كلام أربع أسيرات (4): تحويل السجون إلى نكتة ساخرة

مدة القراءة 11 د

يعرض هذا التحقيق، المنقول عن مجلة “الدراسات الفلسطينية” المستند إلى حواريّة أُجريت في رام الله في أواخر تموز، قصة أربع أسيرات حُرّرن مؤخراً من سجن الدامون المخصص للأسيرات في جبل الكرمل في حيفا، هن: ميس أبو غوش، وسماح جرادات، وشذى حسن، وإيلياء أبو حجلة. وقد سُجنّ، تباعاً، على خلفية نشاطهن الطلابي في جامعة بيرزيت، واتُّهمن، خلال التحقيق، بأنهن “مخربات” و”من دون ترباية”، وغير ذلك من ألفاظ نابية في محاولة لابتزازهن عن طريق سلخهنّ، نفسياً، عن حاضنتهن الاجتماعية خارج السجن.

من أكثر المحطات إيلاماً وصعوبة في حياة الأسيرات هو سجن “هشارون”. وتشير إيلياء أبو حجلة إلى أن مطلب إلغائه وإزالته هو على رأس قوائم مطالب الأسيرات، لأن الأوضاع فيه بأكملها تُعدّ الأسوأ على الإطلاق في تجربة السجن كلها، وخصوصاً أن فيه انتهاكاً فجّاً لخصوصية الأسيرات، كنساء أولاً، وكمعتقلات سياسيات ثانياً. وتفيد إيلياء بأن زنزانات هذا السجن الذي اعتُقلت فيه، هي غرف كانت تُستخدم لعزل الأسيرات قديماً، وبالتالي فإنها مهيأة لتكون غرف عزل فقط، لا غرف احتجاز، فهي غرف ضيقة ومتسخة وتفتقر إلى أدنى مقومات العيش. علاوة على ذلك، حُرمت الأسيرات من أبسط حقوقهن في الملابس النظيفة والصابون والمناشف، إذ تشير إيلياء إلى أن الأسيرات كن يلجأن إلى غسل ملابسهن وإعادة ارتدائها قبل أن تجفّ نظراً إلى انعدام وجود أي بدائل أُخرى.

إلى جانب ذلك، هناك تَعَدٍّ فجّ على أي خصوصية أو راحة داخل هذه الزنزانات التي كان يجري اقتحامها من أجل العدّ في ساعات الصباح الباكرة، وهذا من دون إشعار الأسيرات بذلك، ولا إعطائهن فرصة لتحضير أنفسهن. وكانت السجّانات أيضاً يقمن باقتحام الزنزانات في أثناء استحمام الأسيرات في انتهاك صارخ ووقح لأدنى متطلبات الخصوصية والاحترام الإنساني. وفضلاً عن ذلك كله، كانت الأسيرات عرضة للتحرش اللفظي من طرف المساجين والسجينات الجنائيين المحبوسين على خلفيات جرائم قتل واغتصاب ومخدرات. أمّا المراقبة داخل زنزانات سجن “هشارون”، فمستمرة من الكاميرات الموجهة نحو ساحة “الفورة”، وحتى من خلال الكاميرات المثبتة في بعض الغرف، فقد روت إيلياء أن ثمة غرفة في سجن “هشارون” ملأى بالكاميرات، واسمها “غرفة الكاميرات” وتعمل على مدار الساعة، وتوضع فيها الأسيرة الأمنية التي غالباً ما تكون الوحيدة داخلها، مثلما حدث مع الأسيرتَين، ليان كايد وشذى الطويل، اللتين سُجنتا في تلك الزنزانات. وبسبب هذه الانتهاكات كلها، فإن الأسيرات يطالبن بإلغاء سجن “هشارون”، وإزالة الكاميرات من ساحة الفورة ومن بعض الزنزانات لما في ذلك من انتهاك لخصوصيتهن وحقوقهن كأسيرات. وأفادت سماح جرادات بأن وجود الكاميرات في ساحة “الفورة” دفع الأسيرات سابقاً إلى الإضراب 60 يوماً عن الخروج إلى الساحة، كمطلب لإلغاء وجود الكاميرات فيها، لكن لم تتم الاستجابة لمطالبهن، وإنما جرى نقلهن إلى سجن الدامون. وشددت الأسيرات أيضاً، على سوء الطعام الذي كان يُقدّم إليهن في أثناء فترة التحقيق والعزل.

بريد السجن: الرسائل تصل اليوم!

فيما يتعلق بوسائل تواصل الأسيرات مع الأهل في سجن الدامون في ظل غياب أي هواتف عمومية أو هواتف خاصة لديهن، أشارت شذى حسن إلى أن هناك خمس طرق رئيسية تتواصل فيها الأسيرات مع أهاليهن. والطريقة الأساسية هي خلال زيارات الأهالي مرة كل أسبوعين، أو عن طريق زيارة المحامين وما يرسله الأهالي معهم إلى بناتهم، إذ كان المحامون يضعون الرسائل المكتوبة للأسيرات على الزجاج الشفاف العازل بينهم كي يتمكّنّ من القراءة، ثم تقوم الأسيرات بالردّ الشفاهي على الرسائل، بينما يشرع المحامون في تدوين ما ترغب الأسيرات في إيصاله إلى الأهل. والطريقة الثالثة هي رسائل الأهل عن طريق الإذاعات المحلية والبرامج الإذاعية الخاصة بالأسرى، مثل إذاعة “صوت الأسرى” وإذاعة “صوت فلسطين” وإذاعة “أجيال”، فقد كانت الأسيرات يتابعن الراديو الصغير في السجن بشغف ليستمعن إلى أهاليهن وأخبارهم، وخصوصاً خلال فترة وباء كورونا حين مُنعت الزيارات، وهو ما جعل من الإذاعة متنفساً وحيداً تُطلّ الأسيرات منه على العالم خارج السجن على الرغم ممّا يحتاج إليه لاقط البث من تعديلات بشكل متكرر، إذ تحتاج الإشارة إلى جو صافٍ لتصل بوضوح. أمّا الطريقة الرابعة فهي إرسال الرسائل إلى الأهالي مع الأسيرة التي يقترب موعد حريتها، وهذا طبعاً، إذا لم تصادرها إدارة السجن. وذكرت شذى وسيلة خامسة لجأت إليها الأسيرات خلال فترة وباء كورونا، وهي التراسل مع قسم الأشبال الموجود إلى جانب قسم الأسيرات في سجن الدامون، فقد كانت ممثلة الأسيرات، وبعملية دقيقة تتميز بأناة وصبر، تقوم شفاهة بإملاء أرقام أهالي الأسيرات، ومضمون رسائلهن، على ممثل الأشبال الذي كان فيما بعد، يُجري، وبطرقه الخاصة، التواصل مع الأهالي (إذ على ما يبدو، كانوا يملكون جهاز اتصال في قِسمهم).

“جامعة السجن”، وتحرير الكرّاس والقلم

من أبدع التجارب التي تحدثت عنها الأسيرات في السجن هو تجربة التعليم النظامي، علاوة على التعليم غير النظامي الذي تمارسه الأسيرات. فمن خلال تجربتهن في السجن، تقول الأسيرات إن الأسيرات القاصرات، في أغلبيتهن، كنّ قد أتممن مرحلة التعليم المدرسي، وإنهن اجتزن التوجيهي داخل السجن، وإن ذلك جاء بعد نضال طويل خاضته الأسيرة خالدة جرار من أجل تحقيق مطلب التعليم للأسيرات. فعملية تنظيم الوقت داخل السجن، سواء في إدارة الحياة اليومية للسجن، أو في التنظيم الدوري للحياة الثقافية والعلمية كفرز لجنات علمية وأدبية متنوعة كلجنة المكتبة ولجنة البحث العلمي وغيرها، كانت أولوية بالنسبة إلى الأسيرات.

لم يتوقف التعليم في السجن عند التعليم غير النظامي، بل كان ثمة محاولات لإدخال التعليم النظامي إلى سجن الدامون، ففي سنة 2020 وافقت إدارة جامعة القدس المفتوحة على قبول الأسيرات الراغبات في الدراسة الجامعية كطالبات نظاميات في الجامعة ضمن اختصاص “الخدمة المجتمعية”. أمّا المنهاج، فشكّل تحدياً حقيقياً، ذلك بأن إدارة مصلحة السجون لم تكن على علم بهذه الخطوة من طرف الأسيرات، وبالتالي، شُكّلت لجنة البحث العلمي، وجرى استخدام ما هو متوفر من كتب داخل المكتبة في تعليم المساقات النظامية بموضوعاتها المتعددة..

الدامون: أن تُؤسر الأم والبنت معاً

سلطت سماح الضوء على معاناة الأسيرات الأكبر سناً في سجن الدامون والأسيرات القاصرات صاحبات المحكوميات الأعلى في سجن الدامون. ففيما يتعلق بالأسيرات الأمهات والأكبر سناً، تشير سماح إلى أنهن يعانين مشكلات صحية جرّاء الاعتقال، وبسبب السنّ والهموم التي ألحقها الاحتلال بهن، الأمر الذي زاد تجربة السجن ألماً وانتظاراً عليهن، كالأسيرة خالدة جرار – أم يافا – التي فقدت ابنتها مؤخراً وهي داخل السجن ولم تسمح لها إدارة السجن بوداعها الأخير، والأسيرة أم الشهيد أشرف نعالوة (والتي تحررت بعد استشهاده)، والمصابة إسراء الجعابيص، وإيناس عصافرة التي اعتُقلت هي وزوجها وهُدم منزلهما، ولديهما أطفال، ولمى خاطر، وغيرهن.

وتركز سماح اهتمامها على حالة الأسيرة المصابة إسراء الجعابيص لما تعانيه جرّاء إهمال طبي داخل السجن، وإهمال متعمد لحروق جسدها ولمطالبها بالحصول على “بدلة الحروق”، وهي بدلة طبية ضرورية لشفاء حروق جسدها، إذ طوال 9 أشهر، وهي مدة سجن سماح، والجعابيص تطالب إدارة السجن بإحضار هذه البدلة الطبية، غير أن مطالبها لم تلقَ أي استجابة لها على الرغم من الحاجة الماسة إلى الدعم الطبي العاجل.

وتؤكد سماح أن هؤلاء الأسيرات الأكبر سناً هن الحاضنة الاجتماعية الداعمة للأسيرات في السجن، وخصوصاً للأسيرات القاصرات اللواتي اعتُقلن وهنّ قاصرات بين 13 و16 عاماً، مثل شروق دويات ونورهان عواد وملك سلمان، وحُكمن بأحكام عالية تتراوح مدتها ما بين 10 و16 عاماً، علاوة على اللواتي اعتُقلن خلال انتفاضة السكاكين في سنة 2015 أو بعدها. وبالتالي، فإنهن يفتقدن الحاضنة الاجتماعية خارج السجن، والتي هي غير حاضنة العائلة، كالأصدقاء والمحيط الاجتماعي، لأنهن اعتُقلن وهن صغيرات في السن وليس لديهن تجارب حياتية عادية. وبالتالي، فإن الأسيرات الأكبر سناً يشكلن حاضنة نفسية وثقافية واجتماعية داعمة لهن.

الأسيرات المحررات كفلسطينيات سياسيات أولاً

ترى الأسيرات المحررات اللواتي تناولهن هذا التحقيق أن الواقع السياسي اليوم يحتاج إلى إعادة هيكلة وترتيب، وأشرن إلى وجود أزمة عميقة لدى القيادة الفلسطينية، وخصوصاً السلطة الفلسطينية. فشذى حسن تشدد على أن “فشل السلطة الفلسطينية الرسمية تمثّل في انتهاجها منهج المفاوضات… وأن السلطة الفلسطينية فشلت فشلاً ذريعاً في أسلوب المفاوضات مع العدو”، بينما ترى إيلياء أبو حجلة أن “أزمة السلطة الرسمية اليوم… لم تكن إلّا تراكماً لسياسات القمع الوفيرة التي مارستها السلطة الفلسطينية، فضلاً عن تراجع واندثار دور منظمة التحرير وانحصار مهماتها في تمرير سياسات السلطة الفلسطينية المتخاذلة والمتعاونة مع دولة الاحتلال.”

أمّا ميس أبو غوش فتعتقد أن “أزمة المشروع الرسمي اليوم، ما هي إلّا صراع التمثيل، مَن يمثل مَن، وأنها ليست صراعاً على القضايا الجوهرية، لأن الصراع الذي تخوضه السلطة والمنظمة على مرّ التاريخ وبعد اتفاق أوسلو، هو صراع مَن يمثل الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي والمساعدات الأميركية والأوروبية”. وتتفق سماح جرادات مع ما طرحته أبو غوش، إذ تعتقد أن سياسة السلطة الرسمية “مبنية على التبعية للاحتلال والمجتمع الدولي بصورة عامة، وهو ما يتجلى في علاقتها بالبيت الأبيض مثلاً، الأمر الذي يمكّننا من توقّع ردات أفعال السلطة تجاه مختلف القضايا مع المجتمع الدولي، والتي تتسم بالوسطية وعدم اتخاذ أي مواقف جذرية أو جدية. كما أن سياسة السلطة واضحة في نهجها الذي تعمل وفقاً له، وهو نهج سلمي واضح وصريح يتضح في مواقفها وعلاقتها، عدا طرحها المشاريع والمواقف التطبيعية بشكل علني أمام الجميع، والتباهي بهذا الخيار”.

وفيما يتعلق بالتناقضات الفلسطينية الداخلية بين البنى التنظيمية لمختلف المستويات القيادية والقاعدية، فإن إيلياء أبو حجلة ترى أن أزمة المشروع السياسي الرسمي “ارتقت إلى ذروتها حين تباعدت مواقف القيادة السياسية للحزب الحاكم عن تلك في قاعدتها الجماهيرية، وهو ما تجلّى في مواقف هذه الجماهير في الشارع، وهذا علاوة على تباعد مواقف القيادة نفسها في الحزب ذاته، الأمر الذي أدى إلى ترشح ثلاث قوائم عن حركة (فتح).” أمّا أبو غوش فتركز في تعقيبها على التناقضات الداخلية على الانقسام الفلسطيني الدموي الذي عمّق وجذّر التناقضات الداخلية، فالأزمة في نظرها نابعة من “أن طرفَي الانقسام يشكلان خطاباً تحريضياً ووعياً مزيفاً تجاه مَن يخالفهم في القضايا والأحداث والتحركات التي حدثت في الفترة الأخير، مثل اغتيال الشهيد نزار بنات. فالسلطة مثلاً، استخدمت خطابين: الأول لحشد جمهورها من أجل مواجهة المعارضين، والآخر مصحوب بالتشهير والتخوين.” وتضيف جرادات إلى ذلك بالقول إن” طرفَي الانقسام يكرّسان حالة مركبة جداً تتّسم بالتقسيمات والاختلافات.”

وهكذا نرى أن الأسيرات المحررات يتفقن على أن هناك ضرورة ملحّة لتغيير الواقعية السياسية الفلسطينية، فشذى حسن ترى أن الحل يكمن في العودة إلى مشروع المقاومة الفلسطينية، ومثالها النموذجي هو المقاومة في قطاع غزة. أمّا إيلياء أبو حجلة فترى أن الحل يكون في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. وتلتقي أبو غوش مع الطرح القائل بضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء الانقسام “وتعويض طرفَي الانقسام، وإنشاء محاكم تأخذ مجراها القانوني تجاه الجرائم التي حدثت في الضفة وغزة بعد سنة 2006”. أمّا شذى حسن فتعتقد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة حساسة “لا بدّ فيها من تثبيت معادلات جديدة في التعامل مع المحتل، وتحقيق إنجازات ملموسة، فما بعد هبّة القدس أو سيف القدس ليس كما قبلها، وطبعاً مع ضرورة وجود الحاجة إلى تكثيف الجهود من طرف الكل الفلسطيني من أجل المحافظة على هذا الإنجاز العظيم والإضافة إليه وصولاً إلى التحرير”.

إقرأ أيضاً: كلام أربع أسيرات: عن شبح الموزة… والعصفورة (3)

وختاماً، لا بدّ من القول إن الفلسطينية المناضلة من أجل حريتها وحرية بلدها تضيف إلى تجربة السجن مثلما تضيف التجربة إليها، باستراتيجيات البقاء التي اجترحتها الأسيرات داخل السجن لمواصلة الحياة اليومية ومواجهة الأوضاع المعيشية، ولتجاوز شباك السجن الحديدية. فالأسيرات المحررات يصفن زنزانات التحقيق كمكان للتذكر والمواجهة، والسجن كمكان للتفكيك والصمود والعيش، وفلسطين كبلد حرّ يستحق العيش فيها على الرغم من مشقة الطريق. فالأسيرات، أكنّ أسيرات أم محررات، قد حرّرن السجن من السجن، في عكس لمقولة المحرر عصمت منصور عن “سجن السجن”، لأنهن بروايتهن للتجربة وبمعنوياتهن التي نتعلم منها، حوّلن السجن إلى محطة، وتجربة، وذكرى، وحتى إلى نكتة ساخرة.. فهنّ يروين تجربتهن كي لا ننسى، ولنكون أقوياء بما فيه الكفاية، مع أنفسنا، وأكثر مع المستعمِر، بحيث تصبح فلسطينيتنا شرفاً لنا.

*مرشحة دكتوراه في برنامج العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، فلسطين.

مواضيع ذات صلة

إسرائيل تضرب حيّ السّلّم للمرّة الأولى: هل تستعيده الدّولة؟

بقي حيّ السلّم على “العتبة”، كما وصفه عالم الاجتماع وضّاح شرارة ذات مرّة في كتابه “دولة حزب الله”. فلا هو خرج من مجتمع الأهل كليّاً…

أمن الحزب: حرب معلومات تُترجم باغتيالات (2/2)

لا يوجد رقم رسمي لمجموع شهداء الحزب في حرب تموز 2006، لكن بحسب إعلان نعي الشهداء بشكل متتالٍ فقد تجاوز عددهم 300 شهيد، واليوم بحسب…

أمن الحزب: ما هو الخرق الذي سهّل مقتل العاروري؟ (2/1)

سلسلة من الاغتيالات طالت قيادات من الحزب وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على وجه التحديد توّجت باغتيالين كبيرين. الأوّل اغتيال نائب رئيس…

النزوح السوريّ (3): النظام لا يريد أبناءه

12 سنة مرّت على وصول أوّل نازح سوري قادم من تلكلخ إلى عكار في لبنان. يومها اعتقدت الدولة اللبنانية أنّها أزمة أشهر، أو سنة كأبعد…