علّوش: الإضراب ضدّ مجهول؟

مدة القراءة 4 د

على قاعدة “المجرم يعود إلى ساحة الجريمة بعد ارتكابها”، عادت السلطة لمناسبة إضرابها أمس إلى الباحة المواجهة لبلدية طرابلس، التي أُحرقت بتاريخ 28 كانون الثاني 2021، من دون أن يصل التحقيق في حيثيّات إحراقها إلى أيّ نتيجة، فيما أصابع وُجِّهت في حينه إلى أحزاب وتيّارات في المنظومة الحاكمة نفسها.

كان الإضراب في طرابلس بنكهة السلطة، إذ غابت مجموعات ثورة 17 تشرين عن المشاركة فيه، فانتقلت التجمّعات بدلاً عن ضائع إلى الشوارع المحيطة بمبنى بلدية طرابلس.

علوش لـ”أساس”: الأحزاب تحاول استلحاق نفسها لإيجاد مكان لها في الواقع القائم. ويبقى السؤال الأبرز والأساسي: ضدّ مَنْ يُوجَّه هذا الاحتجاج؟

كان لافتاً موقفُ الدكتور مصطفى علوش، نائب رئيس تيار المستقبل. التيار الذي دعا أنصاره إلى المشاركة في الإضراب. فقد قال لـ”أساس” إنّ “الأحزاب تحاول استلحاق نفسها لإيجاد مكان لها في الواقع القائم. ويبقى السؤال الأبرز والأساسي: ضدّ مَنْ يُوجَّه هذا الاحتجاج؟ لم يعد معروفاً، لكن من المؤكّد أنّ الشجار القائم بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب سرّع بالدخول في هذه المرحلة”.

وتحدّث علوش عن “الغياب اللافت للثوار أو مَن يسمّون أنفسهم الثوار، عن ساحة النور، بعكس ما جرت عليه العادة. عمليّاً، الخلافات القائمة وعدم القدرة على بلورة خيارات جديدة واختيار قيادة، كلّ هذا ضعضع الثورة. أما بالنسبة إليّ، فقد اعتبرت منذ عدّة أشهر أنّ الثورة انتهت. ولسوء الحظ، بنيت آمالاً وطموحات كبيرة عليها. ففي حال تمكّنت من تنظيم نفسها، كانت ستدفع بالأحزاب والمنظومات القائمة إلى أن تغيّر سلوكها، لكنّها تصرّفت بالطريقة ذاتها التي تتصرّف بها منظومة الحكم. وظهر ذلك حين دبّ الخلاف فيما بينها على مَنْ يقود وعلى البرنامج الذي لم يظهر. ولا أعتقد أنّ الناس، التي نزلت إلى الشوارع وتظاهرت في 17 تشرين على مدى عدّة شهور، لا تزال تنزل إلى الشوارع”.
من جهة أخرى، أكّد الناشط في ثورة 17 تشرين خالد الديك لـ”أساس” أنّ “انسحاب الثوار من الساحات جاء نتيجة قرار منّا، كي لا تُوجَّه إلينا أصابع الاتّهام بأنّنا تابعون لأحزاب السلطة ننفِّذ أجندات سياسية. نحن ثوار 17 تشرين مستقلّون. وعلى الرغم من نفيهم أن لا أحزاب شاركت معهم في التحرّكات، ولكنّنا أولاد الحيّ، ونعلم مَن يتبع لحزب ومَن لا يتبع”.

الناشط في ثورة 17 تشرين خالد الديك لـ”أساس: انسحاب الثوار من الساحات جاء نتيجة قرار منّا، كي لا تُوجَّه إلينا أصابع الاتّهام بأنّنا تابعون لأحزاب السلطة ننفِّذ أجندات سياسية

ولفت الديك إلى أنّ “نقيب السائقين العموميين شادي السيّد أخطأ عندما لم يدعُ الثوار إلى المشاركة في التحرّكات التي حصلت، ولم يُنسِّق معنا، علماً أنّنا كنّا من أوائل المشاركين، وكان يدعونا عند كل تحرّك ينظّمه الاتحاد العمّالي الذي يمثّلنا ويمثّل مطالبنا. لا نعلم سبب عدم دعوته لنا إلى المشاركة”.

في المقابل، رفع نقيب السائقين العموميّين في الشمال شادي السيد الصوت عالياً، وهدّد بالتصعيد في طرابلس في حال انعدام الحلول لوقف الانهيار الحاصل، وقال لـ”أساس”: “تحرَّكنا تلبيةً لدعوة الاتحاد العمالي العام إلى الإضراب، بهدف الضغط على السلطة لكي تشكِّل بأسرع وقت حكومةً تقف في وجه الانهيار الحاصل. باتت مطالبنا معروفة لكل الشعب اللبناني. وقد قرّرنا الاعتصام أمام بلدية طرابلس لأنّ عمال البلدية والمياومين فيها والموظفين لم يُعطَوا الحدّ الأدنى للأجور ولا بدل نقل. وأكبر نسبة عمّال موجودة داخل البلدية. نحن سنتّجه إلى التصعيد، ليس فقط في طرابلس، بل على مستوى كلّ لبنان”.

ووجّه النقيب السيد نداء إلى المواطنين الذين يعانون بسبب الذّل ولا يزالون في بيوتهم: “الصيدليات مقفلة، لا حليب، لا طحين، لا محروقات. هل هذا ما يريده المواطن اللبناني؟”.

ولدى سؤاله عن دعوة أحزاب السلطة إلى هذه التحرّكات، أجاب غاضباً بنبرة صوت عالية: “هذا الإضراب لا علاقة له برسالة نبيه برّي. نعيد ونكرّر أنّ التحرّكات لا علاقة لها بأحزاب السلطة. أدعو كلّ مَن يقول ويوجّه إلينا هذه الاتّهامات أن يشارك معنا على الأرض. التحرّك هو تحرّك للعمّال فقط، وكلّ ما يُحكى عن مشاركة أحزاب السلطة هو مجرّد “شائعات” على وسائل التواصل الاجتماعي. الوقفة التي نظّمناها، شارك فيها الأمين العام للاتحاد العمّالي العام سعد الدين حميدي صقر، وانضمّ إلينا العمّال المياومون في بلديّتيْ طرابلس والميناء، والسائقون العموميّون، وسائقو الباصات، ومنسّقيّة التعليم الرسمي ونقباء حِرَف ومهن”.

إقرأ أيضاً: إضراب الخميس: إبحثوا عن السيّد

أمّا عن الثوار وإمكان مشاركتهم في التحرّكات، فأجاب: “نحن مع ثوار طرابلس وثوار كلّ لبنان الأحرار، ولدينا هدف موحّد. ونتمنّى من الشعب دعمنا ورفع الصرخة معنا”.

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…