قزّي لـ”أساس”: كلمة عون موجّهة للثنائي الشيعي والحريري

مدة القراءة 5 د


“ما قاله الرئيس ميشال عون ليس من “عندياته” ولن يمرّ هذا الكلام مرور الكرام”. بتلك الكلمات يبدأ الوزير السابق سجعان القزي توصيف وتحليل خطاب رئيس الجمهورية الذي توجّه به إلى اللبنانيين ظهر أمس.

القزي وفي حديث مع “أساس” رأى أنّ “الرئيس الحريري مطالب من كافة اللبنانيين أن يقول أيّ حكومة ستشكّل، هل هي حكومة حزب الله أو حكومة الثنائي الشيعي؟ وحينها لما لا يشكّلها النائب عبد الرحيم مراد، فالإرث الذي يحمله الرئيس سعد الحريري يلزمه ألّا يشكّل إلا حكومة كلّ لبنان أو أقلّه حكومة ثورة 17 تشرين”.

إقرأ أيضاً: سجعان قزّي لـ “أساس”: ما فائدة تطوير النظام اللبناني في ظلّ السلاح

يضع الوزير قزي عنواناً لكلمة الرئيس عون فيقول: “عنوان كلمة رئيس الحمهورية ميشال عون: أنا هنا. وهو بهذه الكلمة طرح نفسه قبل تكليف الحكومة من عين المعارضة في الوقت الذي من المفترض أن يكون رئيس الجمهورية رئيس المعارضة والأكثرية في آن معاً بحكم موقعه المترفّع عن النزاعات والصراعات. وأنا أظنّ أنّ كلمته لن تمرّ مرور الكرام بغضّ النظر عن عدد الأصوات التي قد ينالها الرئيس الحريري أو غيره في حال حصول استشارات طبيعية. وحتّى لو حصلت استشارات طبيعية، وتمّ تكليف شخصية سنيّة، فإنّ عملية التكليف ستكون محفوفة بالأخطار، إن في التأليف أو في العمل حكومي فيما بعد. وبكلمته اليوم رسم الرئيس عون ما يمكن أن يكون البيان الوزاري للحكومة المقبلة. وبكلّ الأحوال كلمة الرئيس ستعقّد الأمور عموماً أكثر مما تسهّلها. فالقضية لم تعد قضية تكليف، بل مشروع نظام مطروح من جديد. وهذه الرسالة التي وجّهها الرئيس عون ليست موجّهة إلى الرئيس سعد الحريري فقط، إنما لحلفائه، أي الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله”.

في ثورة 17 تشرين، تحرّر الشارع المسيحي مثل البيئات الوطنية الأخرى أكانت سنية أم درزية أم شيعية. اليوم هناك حالة غضب وثورة وانتفاضة عابرة للطوائف

ولدى سؤاله ما إن كان هناك أزمة حقيقية في العلاقة بين الرئيس عون وحزب الله قال القزي: “العلاقة تعرّضت منذ وقت لأزمة. أولاً، لاختلاف الظروف التي سمحت بتوقيع تفاهم مار مخايل. وثانياً، لاختلاف الخيارات السياسية بين الطرفين في ضوء ما حصل في الشرق الأوسط. وثالثاً، لإقدام حزب الله على اتخاذ مواقف داخلية وليست إقليمية، متمايزة عن التيار الوطني الحرّ، ما همّش التيار، وأحرج رئيس الجمهورية. لكن لا أعتقد أبداً أنّ هذا التحالف سيسقط، بل هو مستمر لأن هناك عرّابين متمسكين بهذا التحالف، وأيضاً لأنّه لم تبرز أيّ حالة تحالفية جديدة للانتقال من مار مخايل إلى مار آخر”.

يحذّر القزي الرئيس الحريري من تشكيل حكومة تستند على التحالف: “في حال حصل ذلك، كأننا نكلّف النائب عبد الرحيم مراد. قيمة الرئيس الحريري هذا الرجل المعتدل حامل إرث الدم من أجل لبنان، أنّه لا يمكن أن يكون رئيس حكومة إلا لكلّ لبنان أو على الأقل حكومة ثورة الأرز، وفي أدنى الأحوال حكومة 17 تشرين. ولا يستطيع أن يكون رئيس حكومة اتفاق مار مخايل، أو حكومة الثنائي الشيعي، ولا أي شيء من هذا النوع”.

وعن مخاطر حكومة كهذه على مزاج الشارع المسيحي: “في ثورة 17 تشرين، تحرّر الشارع المسيحي مثل البيئات الوطنية الأخرى أكانت سنية أم درزية أم شيعية. اليوم هناك حالة غضب وثورة وانتفاضة عابرة للطوائف. وهذه الحالة تحرّرت من انتماءتها التقليدية. ولكن مع تعثر الثورة، عادت تبحث عن ميناء جديد. وفيما يخصّ المسيحيين، لم ألمس عودة منهم إلى الأحزاب، إنما إلى كنف البطريرك بشارة الراعي”.

يختم قزي كلامه متوجّهاً إلى الرئيس الحريري: أنتظر أن يوجّه رسالة إليّ وإليكَ وإلى كلّ اللبنانيين، ويقول لنا جميعاً: كما كنتُ سأبقى. كان رائد حركة الديمقراطية في لبنان، وضدّ وجود سلاحين، ورفض الدولتين، ورفض التدخل في الحروب، ورفض تعطيل الدستور

وعن  المستفيد الأكبر من المسار الحكومي بمواصفاته الحالية، قال: “بحكومة، ومن دون حكومة، المستفيد من كلّ التطوّرات حالياً هو حزب الله. وأعتقد بأن تأييد الرئيس الحريري من قبل الدول الصديقة للبنان، ولا سيما الغربية، يتوقّف عند التكليف ولا يشمل التأليف. إلا بعد معرفة نوعية الحكومة. وأشك بجزء كبير جداً من الكلام الذي نقل عن ديفيد شينكر أثناء اجتماعاته في بيروت، خصوصاً ما يتعلّق بالتأييد المفتوح، وخيبة أمله من الثورة. كلّ هذه الأمور كانت موجّهة، والدليل اضطرار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن يتصل برئيس الجمهورية للتأكيد على الموقف الأميركي لأن تصاريح شينكر كانت موجّهة ليس للبنانيين بقدر ما كانت موجّهة للديمقراطيين في أميركا لحجز مقعده في حال تغيّرت الإدارة الأميركية”.

يختم قزي كلامه متوجّهاً إلى الرئيس الحريري: “أنتظر أن يوجّه رسالة إليّ وإليكَ وإلى كلّ اللبنانيين، ويقول لنا جميعاً: كما كنتُ سأبقى. كان رائد حركة الديمقراطية في لبنان، وضدّ وجود سلاحين، ورفض الدولتين، ورفض التدخل في الحروب، ورفض تعطيل الدستور، ورفض الانتقاص من الميثاق. هذا هو سعد الحريري. وأعتقد أنه يجب علينا، ولو كان هناك أقل من 24 ساعة، أن ننتظر ما ستكون ردة فعل الرئيس الحريري، وبعض القوى السياسية. وكلمة الرئيس عون ليست كلمة من عندياته، علماً أنّ الرئيس عون بحكم شخصيته قادر على مواقف كهذه من دون استشارات”.

مواضيع ذات صلة

“عصِر” أسماء قبل جلسة 9 كانون الثاني

دَخَلت جلسة التاسع من كانون الثاني مدار “الإعصار” الذي ضَرب لبنان وسوريا لجهة السؤال الكبير حول جدّية انتخاب رئيس الجمهورية وسط الفوضى العارمة في المنطقة،…

الحلم السعودي حقيقة: المملكة تستضيف مونديال 2034

موعد جديد تضربه السعودية مع التاريخ بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان. هو موعد مع كرة القدم، حيث تحوّل…

تموضعات انقلابيّة لبنانيّاً بعد الزلزال السّوريّ؟

تسارعت الأحداث إلى حدّ إحداث زلازل متتالية لم تنتهِ بعد. ففيما كان خصوم “الحزب” يرصدون بدء تفكيك البنى التحتية العسكرية للمقاومة “بدءاً من جنوب الليطاني”،…

سرّ اجتماع غازي عنتاب الذي “أسقط” الأسد

حملت الساعات الأخيرة التي سبقت سقوط النّظام السّوريّ السّابق ورئيسه بشّار الأسد اجتماعات علنيّة وسرّيّة لمناقشة مرحلة ما بعد الأسد. أبرزها اجتماع شهدته مدينة غازي…