نبيل عمرو في كتابه “أطول أيام الزعيم”(7): هذا ما قاله “أبو عمار” عن محسن إبراهيم

مدة القراءة 11 د

يواصل موقع “أساس” نشر سلسلة مقاطع من كتاب “أطول أيام الزعيم”، للسياسي الفلسطيني، الوزير السابق والمستشار الرئاسي في السلطة الفلسطينية، نبيل عمرو، الذي عايش الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

اليوم ننشر الحلقة السابعة بعنوان نبيل عمرو في كتابه “أطول أيام الزعيم”)7): هذا ما قاله “أبو عمار” عن محسن ابراهيم.

وصلنا إلى الساحة الصغيرة ‏التي تتموضع فيها السيارة ‏التي تحمل جهاز البث ‏لإذاعتنا، وإلى جوارها تقع ‏جامعة اللاهوت. ‏
كان الدكتور فتحي الذي ‏يعمل رئيساً لجمعية الهلال ‏الأحمر الفلسطيني، وهو ‏شقيق القائد العام وشديد ‏الشبه به، قد حول الجامعة ‏الدينية الى مستشفى ميداني. ‏وبحكم موقعه في قلب ‏بيروت الغربية فقد كان ‏يستقبل مئات الحالات يوميا، ‏وحوله افترشت الالاف ‏الأرض ظناً منها بأنّ باحة ‏المستشفى وأطرافه ‏والشوارع المؤدية إليه هي ‏أكثر الأماكن أمناً في المدينة‎.‎
أغرى المشهد الشعبي القائد ‏العام بالقيام بزيارة تفقدية ‏للمشفى الضخم الممتلئ عن ‏بكرة أبيه بالنزلاء من ‏الجرحى والمرضى‎.‎
دلف فتحي بالسيارة إلى ممر ‏خلفي عرفنا فيما بعد انه ‏يستخدم لنقل الموتى‎.‎‏ ‏
أنزلنا على الباب الخلفي، ‏وأبلغ القائد العام بأنه ‏سيحاول استبدال السيارة ‏بأخرى مصفحة. كان الناس ‏يملؤون المداخل والممرات. ‏وحين شاهدوا القائد العام ‏بينهم تحلقوا حوله وراحوا ‏يعانقونه ويهتفون بحياته.‏‎ ‎
فاجأنا الدكتور فتحي بقدوم ‏صاخب على رأس مجموعة ‏من الأطباء يرتدون زيهم ‏الأبيض، وبعضهم تنتشر ‏على بياض ملابسهم الناصع ‏بقع من الدم‎.‎

محسن إبراهيم أحد المع ‏واذكى القادة اللبنانيين ‏والعرب وصاحب أوسع ‏معلومات عن الحياة السياسية ‏ورجالها ونسائها ومعظم ‏اقطابها في العالم العربي ‏ونجومها وحتى المجهولين ‏منها، كانت صفته الرسمية ‏امين عام منظمة العمل ‏الشيوعي

عانق الدكتور فتحي شقيقه، ‏وأفسح في المجال لزملائه ‏بمعانقته وبعد ان هدأ ‏الاحتفال قال الدكتور فتحي:‏
‏-‏‎ ‎‏ مكتبي في الدور الاخير، ‏هل ترغبون في الصعود‎؟
كان المولد الكهربائي يعلن ‏بصخبه ان المصعد جاهز ‏للعمل وكانت رائحة ‏الرطوبة والأدوية وازدحام ‏الناس تشجع على قبول ‏عرض رئيس الهلال الاحمر ‏بالصعود إلى مكتبه، مع رفع ‏التحفظ على استخدام المصعد ‏الذي امتلأ لدرجة الازدحام، ‏فوجئت بالدكتور فتحي يقول‎:‎
‎ – ‎الحمد لله أن الأخ نبيل ‏معك، منذ أيام ونحن نبحث ‏عنه ونحاول الاجتماع به ‏لأمر بالغ الأهمية‎.‎
ظننت ان الدكتور راغب في ‏تغطية إذاعية لأنشطة ‏جمعيته التي كانت تقوم ‏بالفعل بدور حيوي.‏
‏ قلت‎:‎
‎ -‎ها أنذا في قبضتك ولك أن ‏تأمر بما تشاء.‏‎ ‎
غادرنا المصعد، وجلس ‏الرئيس وراء مكتب شقيقه ‏وجلست على مقربة منه، ‏سأل:‏
كيف تجري الأمور على ‏جبهتكم؟ هل تحتاجون ‏لشيء؟ فوجئت مرة أخرى ‏بالدكتور فتحي يقول:‏
‏-‏ حاجتنا الوحيدة بيد أخينا ‏نبيل. هو وحده بعد إذنك ‏يا سيادة القائد من يملك ‏حلاً لمشكلتنا المستعصية‎!‎
ما زلت رغم مرور أكثر من ‏شهرين على الحرب وعمل ‏الإذاعة المتنقلة، أظن أن ‏المكان الذي اخترناه لرسو ‏سيارة الإذاعة ما يزال سرياً، ‏إلا أن هذا الظن تبدّد حين ‏أفصح الدكتور عن غرضه ‏من مخاطبتي وبحثه الملح ‏عني.‏‎ ‎
‎ -‎اخ أبو عمار نعرف أهمية ‏الإذاعة في الحرب، ونعرف ‏مدى تعلق الناس بها وحتى ‏هنا في المستشفى لا تخلو ‏قاعة من راديو أو عدة ‏راديوهات مثبتة على صوت ‏فلسطين، إلا أن وجود ‏هوائيات الارسال على سطح ‏هذا المستشفى الرئيس، لابدّ ‏وأن يعرضنا للخطر. واطنب ‏في شرح أهمية المستشفى ‏وخطورة تعريض الالاف ‏من نزلائه والمنتشرين حوله ‏لخطر القصف.‏
‏ لذا‎ … ‎يا أخ نبيل وأنت تقدر ‏الوضع جيداً أرجوك أنا ‏وزملائي الأطباء ‏والممرضون والمرضى ‏والجرحى واستحلفك بأرواح ‏الشهداء ان تزيح هذا ‏الكابوس عن صدرنا.‏‎ ‎
كان هوائي الارسال مثبت ‏على سطح المشفى كحبل ‏غسيل، غير انني كنت أدرك ‏ان نقل الهوائي يتطلب نقل ‏المعدات المثبتة داخل شاحنة ‏ضخمة. صحيح أننا كنا ‏نسميها بالمتنقلة، إلا انها لم ‏تكن كذلك، تماماً إذ ان ‏تحريكها أو نقلها من مكان ‏إلى آخر يحتاج إلى جهد ‏هندسي دقيق، وتجارب ‏تستغرق وقتا طويلا حتى ‏يستقر البث وينتظم ويلتقطه ‏ويتابعه الناس. تبادلت والقائد ‏العام نظرات فيها دعوة من ‏جانبي للتواطؤ وقبل أن ‏يتورط برأي أو قرار، قلت:‏‎ ‎
‏-‏ تكرم يا دكتور فتحي ‏عندما يحل الليل سننقل ‏الإذاعة من الحي كله.‏
بارك الله فيك قال الدكتور ‏فتحي بحماس، وايده شقيقه. ‏شربنا العصير كنخب قرار ‏تخليص المشفى من كابوس ‏هوائيات الإذاعة، والتهمنا ‏حلويات كان أعدها مطبخ ‏المستشفى الضخم. لم ‏يساورني أي قلق او تأنيب ‏ضمير لكوني اخدع الجميع. ‏فنقل المستشفى الضخم بكل ‏ما فيه وما حوله الى آخر ‏العالم أقرب إلى التحقق من ‏نقل الإذاعة عدة أمتار من ‏مكانها‎.‎
كنت متأكداً من تفهم القائد ‏العام لمناورتي على الدكتور ‏فتحي وزملائه من الأطباء ‏والاداريين. كان الدكتور ‏فتحي على حق حين طالب ‏بنقل الإذاعة من موقعها ‏الملاصق لجدار المستشفى ‏الضخم الذي أقامه في اول ‏أيام الحرب وتحول بحكم ‏موقعه في قلب بيروت ‏وقربه من أحد أهم ‏مستشفيات العاصمة أي ‏مستشفى الجامعة الامريكية، ‏حيث الدعم المتبادل بين ‏المستشفيين في كافة ‏المجالات، تحول الى ‏مستشفى رئيسي يتجمع فيه ‏وحوله الاف الجرحى ‏والمرضى و”المتمارضون” ‏وضعفهم من مواطنين ‏تلمسوا الأمان في محيط ‏المستشفى لظنهم بأنه لن ‏يقصف.‏

كانت بيروت وعلى مدى ‏ساعات ما قبل الظهر قد ‏وقعت والعالم كذلك تحت ‏تأثير خبر نقلته الإذاعات بأن ‏القصف الذي تعرضت له ‏غرفة عمليات الصنايع قضى ‏على عرفات، الذي كان ‏متواجدا في قبوه

كنت واخال القائد العام فكر ‏مثلي تماما في أمر نقل ‏الإذاعة انها الوحيدة بعد ‏تدمير الرئيسية في صيدا، ‏من تنقل أخبار الحرب، ‏وتبث في الناس حالة معنوية ‏هي من أكثر الضرورات ‏ضرورة في حرب كهذه.‏

حين كانت الإذاعة تتوقف ‏بفعل عطل فني طارئ او ‏لمتطلبات الصيانة، كانت ‏الحالة المعنوية للمواطنين ‏والمقاتلين تصاب بتشوش ‏وزعزعة، كما لو ان الإذاعة ‏هي التعبير الادق عن سير ‏المعارك وإذا ما توقفت فكأن ‏هزيمة وقعت.‏
كان في داخلي شعور بأن ‏جهاز الارسال الذي تحمله ‏سيارتان كبيرتان والمعروف ‏لدى الإسرائيليين الذين ‏يستطيعون تحديد مكانه عبر ‏رصد الذبذبات المنطلقة منه ‏لابد وان يقصف. الطائرات ‏الإسرائيلية قامت بتدمير ‏الرئيسية كأول عمل حربي ‏ادته، كتمهيد ضروري ‏لإنجاح الغزو البري. لذلك ‏فإن احتمال تدمير الثانوية، ‏التي صارت اهم المرتكزات ‏المعنوية الفعالة لصمود ‏المقاتلين والمواطنين، تحول ‏هاجسا لم يفارقني طيلة أيام ‏الحرب، فضلا عن ان نقل ‏جهاز الارسال الذي تحمله ‏سيارتان ضخمتان لابد أن ‏يوقف البث لأسبوع واحد ‏على الأقل. وهذا ما لا يمكن ‏تصوره ونحن في الأيام ‏الأخيرة للحرب. وفي الأيام ‏الحاسمة لترتيبات الخروج، ‏التي لو فشلت لعادت الحرب ‏ثانية بفرص صمود أقل من ‏جانبنا، كان يجب أن يبقى ‏كل شيء على حاله.‏
بدأت الشمس العنيدة ‏بالإسراع في رحلتها الازلية ‏إلى ما وراء البحر. لم يعد ‏من اللائق إطالة وجودنا في ‏المستشفى أكثر مما فعلنا وإلا ‏ستطالنا شبهة أننا لم نأتي من ‏اجل التفقد وإنما من أجل ‏الاختباء‎.‎
عانق القائد العام شقيقه ‏ومساعديه، هبطنا ثلاثتنا إلى ‏الأدوار السفلية مستخدمين ‏المصعد حيث يفترض ان ‏فتحي الثاني في انتظارنا. ‏كان الحديث اثناء رحلة ‏الهبوط مركزاً حول الإذاعة، ‏ذلك من أجل أن يتأكد رئيس ‏الهلال من ان استعدادي ‏لنقلها سينفذ منذ اللحظة‎.‎
‏-‏ إلى أين؟
‏ كان فتحي قد استغل طول ‏زيارتنا للمشفى وقام ‏باستبدال السيارة، إلا انه ‏كلف أحد العاملين معه ‏العناية بسيارتي واللحاق بنا ‏أينما نذهب. إننا الآن في ‏سيارة صغيرة ولكن ‏مصفحة. ربما ننجو من ‏قنبلة تلقى عليها أو لغم ‏ينفجر على مقربة منها أو ‏صلية رشاش من متسلل ‏تعرف على من بداخلها. إلا ‏أنه في زمن القنابل ‏الفراغية وراجمات ‏الصواريخ والقنص ‏بالطائرات فلا شيء ينفع ‏غير التمويه الجيد. قبل أن ‏نقطع الممر الذي تستخدمه ‏سيارات نقل الموتى أبلغنا ‏فتحي بأهم خبر تمنيناه في ‏ذلك اليوم الطويل.‏‎ ‎
‎ – ‎اخ أبو عمار، بينما كنت ‏افتش عن مكان لركن ‏السيارة التقيت بمرافق الأخ ‏محسن إبراهيم. كان يفتش ‏عنك منذ قصف الصنايع، ‏واعطاني هذه الرسالة. وقال ‏فتحي، ربما فيها حل ‏لموضوع اجتماع الليلة‎.‎
بلهفة تناول القائد العام ‏الورقة، انفرجت اساريره، ‏ناولني إياها وقال:‏
‎ – ‎كم هذا الرجل وفي ‏واصيل
اضفت:‏
‏-‏‎ ‎‏ وضروري
تقول الرسالة … قلقنا عليك ‏ولكننا سعدنا بأنك نجوت ‏فالحمد لله على السلامة، ‏علمت من مصادر خاصة أن ‏الرئيس حافظ الأسد قرر ‏استقبال أي عدد من القوات ‏الفلسطينية في سورية، إننا ‏بحاجة الى اجتماع عاجل ‏للقيادة المشتركة، انتظرك في ‏بيت حكمت‎.‎
كانت بيروت وعلى مدى ‏ساعات ما قبل الظهر قد ‏وقعت والعالم كذلك تحت ‏تأثير خبر نقلته الإذاعات بأن ‏القصف الذي تعرضت له ‏غرفة عمليات الصنايع قضى ‏على عرفات، الذي كان ‏متواجداً في قبوه. ولأن ‏زملائي في الإذاعة عرفوا ‏انني غادرت مع القائد العام ‏منذ الصباح الباكر ولم اعد، ‏فقد ظنوا وربما حد التأكد ‏بأنني صرت شهيدا. غير ان ‏هذه الظنون تبددت جزئيا ‏بعد ان أعلن محمود اللبدي ‏رئيس الاعلام الخارجي في ‏مؤتمر صحفي بأنّ عرفات ‏لم يكن في البناية المدمرة ‏وانه ما يزال على قيد الحياة ‏ويواصل عمله في قيادة ‏المعركة. إذاً إلى حيث أبو ‏خالد “المنقذ والمخلص” فهو ‏الاقدر في مثل هذه الظروف ‏على تدبر أمر مكان ‏الاجتماع الذي قد يكون الأهم ‏والأخير في بيروت‎.‎
‏”سلبد” واسمه الحقيقي فتحي ‏الرازم من أبناء خليل ‏الرحمن ومن مواليد القدس، ‏حباه الله ابتسامة خلقية لا ‏تغادر وجهه حتى لو كان في ‏جنازة. واشتهر بتواضع ‏احبه فيه كل من له صلة ‏بالقائد العام. كان شديد ‏التهذيب. صوته منخفض ‏على الدوام كما لو انه لا ‏يعرف التكلم الا بالهمس. ‏يعرف ماذا يريد رئيسه ‏بمجرد نظرة منه ويعرف ‏مستويات القرب والبعد عن ‏القائد من قبل مكونات ‏إمبراطوريته مترامية ‏الأطراف. يعرف المقربون ‏منه الأصدقاء والحلفاء وحتى ‏المؤلفة قلوبهم، انه دائما في ‏حالة اندماج مع رئيسه، الذي ‏كان حين يطلب ورقة جاءته ‏قبل زمن طويل، يتذكرها ‏فتحي ويساعد الجهاز ‏الإداري على إخراجها من ‏الأرشيف، حين لم يكن في ‏كل مؤسسات الثورة أجهزة ‏كمبيوتر حتى من ذلك النوع ‏الذي يمتلكه الأطفال في هذا ‏الزمن. كان فتحي يعرف ‏عناوين جميع من هم على ‏صلة بالزعيم، وأرقام ‏هواتفهم بما في ذلك بيت ‏حكمت، أحد أقرب الاقربين ‏لمحسن إبراهيم. توجه بنا ‏على الفور إلى هناك وخلال ‏دقائق كنا وصلنا إلى باب ‏البناية المقصودة، الّفنا نكتة ‏ضحكنا منها القائد وأنا‎ …‎
‎ – ‎لم يا ختيار لا نسمي هذا ‏اليوم الطويل بيوم المولدات. ‏كان المصعد يعمل ومدخل ‏البناية مضاءً بالنيون ‏والحراس الذين صاروا ‏يحبون ارتداء الملابس ‏المدنية ينتشرون في المكان‎.‎
فوجئ أبو خالد وحكمت ‏بياسر عرفات الذي خرج ‏حياً من الركام الذي تخيلوه، ‏يقتحم الشقة كما لو أنه ‏صاحبها، وبعد احتضان ‏وعناق القى بجسده المنهك ‏على كنبة وثيرة، وشرع في ‏خلع حذائه والتخلص من ‏قبعته العسكرية و”الفلدة” ‏التي لا تغادره صيفاً وشتاءً. ‏كان قد أفادني بعد سؤال أنه ‏يفضلها لكثرة الجيوب فيها ‏ولأنها تخفي حزام الرصاص ‏والمسدس‎.‎

إقرأ أيضاً: نبيل عمرو في كتابه “أطول أيام الزعيم”(6): لماذا رفض  أبو عمار الذهاب إلى فندق “البريستول”؟

محسن إبراهيم أحد المع ‏وأذكى القادة اللبنانيين ‏والعرب وصاحب أوسع ‏معلومات عن الحياة السياسية ‏ورجالها ونسائها ومعظم ‏أقطابها في العالم العربي ‏ونجومها وحتى المجهولين ‏منها، كانت صفته الرسمية ‏أمين عام منظمة العمل ‏الشيوعي. وفي حياة المغفور ‏له كمال جنبلاط كان نائباً له ‏في رئاسة الحركة الوطنية ‏والتقدمية في لبنان. كان ‏محسن إبراهيم صديقاً مقرباً ‏من جمال عبد الناصر ومن ‏خصائصه الشخصية انه ‏ضئيل الجسم لا شعر يعلو ‏رأسه الصغير. يحب ارتداء ‏الملابس الانيقة وأحياناً بدلة ‏سفاري التي كانت مفضلة ‏عند زملائه من قادة الحركة ‏اللبنانية والفلسطينية. حلو ‏الاطلالة دمث الخلق متمكن ‏من اللغة حين يعتلي منبر ‏الخطابة، بارع في استنباط ‏الطرائف في أحلك الظروف ‏وفي رحلته الطويلة مع ياسر ‏عرفات لا أسرار تحجب عنه ‏ولا خطة رئيسية أو موقف ‏مفصلي يرى النور دون أن ‏يضع لمساته عليه. ليس في ‏أمر يخص الحالة اللبنانية بل ‏في أي أمر يعترض الوجود ‏‏”الثوري” المشترك بين ‏الفلسطينيين واللبنانيين. كنا ‏بحاجة الى وقت هادئ ‏نقضيه مع أبو خالد‎.‎

مواضيع ذات صلة

فيلم “أرزة”: بارقة أمل لبنانيّة… من مصر إلى الأوسكار

أينما يحلّ فيلم “أرزة” اللبناني (إخراج ميرا شعيب وتأليف فيصل سام شعيب ولؤي خريش وإنتاج علي العربي) يمنح المشاهد، وخصوصاً اللبنانيين، الكثير من الأمل. فعدا…

90 عاماً من فيروز: صوت تاريخنا… ولحن الجغرافيا

اليوم نكمل تسعين سنةً من العمر، من الإبداع، من الوطن، من الوجود، من فيروز. اليوم نحتفل بفيروز، بأنفسنا، بلبنان، وبالأغنية. اليوم يكمل لبنان تسعين سنةً…

سيرتي كنازحة: حين اكتشفتُ أنّني أنا “الآخر”

هنا سيرة سريعة ليوميّات واحدة من أفراد أسرة “أساس”، وهي تبحث عن مسكنٍ لها، بعد النزوح والتهجير، وعن مساكن لعائلتها التي تناتشتها مناطق لبنان الكثيرة…

الياس خوري: 12 تحيّة لبنانية وعربية (1/2)

العبثيّة، ثيمة تكرّرت في روايات الياس خوري بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. عبثيّة إمّا نحن نخوضها لتحرير الأرض والثورة على الجلّاد غير آبهين بحياتنا…