للمرة الأولى منذ تأسيسه، تذهب انتخابات اتحاد العائلات البيروتية، غداً الجمعة إلى معركة حامية ديمقراطياً، بعيداً عن مفردات التزكية والإجماع والنتائج المعلّبة.
حتمية المعركة الانتخابية، فرضها قرار الرئيس سعد الحريري بعدم التدخل لمصلحة أي لائحة أو مرشح. معتبراً كافة المرشحين مقربين لبيت الوسط. وهو ما تُرجم، عبر انسحاب زوج النائب رولا الطبش عفيف جارودي، وانسحاب مروان العرب.
قرار الرئيس سعد الحريري بالتزام الحياد، في معركة اتحاد العائلات البيروتية. جاء بعد مساعٍ، بذلت على أكثر من صعيد لتوحيد كلمة العائلات، والذهاب بلائحة توافقية واحدة. إلا أنّ كل هذه المساعي فشلت، وأصاب أصحابها اليأس والإحباط لأسباب متعددة. ولعل أبرزها تمسك رئيس الاتحاد الحالي محمد عفيف يموت، بالترشح لولاية ثانية، مدعوماً من النائب السابق محمد أمين عيتاني، الذي أطلق عليه النائب نهاد المشنوق في وقت سابق لقب عميد اتحاد العائلات البيروتية. حراك النائب عيتاني، لم يكن مساعداً في الوصول إلى لائحة توافقية. كما كان يحصل عند كل استحقاق..!
إقرأ أيضاً: تفاصيل زيارة الحريري إلى الإمارات
المعركة رست على لائحتين، الأولى مكتملة برئاسة الرئيس الحالي محمد عفيف يموت وتضم كلاً من: الدكتور أسامة محيو، والدكتور عبد الرحمن الحوت، والدكتورة سعاد جنون، نسيمة الطبش، المحامي ماجد دمشقية، مروان رمضان، زياد الناطور، الدكتور ماهررحم، مايا نصولي، عماد مدور، يسرى التنير مومنة، عبد الله شاهين، محمد عبد القادر سنو، الدكتور سامر فاكهاني، محمد خالد الكردي، نور الدين قباني، محمد عفيفي.
والثانية غير مكتملة برئاسة عماد حاسبيني، ومحمد الكستي، حسن كشلي، سليم مدهون، طلال عضاضة، هيام كردية، خليل دندن، رشيد كبي، باسم نعماني، وسامي بليق.
أوساط لائحة يموت، تبرّر خوضها المعركة، أن رئيسها تمكن من إنشاء شبكة علاقات واسعة مع العائلات البيروتية، وبخاصة العائلات البيروتية الصغيرة غير المنتسبة للاتحاد. فيما تُسجل على رئيس اللائحة المنافسة عماد حاسبيني، أنه كعضو في اللجنة الادارية للاتحاد حالياً، وطوال ثلاث سنوات مضت لم يشارك سوى ثلاث مرات في الاجتماعات. كما أنه لم يتقدم طوال هذه السنوات بأي فكرة أو مشروع لمصلحة أبناء العوائل البيروتية. كما أنه عمد وفور انتهاء الانتخابات الماضية، إلى تأسيس جمعية بيروت الوطنية، محاولاً استقطاب العائلات البيروتية، بما يشبه الحالة الانشقاقية عن الاتحاد، لكنه فشل في مساعيه بعد ثلاثة أشهر.
برز أعضاء سابقون سحبوا ترشيحهم تحت عنوان وحدة الصف وعدم خوض معركة انتخابية تؤدي إلى عداوات بدل لمّ شمل البيارتة
بالمقابل، ترى أوساط لائحة حاسبيني أنه من غير المنطقي وبعد التطورات السياسية والاجتماعية التي يشهدها لبنان، لا سيما ثورة 17 تشرين، أن يستمر النهج نفسه، وأن يذهب الاتحاد إلى التجديد لرئيسه، واختزال اللعبة الديمقراطية لأن رئيساً سابقاً للاتحاد يدعمه. فيما هو لا يحظى بإجماع عائلاته، وهو ما كان واضحاً في انتخابات جمعية آل يموت الأخيرة. وعن اتهامه بأنه يشق وحدة الاتحاد بدعوته للقاءات تضم جمعيات وهيئات وفاعليات وشخصيات بيروتية باسم جمعيته الخاصة، وأنه لا يحمل أي برنامج للاتحاد فيما لو انتُخب رئيساً له، يعتبر حاسبيني أنه في كل لقاءاته ومجالسه العامة والخاصة، يتحرك من أجل وحدة البيارتة، وأن تشرذمهم وتشتتهم أديا إلى هذا الوضع المزري في كل الصعد. وفيما يتعلّق ببرنامج العمل الذي من المفترض أن يحمله لإصلاح الاتحاد وتفعيله، فيما هو يأخذ على الرئيس الحالي عدم اعتماده على أي خطة واضحة لاستنهاض البيارتة وتحسين أحوالهم، بدليل ما جرى خلال ولايته، يؤكد حاسبيني أنه يملك البرنامج لكن لن يعلنه الآن، حتى لا يسرقه الآخرون، كما سرقوا بعض المرشحين في لائحته.
وبين هاتين اللائحتين، برز أعضاء سابقون سحبوا ترشيحهم تحت عنوان وحدة الصف وعدم خوض معركة انتخابية تؤدي إلى عداوات بدل لمّ شمل البيارتة.
عدد الناخبين 273، إلا أنّ 207 منهم فقط سددوا اشتراكاتهم، ويحق لهم التصويت. فيما يتوقع المتابعون، أن لا تتجاوز نسبة المشاركة بالانتخابات الـ70%.
مصادر خاصة بـ”أساس”، أشارت إلى أن باب التوافق لن يُغلق حتى لحظة إجراء الانتخابات، من بوابة إمكانية اقناع محمد عفيف يموت بالانسحاب، مقابل الاتفاق على شخصية ثالثة لرئاسة الاتحاد كحلٍ وسطيّ.