أجّلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تجدّد المواجهة بين لبنان ودول الخليج، مع إعلان فندق “الساحة” إلغاء استضافته ندوتين لجمعية “الوفاق البحرينية” بعد “معرفتنا بأنّهما تتناولان موضوعاً سياسياً. ونحن ملتزمون بما يصدر عن الحكومة”.
الإجراء الذي اتخذه فندق “الساحة” دفع جمعية الوفاق إلى تأجيل لقاء اليوم الجمعة إلى الثلاثاء المقبل في 15 شباط، وحدّدت مكانه في “المركز الثقافي في بيروت، مسرح رسالات قرب السفارة الكويتية”، عازية سبب التأجيل “لأسباب تقنية”.
وكانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على وشك مواجهة امتحان خليجي جديد، شاءت “الصدفة” أن يتزامن مع ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط المقبل، وقبلها بثلاثة أيّام في 11 منه. وهي مناسبة تنتمي إلى أصناف “الاغتيال” نفسه، من خلال محاولة القضاء على آخر المحاولات لإنعاش علاقات لبنان مع محيطه العربي.
يأتي الإعلان عن تنظيم الفعّاليّتين مباشرة بعد ساعات من إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عبر قناة العالم الإيرانية التي أطلق من خلالها سلسلة من المواقف
فاعتباراً من اليوم، كانت ستتحوّل بيروت وضاحيتها الجنوبية إلى منصّة للهجوم على دولة البحرين وقصف نظامها، وذلك في محطّتين:
الأولى: اليوم في مطعم الساحة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، حيث دعا ما يُسمّى “ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير” إلى ندوة سياسية نخبوية تحت عنوان: “الحقّ السياسي في ثورة البحرين في ضوء خطابات الفقيد القائد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم”.
الثانية: الإثنين 14 شباط، حيث دعت ما تُسمّى بحركة الوفاق البحرينية إلى لقاء خطابي تضامني تحت عنوان “البحرين ظُلم وظلامة” في فندق الساحة. وبدا لافتاً في نصّ الدعوة التي وصلت إلى عدد من الشخصيّات أنّه كُتب في عنوان الحفل “فندق الساحة – مدينة بيروت”. لكن بعد بيان “الساحة” لا يزال مكان انعقاد اللقاء مجهولاً، كذلك زمانه.
يأتي الإعلان عن تنظيم الفعّاليّتين مباشرة بعد ساعات من إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عبر قناة العالم الإيرانية التي أطلق من خلالها سلسلة من المواقف، أبرزها موقفه من الورقة الكويتية التي قُدّمت للحكومة اللبنانية، والتي وصفها بورقة “إملاءات”. وقد أفسح في حواره المذكور مساحة ليست بالصغيرة للكلام عن البحرين وما وصفه بالمعارضة السلمية فيها، وهو أمر خصّصت له قناة اللؤلؤة التابعة لحركة الوفاق البحرينية والتي تبثّ من بيروت حيّزاً كبيراً أمس في تقرير مصوّر تحت عنوان “كيف قرأ السيّد نصر الله المشهد البحريني”.
مقيمون ووافدون
مصادر خاصة بـ”أساس” كشفت أنّ المشاركين في المؤتمر يوم الإثنين المقبل وصل جزء منهم إلى بيروت منذ عدّة أيام عبر مطار رفيق الحريري الدولي، فيما الجزء الآخر مقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ فترة.
وكانت حركة الوفاق البحرينية قد أقامت في 11 كانون الأول 2021 مؤتمراً صحافياً في فندق روتانا الحازمية الذي تعود ملكيّته لأحد رجال الأعمال المقرّبين من الحزب. وقد أحدث هذا اللقاء جدلاً سياسياً كبيراً دفع الحكومة اللبنانية عبر رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي إلى إصدار مواقف مندّدة بانعقاد اللقاء في بيروت.
لكنّ وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي سارع إلى أصدار بيان بعد ظهر أمس يعتبر أنّ هذين النشاطين “في حال حصولهما يتعرّضان بالإساءة إلى السلطات الرسمية البحرينية وإلى دول الخليج العربي، ويعرقلان جهود الدولة لتعزيز العلاقات معها، في ظل المبادرة الكويتية التي التزمت الدولة إزاءها بالقيام بكافة الإجراءات المانعة للتعرّض اللفظي أو الفعلي للدول العربية الشقيقة”.
إقرأ أيضاً: سؤال للحكومة: ماذا تفعل “الوفاق” البحرينيّة في بيروت؟
وأعلن المولوي أنّه “بعد التشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجّه كتابين إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، طالباً إبلاغ إدارة الفندق، فوراً، بعدم إقامة النشاطين لعدم حصولهما على الأذونات القانونية، واتخاذ كافة الإجراءات الإستقصائية اللازمة لجمع المعلومات عن المنظّمين والداعين والمدعوين”.