلة في حال لم يتم تلقيح الجميع: “وهذه أخبار سيئة لأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بمناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية”.
ما مدى شدّة الإصابة الثانية بالفيروس؟
بحسب الدكتور مخباط: “إذا نجح المريض في تخطّي كوفيد-19 بسهولة شديدة في المرّة الأولى، فقد تكون العوارض خفيفة في المرّة الثانية أيضاً. أما إذا تمّ إدخال المريض إلى المستشفى في المرّة الأولى، فقد يحتاج إلى عناية مركّزة في المرة الثانية، خصوصاً كبار السنّ. فالفيروس دائما يتقلّب ويتغيّر لذلك علينا أن نكون على قدر من الوعي والمسؤولية. ومن الضروري في أسرع وقت أن يأخذ الجميع اللقاح وليس علينا أن ننتظر وصول سلالات جديدة متطوّرة”.
هناك تداخلات واشتراكات تحصل. فمن الممكن أن تكون سلالة جديدة، واليوم في العالم يوجد 6 أو 7 سلالات جديدة، لكن ما من داعي للقلق والخوف كلّما ظهرت طفرة وسلالة جديدة
ويؤكد مخباط أنّ من أكبر الأخطاء المرتكبة اليوم هي “أخذ اللقاحات بالتقسيط وعلى دفعات، وهناك قسم من الناس يرفض تلقّي اللقاح، وقسم آخر يصدّق روايات تقول إنّه تمّ زرع رقاقة إلكترونية للتجسس على آخذي اللقاحات. هذه الرواية نشرها جورج لوكاس والمخرج ستيفن سيلفر، وجعلت الناس تخاف من اللقاح أكثر فأكثر”.
إقرأ أيضاً: “لقاح فايزر”.. السياسيون ممنوعون عنه إلا في حالة واحدة!
وختم مخباط كلامه مؤكداً أنّه سيلقّح نفسه فور وصول اللقاح: “الفيروس موجود ويتكاثر حالياً، وخطوتي هذه هي بمثابة تشجيع للأشخاص الذين يرفضون الحصول على اللقاح”.
كيف تحمي نفسك من العدوى الثانية؟
1- ارتدِ كمامة في الأماكن العامة، للتحكم في الأمراض والوقاية منها.
2- ابقَ على بعد مترين على الأقلّ من الأشخاص الآخرين.
3- اغسل يديك.
4- تجنّب الازدحام والأماكن الضيقة.
5- احصل على لقاح كورونا، وفق التوصيات والإرشادات الطبيّة التي تضعها وزارة الصحة.
