لم تمضِ ساعات على خطاب الرئيس ميشال عون التاريخي المفعم برائحة الكاربون الأحفوري، حتى تلقت دوائر قصر بعبدا اتصالاً عاجلاً من منظمة “أوبك” في فيينا، تتوسلّها التريّث في إجراءات الحفر بالبلوك رقم 4 قبالة سواحل البترون، وذلك بعد أن دفعت الخطوة بأسعار النفط الخام إلى الهبوط، مقتربة من أدنى مستوياتها منذ العام 2017، بسعر 5 دولارات لكل 10 براميل.
هذا وعزا محلّلون اقتصاديون التدهور المريع في سوق الأسهم الأميركية والعالمية، أيضاً، إلى الحفر المستجدّ قبالة سواحل البترون، بعد تراجع مفاجىء للمؤشرات الرئيسية في “وول ستريت”، مسجلة انخفاضاً كبيراً، بلغ قرابة 70 %.
إقرأ أيضاً: “الوطني الحر” يدعو إلى ضبط النَفَس العجمي
المنظمة دعت دولها الأعضاء إلى اجتماع طارىء، شهد بكاءً ونحيباً لرؤساء دول عظام. وقد تصدّر جدول أعمال الاجتماع بند واحد عنوانه: المخزون النفطي اللبناني وتأثيره على العرض (وربما الطول) العالمي.
واستفزّت صورة الرئيسين عون ودياب على متن الحفارة، المملكة العربية السعودية، التي رأت في الخطوة ردّاً مزلزلاً على تجاهلها طلب لبنان مساعدة مالية منها ومن دول مجلس التعاون الخليجي قبل بلوغه العتبة النفطية.
وفسّر مراقبون حنق المملكة بأنه خوفٌ مبيّتٌ من مزاحمتها على لقب “الدولة الأولى في تصدير النفط عالمياً”.
ولم يتأخر الرد اللبناني كثيراً، فقد دعا “ضمير الجمهورية” وزير الخارجية السابق جبران باسيل، في تغريدة زرقاء، إلى حماية “كنز النفط والغاز” من فساد الداخل وأطماع الخارج بعد بدء التنقيب. وأكد باسيل أن ما كان حبراً على ورق ومماطلة، صار اليوم حقيقةً بعد أن “ضربت اليوم الحفارة أول ضربة بالبحر”، وهو ما يُعتبر “رداً على المشكّكين”، مذكّراً في الوقت نفسه المغرضين صغار النفوس بإنجازاته في ملف الكهرباء التي باتت تغذي البيوت 28/24 ساعة يومياً.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب