كشفت مصادر خاصّة أميركية لـ”أساس” أنّ اللائحة الثالثة من عقوبات قيصر ستصدر رسميًا صباح الخميس (بعد الظهر بتوقيت بيروت) المُقبل في 20 الشّهر الجاري. وقالت المصادر إنّ الإدارة الأميركية مستمرّة بالضغوط الاقتصادية على النّظام السّوري، وكلّ من يتورّط بدعمه اقتصاديًاً وماليًاً من السوريين وغيرهم حتّى يغيّر النظام سلوكه، ويذهب للجلوس إلى طاولة الحلّ السياسي للأزمة السّورية، والتي أزهق فيها النظام أرواح مئات الآلاف، وشرّد الملايين.
إقرأ أيضاً: باسيل يفقد “عرّابه” الأميركي.. ولم يعثر على “عرّابه” اللبناني
وكشفت المصادر أنّ اللوائح التي ستصدر الأسبوع المُقبل تضمّ أسماءً من شخصيات سوريّة داعمة للنظام السّوري وكيانات يستغلّها النّظام لتأمين مصادر التمويل لممارسة “القمع والوحشية بحق الشّعب السّوري بدعم من روسيا وإيران وحزب الله”، وأنّه على روسيا أن تُحضّر نظام الأسد للبحث في مستقبل سوريا، وإخراج الشّعب السّوري من دوامة العنف التي أدخله إياها الأسد منذ سنين.
وأكّدت المصادر لـ”أساس” أنّ موضوع إضافة أسماء لبنانية على اللائحة المُرتقبة منوط بنتائج زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دافيد هيل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وما سيتمخض عن مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وتحديدًا في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، وغيره من النّقاط التي تنتظر الإدارة الأميركية أجوبة عليها.
عقوبات قانون قيصر، أثبتت فعالية في “كبح آلة القتل للنظام السّوري وحلفائه”، وعلى وجه الخصوص حزب الله
وعن موضوع منح لبنان “الاستثناء من قيصر”، أكّدت المصادر لـ”أساس” أنّ الموضوع حاليًا خارج البحث، وأنّه على لبنان أن يُركّز جهوده على تشكيل حكومة تُلبّي طموحات الشّعب اللبناني، إذ إنّ على المسؤولين اللبنانيين أن يستمعوا جيدًا لما يريده الذين خرجوا إلى الشّوارع احتجاجًا على عقود من الفساد، ومن ضمنه ملف الكهرباء الذي يسعى لبنان إلى أن ينال استثناءً لاستجرارها من سوريا عوضًا عن البحث عن حلولٍ لهذا القطاع الذي هدر عشرات مليارات الدولارات من خزينة الدولة اللبنانية. وكذلك التهريب الذي يمارسه حزب الله عبر المرافق الرّسمية وغير الرّسمية للسلاح والبضائع، لمصلحة التجار ورجال الأعمال الذين يتعاونون معه، والذين هم بدورهم تحت المراقبة الأميركية”.
وأشارت المصادر إلى أنّ عقوبات قانون قيصر، أثبتت فعالية في “كبح آلة القتل للنظام السّوري وحلفائه”، وعلى وجه الخصوص حزب الله، الذي اعتبرته المصادر يواجه صعوبات في تأمين “منافذ” تهريب له، كما أنّ العقوبات التي تطال الحزب والمتعاونين معه بهدف مكافحة نشاطاته تعطي ثمارها بشكل “جيّد”. وهذا بات واضحًا تأثيره على الحزب وصعوبات التمويل التي بات يعاني منها، خصوصًا تلك “المخصّصات” التي كان يمنحها بشكل شهري لحلفائه.
الولايات المتحدة ستقوم بالتدخل لمصلحة الشّعب اللبناني، والوقت لن يكون لمصلحة من نهب أموال اللبنانيين أبدًا
وعن احتمال فرض عقوبات قريبة على باسيل وحلفاء حزب الله المحليين، أجابت المصادر بأنّ “لدى الإدارة الأميركية ووزارة الخزانة تحديدًا معلومات كاملة عن شخصيات وكيانات لبنانية، إما متورّطة بدعم حزب الله ونشاطاته، وإمّا متورّطة بالفساد الذي يهدر مال الدولة اللبنانية ويُقوّضها لمصلحة الحزب، وإنّ هذه العقوبات مرهونة بالتطوّرات السياسية وبتغيير تصرّفات البعض ومواقفهم ومحاسبة لبنانية شفافة للفاسدين. وإلا، فإنّ الولايات المتحدة ستقوم بالتدخل لمصلحة الشّعب اللبناني، والوقت لن يكون لمصلحة من نهب أموال اللبنانيين أبدًا”.
وكان السّفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان قد كتب مقالاً قال فيه: “كان يجب فرض العقوبات على باسيل منذ زمن بعيد. فليس من أحد جعل حزب الله يصل إلى ما وصل إليه في لبنان مثلما فعل هو. لقد منح هذه الميليشيا الشيعية التابعة لإيران غطاء مسيحياً”.