بات للبنان المأزوم دورٌ ما في التعاطي مع الأزمة السورية من خلال عضويته في لجنة الاتصال مع دمشق التي شكّلها وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي في القاهرة، على وقع المستجدّات الإقليمية، إن في اتفاق بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران، أو من خلال قرار جامعة الدول العربية بعودة سوريا إليها.
يرخي المناخ الجديد بظلاله على قمّة جدّة العربية في 19 الجاري التي تنعقد في الرياض. عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم، إضافة إلى قضية ضبط الحدود لمكافحة تهريب المخدّرات، بيروت معنيّة بهما مباشرة، لكن ما المتوقّع بالنسبة إلى لبنان في القمّة؟
لبنان في القمّة: مشاكلنا لا تهدّد الأمن الإقليميّ
يجيب وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب على سؤال “أساس” عمّا يتوقّعه للبنان من قمّة جدّة، بأنّ “هناك تفكيراً دائماً عندنا “شو بيطلعلنا”. العلاقات والاجتماعات الثنائية في أيّ قمّة أو اجتماع أهمّ من كلّ شيء. الجامعة العربية لا تملك أموالاً. العلاقات الثنائية هي التي تعطي أو تفرض واجبات. يجب ألا نكون غائبين، وأنا مرتاح إلى أنّ الرئيس نجيب ميقاتي ذاهب إلى القمّة، على الرغم من غياب رئيس الجمهورية. هناك رئيس للحكومة ومعه وفد وزاري. والأهمّ أنّنا سننطلق من العمل في إطار لجنة التواصل (العربي) مع سوريا التي لبنان عضو فيها. لم نكن في اللجنة التي اجتمعت مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الأردن وقبل ذلك في جدّة، لأنّهم ناقشوا عودة سوريا إلى الجامعة. نحن لم نعارض هذه العودة وسبق أن عارضنا خروج سوريا، وطالبنا دائماً بعودتها. لكن عند بحث قضيّتَي اللاجئين والمخدّرات نحن معنيّون، ونريد المشاركة في صنع القرارات، وطلبنا الدخول ووافقوا. اللجنة منبثقة من دول الخليج الستّ، إضافة إلى الأردن ومصر والعراق”.
يقرّ بوحبيب باستمرار العقوبات، لكنّه يشير إلى أنّ “الموقف الأميركي الأوروبي لم يكن متشدّداً بقوّة. تمنّوا التوفيق، لكنّهم يشكِّكون في أن نُوفّق. يتركوننا نجرّب، مع أنّ الذي سمعته شخصياً هو “إنّكم لن تنجحوا”، وربّما لا ننجح”
*هل تتناول قمّة جدّة الانسداد السياسي اللبناني، مثلما سبق أن شكّلت قمم عربية لجاناً وزارية أوقفت الحرب ورعت إنجاز اتفاق الطائف؟
يفضّل بوحبيب الإدلاء بـ”تحليل مع الاحتمالات” في هذا الشأن، إذ “لا يمكن المقارنة مع ما كان يحصل بلبنان في عام 1989. كانت حرباً خطرة على الأمن الإقليمي، وتعب العالم منها. ولذلك شُكّلت لجنة سداسية ثمّ ثلاثية بعد قمّة الرباط، وكان لبنان محور البحث”.
توصيات للبنان من القمة لا أكثر
“لدينا مشاكل سياسية واقتصادية في لبنان، لكنّها لا تهدّد الأمن الإقليمي وليست أولويّة. هل هم الذين ينتخبون رئيساً؟ نحن لا نريد ذلك. إنّنا معتادون عهد القناصل منذ القرن الـ19. رأيي الشخصي وأقوله للدول الشقيقة والصديقة، أن يضغطوا علينا حتى ننتخب رئيساً. ماذا بإمكانهم أكثر من ذلك؟ “.
“في 2008 اجتمع الزعماء في الدوحة وحصل اتفاق على رئيس وحكومة، لكنّ اللبنانيين أنجزوا ذلك مع ضغط عربي طبعاً. علينا نحن اتّخاذ قرار بانتخاب رئيس وبالإصلاح الاقتصادي. وإذا كان ما اتّفقنا عليه مع صندوق النقد الدولي غير جيّد فعلينا التوصّل لاتفاق جديد. وإلا ما البديل؟ العالم تعب من أن يطلب منّا انتخاب رئيس وأن نؤلّف حكومة وننفّذ الإصلاحات. الأرجح أن تكون توصية بذلك لا أكثر”.
لا يتدخّل بوحبيب كثيراً في السياسة الداخلية، “وقلّما أتناولها رسمياً أو إعلامياً من أجل تحييد السياسة الخارجية، وهناك اتفاق مع رئيس الحكومة، وأتشاور مع زعماء ونواب في شؤون السياسة الخارجية، وأتمنّى أن يصحّ الحديث عن أنّ الحلحلة قريبة في الرئاسة”.
التحرّك لعودة سوريا بدأه الملك الأردنيّ
*ما الذي عجّل بقرار عودة سوريا إلى الجامعة على الرغم ممّا قيل من أنّها لم تعطِ الأجوبة المطلوبة من قبل الدول العربية في اجتماع عمّان؟
يجيب: “كان الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، لكنّ القرار لرؤساء الدول الحاضرة. السؤال الذي طُرح: إذا عادت سوريا فهل يمكن التعامل معها اقتصادياً في ظلّ العقوبات؟ نحن (لبنان) لدينا علاقة عاديّة مع سوريا لم تتغيّر منذ 11 سنة ويصعب علينا التعاون مع الجانب السوري بفعل العقوبات. وهذه حال باقي الدول العربية. كيف تعيد الإعمار في سوريا إذا كانت هناك عقوبات؟ بدأ الأردن تحرّكاً وأعتقد أنّ الملك عبد الله الثاني تشاور مع الأميركيين والأوروبيين، الذين يفرضون عقوبات، باستثناء الصين وروسيا. وجاء بعد التشاور بخطّة للحوار حتى نذلّل هذه العقوبات، لأنّ سوريا عبء على دول الجوار والمنطقة كلّها، ومن أجل عودة سوريا إلى الحظيرة العربية لتجتمع معنا ونتحاور معها. بهذه الطريقة ستقوم لجنة الاتصالات بحوار تدريجي حتى نستطيع تفكيك الحصار المفروض عليها. لن يحصل الأمر بين ليلة وضحاها، ويحتاج إلى وقت وتنازلات من الجميع، من سوريا والدول العربية والمجتمع الدولي”.
الغربيّون للبنان: لن تنجحوا في سوريا..
*ماذا عن الاعتراض الأميركي والأوروبي على التطبيع مع النظام؟
يقرّ بوحبيب باستمرار العقوبات، لكنّه يشير إلى أنّ “الموقف الأميركي الأوروبي لم يكن متشدّداً بقوّة. تمنّوا التوفيق، لكنّهم يشكِّكون في أن نُوفّق. يتركوننا نجرّب، مع أنّ الذي سمعته شخصياً هو “إنّكم لن تنجحوا”، وربّما لا ننجح”.
لا جواب لدى وزير الخارجية اللبناني عن الخطوة التي لها أولويّة وفق مبدأ الخطوة مقابل خطوة في المبادرة الأردنية، “لأنّي لم أحضر اجتماع عمّان، لكنّ لدى معظم الدول العربية، وخصوصاً تلك التي حضرت الاجتماع، أمرين مهمّين هما اللاجئون وتهريب المخدّرات. هذا في الجانب الأمني والاقتصادي، وأمّا الجانب السياسي فلم أطّلع على تفاصيله. سوريا تُبدي استعداداً للتعاون في مسألة مكافحة المخدّرات، وفي قضية اللاجئين أيضاً، إذ قال لنا الرئيس الأسد حين زرناه بعد الزلزال: أهلاً بهم لكنّني لا أستطيع أن أجبرهم على العودة”.
يعتبر بوحبيب إنّ الأمم المتحدة “عبر موفدها إلى سوريا غير بيدرسون أقرّت منهجية الخطوة خطوة في هذا المجال وبتأييد من الدول المانحة، وقد ننجح نحن العرب في تطبيقها أكثر من الآخرين”
مكافحة المخدّرات وعودة اللاجئين والعقوبات
يضيف: “صحيح أنّهم يعيشون في مخيّمات وضعها متردٍّ، لكنّ قسماً منهم يذهب للمدارس والمستشفيات، والحرب دمّرت منشآت كثيرة في سوريا. وإذا كان المجتمع الدولي يريد عودتهم يجب أن يساعدهم هناك في سوريا. نحن متّفقون مع المسؤولين السوريين على أنّهم ليسوا لاجئين سياسيين، بل لأسباب اقتصادية وأمنيّة، وهم يقولون إنّهم إذا عادوا وأرادت مفوضية اللاجئين التأكّد من حسن معاملتهم فلا مانع. صحيح أن ليس من سلام في سوريا، لكنّ الحرب توقّفت. الهاربون من الخدمة العسكرية يجب حلّ قضيّتهم قبل العودة، ولذلك يدقّق الأمن العام اللبناني مع السلطات السورية قبل إعادة أحد. والأردن سيدقّق قبل إعادة ألف نازح. والذين أعادهم الأمن العام اللبناني سابقاً تفقّدتهم المفوضية (في سوريا)، وما سمعته من مسؤوليها هو أن لا مشاكل لديهم”.
*هل ضخّ أموال لإعادة إعمار ما تهدّم في مناطق عودة النازحين سيتجاوز العقوبات؟
يعتبر بوحبيب إنّ الأمم المتحدة “عبر موفدها إلى سوريا غير بيدرسون أقرّت منهجية الخطوة خطوة في هذا المجال وبتأييد من الدول المانحة، وقد ننجح نحن العرب في تطبيقها أكثر من الآخرين”.
لا يجد بوحبيب عقبات أمام تنفيذ ما يتعلّق بمكافحة المخدّرات وعودة اللاجئين، لكنّه يقرّ بوجود “مشكلة كبرى هي سياسية” في ردّه على سؤال عن كيفية التوفيق بين تأكيد قرار الجامعة العربية الأخير، وقبله بيان عمان، على تنفيذ القرار الدولي 2254 الذي ينصّ على قيام حكم انتقالي، وبين اقتناع النظام السوري بأنّ الزمن تخطّى هذا القرار لأنّه انتصر على المعارضة.
الأسد سيحضر والمهمّ روحيّة الـ2254
يكشف الوزير: “القرار 2254 أحد قرارات الأمم المتحدة. ماذا فعلت المنظمة الدولية بالـ242 و338 (الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلّة عام 1967)؟ ليس ضرورياً أن يُنفّذ القرار بحذافيره. ربّما يكون الجانب السوري محقّاً في قوله إنّه صدر منذ زمن (عام 2015). في النهاية سيخضع الأمر للحوار الشامل حتى نرى كيفية تنفيذ روحيّة الـ2254 لا حذافيره، مع اقتناع عربي. ولذلك أعطي فرصاً عالية جداً لنجاح الجهود العربية، بعد فتح أبواب الجامعة. ومع أنّ دمشق لم تتّخذ قرارها بعد، أعتقد أنّ الرئيس الأسد سيحضر القمّة العربية في جدّة وسيلقي كلمة في الجلسة العامة وسيعقد اجتماعات ثنائية تعطي في العادة نتائج أكثر من الاجتماع العامّ. وهناك مصالح تلعب دورها، ولمس الجانب السوري بعد الزلزال أنّ العقوبات تُلحق الضرر به ولا يمكنه الاستمرار معها، ومن دون حلّ للعقوبات لا يستطيعون توحيد البلد”.
وفيما تربط الدول الكبرى رفع العقوبات بتنفيذ القرار 2254، يكرّر بوحبيب أنّ القرارات الدولية “لا تُطبّق بحذافيرها. حتى بالنسبة للقرار 425 (حول الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان)، فقد انسحب الإسرائيليون بلا مفاوضات ثمّ تولّت الأمم المتحدة رسم الخطّ الأزرق. لا أريد استباق الأمور، لكن علينا معالجة القضايا في النطاق العربي وليس وفق صيغة غربية مفروضة على سوريا التي تقوم سياستها على عدم قبول ما يُفرض عليها. بالحوار نصل، ولديهم مشاكل تحتاج إلى حلول بالاتفاق السياسي”.
ويوضح إلى أنّه لم يحضر اجتماع عمّان، ولذلك لا يعرف إذا بُحث البند المتعلّق بقيام حكومة انتقالية، وهو الموضوع الرئيسي الذي لا بدّ من بحثه في المستقبل، لأنّ العناوين السياسية هي التي ستفكّ الحصار.
الغرب لا يريد تغيير النظام
*في وقت نصّ قرار الجامعة على تعاون الجانب السوري مع الجامعة لتطبيق “مخرجات البيانات العربية ذات الصلة”، يُطرح السؤال عن إمكانية العودة إلى المبادرة العربية لحلّ الأزمة السورية التي طُرحت في عامَي 2011-2012 ونصّت على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإرسال ضبّاط مراقبين وإيكال الحوار مع المعارضة إلى نائب الرئيس السوري (آنذاك فاروق الشرع) وإرسال مراقبين عرب لمراقبة الوضع الأمني في سوريا.
يرى بوحبيب أنّ “القرارات العربية كنظيراتها الدولية بعضها أصبح قديماً. فمن من أجل ماذا إرسال مراقبين حالياً؟ ربّما مثلاً إذا تمّ اتفاق حول عودة إدلب إلى السلطة السورية يحصل ذلك. لكنّ إرسالهم إلى دمشق وحمص وحلب لا أعتقد أنّنا سنطالب الجانب السوري به أو أنّه سيرضى به”. في الجانب السياسي يلفت بوحبيب إلى “مسألة مهمّة، فحين نسأل الغربيين عن سعيهم إلى تغيير النظام يجيبون بلا، وأنّهم يريدون تغيير سلوكه. بعض التدابير طُرحت حين كان مطروحاً تغيير النظام. الآن يتناول البحث سلوك النظام”.
يرى بوحبيب أنّ “القرارات العربية كنظيراتها الدولية بعضها أصبح قديماً. فمن من أجل ماذا إرسال مراقبين حالياً؟
*ماذا عمّا يتردّد عن اتصالات عربية مع الجانب الأميركي في شأن تحريك مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية من أجل مسائل حلّ الدولتين فلسطينياً والجولان سوريّاً ومزارع شبعا لبنانياً؟
لا معطيات لدى بو حبيب في هذا الشأن مع تأكيده أنّه على أجندة القمّة، وأنّ مبادرة السلام العربية التي أُقرّت في قمّة بيروت في عام 2002 “كانت اقتراحاً سعودياً، والقمّة الآن في جدّة، والموقف العربي لم يُبدّل ما اقترحه في المبادرة العربية للسلام القائمة على الأرض والاستقلال الفلسطيني مقابل السلام والاعتراف، على الرغم من اعتراف دول عربية بإسرائيل. فحتى هذه الدول ما زالت على تمسّكها بمبادرة قمّة بيروت وتريد حلّاً للقضية الفلسطينية. الأردن مثلاً لديه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكنّ هناك برودة، إذا لم نقل خلافات بسبب ما يحصل بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي، ولا سيّما في شأن القدس حيث يرعى الأردن الأماكن المقدّسة. لن يتخلّى أحد عن مطلب الحصول على حقوق الفلسطينيين، مقابل الاعتراف. ثنائياً قد تُعقد اتفاقات، لكن ليس من خلال الجامعة العربية”.
مرونة إيرانيّة ولا قيمة للنوويّ عند أميركا
*التقى بوحبيب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حين زار بيروت في 26 نيسان الماضي، فهل يتوقّع استئناف المفاوضات النووية في ظلّ ما يُقال عن اتصالات عبر القنوات الخلفية في سلطنة عُمان؟
“في اعتقادي أنّ النووي لم تعد له قيمة مهمّة، لأنّ الإيرانيين باتوا قادرين على التخصيب فوق الـ80 في المئة، أي على بعد خطوة من القنبلة النووية، فلماذا يُعقد اتفاق معهم؟ وحتى لو سلّموا ما خصّبوه من اليورانيوم فوق العشرين في المئة، باتت لديهم القدرة والمعرفة على التخصيب إلى درجة أنّ الأمر يتطلّب “فشخة” حتى يتمكّنوا من إنجاز التخصيب اللازم لصنع قنبلة نووية. الأمر الثاني أنّ الإيرانيين يشدّدون على الفتوى التي تقضي بعدم تصنيع قنبلة ذرّية، وأنّ اليورانيوم المخصّب هو للاستخدامات السلمية. وفي آخر زيارة للوزير الإيراني لم نتطرّق إلى الموضوع، لكنّني وجدت نوعاً من المرونة الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب، من دون أن نتطرّق إلى التفاصيل. اتفاق بكين لم يكن مسألة بسيطة. وأعتقد أنّ من مصلحة الإيرانيين البناء عليه وهذا ما يفكّرون فيه”.
نتائج “بكين” تتعلّق باليمن وسوريا لا لبنان
*هل يؤدّي اتفاق بكين إلى توزيع للنفوذ في المنطقة بحيث تكون الكفّة “طابشة” لمصلحة النفوذ الإيراني في لبنان؟
يردّ بوحبيب: “أوّلاً، ما سمعته أنّ إحدى النتائج المباشرة لاتفاق بكين ستكون في اليمن وفي سوريا. لم أسمع أنّه جرى بحث الموضوع اللبناني. ولم تصدر أيّ وثيقة تبيّن ما حصل هناك. البيان كان بسيطاً. هناك تقدّم هائل في مفاوضات اليمن. في اعتقادي أنّ من المهمّ جداً للمملكة العربية السعودية أن تُوفّق بتحقيق السلام في اليمن، وهذا ما يحاولونه. ثانياً، مع أنّ إيران ليست عضواً في الجامعة العربية، لكن يهمّها فكّ العزلة عنها وعن سوريا. لذلك شجّعوا المسار العربي نحو سوريا، والسعوديون كانوا لاعبين أساسيين في القرار الذي اتُّخذ في الجامعة”.
إقرأ أيضاً: معين المرعبي: الأسد يرسل العائدين إلى ميادين القتال في أوكرانيا
*هل ينسجم التحرّك الروسي-الإيراني من أجل الوساطة بين سوريا وتركيا مع التحرّك العربي أم ينافسه أم يمكن توحيد هذين التحرّكين (اجتماع وزراء الخارجية في موسكو قبل 3 أيام)؟
أجاب بو حبيب: “كلّ تحرّك منفصل عن الآخر. قلت إنّ اللاجئين والمخدّرات (لهما أولويّة). معظم اللاجئين الذين تهتمّ لهم الدول العربية موجودون في الأردن ولبنان. طبعاً نشير جميعنا إلى اللاجئين في تركيا، لكنّهم ليسوا قضية مباشرة (للدول العربية). المهمّ أنّ الروس استطاعوا عقد لقاء جمع وزيرَي خارجية تركيا وسوريا، وقبل ذلك عُقد اجتماع ضمّ وزيرَي الدفاع في موسكو، وهذا مهمّ، وخصوصاً قبل انتخابات تركيا حيث يوجد 3.5 ملايين نازح، والحكومة والمعارضة تريدان إنهاء المشكلة. كي يسترجع السوريون بلدهم سكانيّاً وجغرافيّاً بالكامل عليهم التفاوض في كلّ الاتجاهات. وإذا تقدّمت الأمور مع الدول العربية تحصل مفاوضات مع الأميركيين حول سوريا أيضاً”.