خطّة ترامب في غزّة: اتفاقٌ “ممنوع” مخالفته

مدة القراءة 10 د

ما هو دور العرب في الاتفاق الذي أعلنَ عنه الرّئيس دونالد ترامب؟ ما هو دور تركيا وإندونيسيا وباكستان؟ كيف صاغَ جاريد كوشنير وتوني بلير الاتفاق؟ ما هو دور الأخير في حُكمِ غزّة؟

 

كان المُقترح الذي أعلنَ عنه الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب لوقف الحرب في غزّة، نِتاج حراكٍ سيّاسيّ دوليّ – إقليميّ واسع. صارت صورة الاتفاق أكثر وضوحاً مع البيان المُشترك لوزراء خارجيّة 7 دُول عربيّة وإسلاميّة هي: السّعوديّة والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتُركيا ومصر.

إذ رحّبَ البيان بجهود ترامب لوقف الحربِ في غزّة، وأكّدَ الالتزام بالعمل مع الولايات المُتحدة لضمان الاتفاق وتنفيذه من جهة. ومن جهةٍ أخرى أشارَ إلى الثّوابت العربيّة – الإسلاميّة التي أكّدَ عليها مقترح وقف الحرب وخصوصاً وقف مخطّط تهجير الفلسطينيين من القطاع واحتلاله والتأكيد على انسحاب إسرائيل منه. كذلكَ وقف ضمّ الضّفّة الغربيّة وتوحيدها مع قطاع غزّة وتكريس مسارٍ عادلٍ للسّلام على أساس حلّ الدّولتيْن.

بكلام آخر، يُمكن القول إنّ اتفاقاً بهذا الحجم لا يُشبه ما سبقه من اقتراحاتٍ لهدنة شاملة أو مؤقتة. هو مسارٌ واضحٌ لـ”اتفاقٍ كبير” لا يُمكنُ معارضته سيّاسيّاً، أكانَ من “حماس”، أو من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، بخاصّة أنّ ترامب ذكرَ أنّ الهدف ليسَ وقف الحرب بل إطلاق مسارٍ لسلامٍ واسع النّطاق في الشّرق الأوسط، وذكرَ أنّ الدّول العربيّة وتركيا وباكستان موافقة عليه.

العرب واليوم التّالي..

كانَ واضحاً في الاتفاقِ مدى اهتمام الدّول العربيّة، وتحديداً السّعوديّة ومصر وقطر والإمارات، على “سدّ ذرائع” نتنياهو لتهجير أهالي غزّة أو احتلالها تحت حجّة تفكيك حماس سيّاسيّاً وأمنيّاً وعسكريّاً. يذكرُ مصدر دبلوماسيّ عربيّ لـ”أساس” أنّ فريقاً مصريّاً يتواجدُ في غزّة منذ مدّة تحضيراً لمرحلة ما بعد الحرب. كما أنّ القاهرة تتولّى تدريب 5000 عنصر أمنيّ للانتشارِ في القطاع بالتعاون مع الدّول العربيّة لضبطِ الأمن في مرحلة ما بعد حماس والاحتلال الإسرائيليّ.

بدأت قصّة المُقترَح الأميركيّ مع صهر الرّئيس جاريد كوشنير الذي بقيَ خلفَ الكواليس منذ ما قبل انطلاقة الولاية الجديدة لترامب

كما أنّ أسماء أعضاء لجنة التكنوقراط الفلسطينيّة الذين سيشاركون في إدارة قطاع غزّة مع “السلطة الانتقالية الدوليّة في غزّة” بعد الحرب، سمّتهم السّلطة الفلسطينيّة في رامَ الله وساهمت الرّياض والقاهرة بتسويق الأسماء في واشنطن.

إلى ذلكَ سيُساهم العرب بشكلٍ واضحٍ وواسعٍ في إعادة إعمار القطاع ودعمهِ اقتصاديّاً بالتعاون مع تُركيا وإندونيسيا وباكستان. إذ إنّ هذه الدّول الإسلاميّة كانَ لها نصيبها هي الأخرى في المُشاركة في دعم وتنفيذ الاتفاق.

في المعلومات، أنّ قطر وتركيا ستتولّيان التّواصل مع حركة “حماس” للحصول على موافقتها على الاتفاق. في المُقابل ستستقبل إندونيسيا وتركيا وباكستان عناصرَ ومسؤولي “الحركة” الذين يرغبون في مغادرة القطاع، ولا يريدون تغيير نظرتهم لمُستقبل الصّراع والحلّ.

بن سلمان والسّيسي..

كثيرة هي الأسئلة التي تبادرَت إلى الذهن عن غياب وليّ العهد السّعوديّ الأمير محمّد بن سلمان والرّئيس المصريّ عبدالفتّاح السّيسي عن لقاء القادة العرب مع الرّئيس ترامب على هامش أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة في نيويورك.

حملَ هذا الغياب رسائل عدّة من الرّياض والقاهرة، ويُكرّسُ التّباين في الرّؤية حولَ الانفلاش الإسرائيليّ في المنطقة بين الرّياض والقاهرة من جهة، وواشنطن من جهةٍ أخرى. هي المرّة الثّالثة التي يقول فيها الرّئيس السّيسي “لا” لترامب، بالإضافةِ إلى وصفهِ إسرائيل بـ”العدوّ” الإسرائيليّ في القمّتَيْن العربيّة والإسلاميّة اللتين عُقِدَتا في الدّوحة قبل أسبوعَيْن.

ليْسَ صعباً التّوصُّل إلى الإجابة، إذ تكمُنُ في غيابِ الثّقة السّعوديّة – المصريّة بالجانب الأميركيّ، بخاصّة أنّ الحرب الإسرائيليّة مستمرّة على قطاع غزّة بعد أكثر من 9 أشهر على تولّي ترامب القيادة في البيت الأبيض. يُضافُ إلى ذلكَ الاعتداء الإسرائيليّ على العاصمة القطريّة الدّوحة.

كان لغياب بن سلمان والسّيسي الأثر الفاعل في تغيير لهجة الرّئيس الأميركيّ حيال غزّة

مسار الدّولة الفلسطينيّة: الرّياض – القاهرة

كان لغياب بن سلمان والسّيسي الأثر الفاعل في تغيير لهجة الرّئيس الأميركيّ حيال غزّة. إذ قدّمَ ترامب إلى القادة العرب الذين التقاهم في نيويورك خطّةً من 21 نقطة تتضمّن للمرّة الأولى إشارات واضحة وصريحة إلى مسارٍ لإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، تحتَ مُسمّى “إمكانية قيام دولة فلسطينية”، ووقفٍ نهائيٍّ ودائمٍ للحرب. وسبقَ ذلكَ موقفٌ مُفاجئٌ للرّئيس الأميركيّ الذي أعلنَ أنّه “لن يسمحَ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو بضمّ الضّفّة الغربيّة”.

ترامب

كانَ لافتاً أيضاً أنّ ترامب دعا نتنياهو أثناء لقائهما في البيت الأبيضِ مساءَ الإثنين إلى الاتّصال برئيس الوزراء القطريّ الشّيخ محمّد بن عبدالرّحمن للاعتذار عن خرق سيادة قطر والتعهّد بعدم تكرار هجومِ الدّوحة مُجدّداً.

هذه المُتغيّرات هي نِتاج 3 مسارات:

1- مسار سعوديّ – مصريّ لمنعِ التهجير القسريّ لأهالي غزّة، ولنسفِ خطط نتنياهو لاحتلال القطاع. يُضاف إلى ذلكَ الاستحصال على موقفٍ واضحٍ من ترامب ضدّ ضمّ الضّفّة.

2- مسار دبلوماسيّ عربيّ قادتهُ السّعوديّة قبل وأثناء انعقاد الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة لحشدِ الاعترافات والتأييد للدّولة الفلسطينيّة.

3- مسار دبلوماسيّ قطريّ بقيَ بعيداً عن الأضواء في عاصمة القرار لنيل تعهّدٍ وضمانات واضحة من واشنطن لعدم تكرار الهجوم الإسرائيليّ على قطر أو أيّ دولةٍ من دول مجلس التّعاون الخليجيّ. آخر فصول هذا المسار كانَ زيارة وفدٍ قطريٍّ رفيع للبيت الأبيض بعيداً عن الإعلام قبل ساعات قليلة من دخول نتنياهو إلى المقرّ الرّئاسيّ الأميركيّ.

بحسبِ معلومات “أساس” من مصدر دبلوماسيّ عربيّ، فإنّ الرّياض والقاهرة والدّوحة، بدعمٍ من دولٍ غربيّة مثل فرنسا وبريطانيا، اشترطَت على الولايات المُتّحدة أن تتضمّنَ أيّ خطّة لوقفِ الحرب إعلاناً صّريحاً لمسارٍ يؤدّي إلى دولة فلسطينيّة ووقف الحرب والانسحاب وسحبِ فكرة تهجير سكّان غزّة وضمّ الضفّة في مُقابل دعمِ الخطّة والمُشاركة في تنفيذها بما يضمنُ نجاحها.

في المعلومات، أنّ قطر وتركيا ستتولّيان التّواصل مع حركة “حماس” للحصول على موافقتها على الاتفاق

أدرَكَ العربُ أهميّة وقف الحرب في غزّة بالنّسبة لإدارة الرّئيس ترامب التي لم تُسجّل علامةً فارقةً في السّياسة الخارجيّة، خصوصاً في وقفِ الحروب الذي تعهّد به الرّئيس الأميركيّ في حملتهِ الانتخابيّة، وذلكَ على مشارفِ انتهاء السّنة الأولى من انتخابه. ومن هنا نالت الدّول العربيّة ما تريد وما يضمن حقوق الشّعب الفلسطينيّ.

قصّة المُقترَح..

بدأت قصّة المُقترَح الأميركيّ مع صهر الرّئيس جاريد كوشنير الذي بقيَ خلفَ الكواليس منذ ما قبل انطلاقة الولاية الجديدة لترامب، وذلكَ على عكس الولاية الأولى بين 2016 و2020. ينبعُ اهتمام كوشنير بملفّ غزّة من رؤيتهِ كرجلِ أعمالٍ، وهو كانَ خلف فكرة أن يتولّى المُطوّر العقاريّ ستيفن ويتكوف مُقترحات “تبادل الأسرى في غزّة”.

شاركَ كوشنير مع رئيس الوزراء البريطانيّ الأسبق توني بلير في صياغة المُقترَح الأخير الذي أبدى الرّئيس الأميركيّ تفاؤلهُ بأن يؤدّي إلى وقف الحرب. لكنّ هذا المسار كانَ نتاجَ دراساتٍ قامَ بها توني بلير وفريق عمله مع كوشنير لكلّ المُقترحات السّابقة التي قدّمها ويتكوف من أجل صياغة مُقترحٍ من “النّقاط المُشتركة” يكونُ نهائيّاً ويؤدّي إلى وقفِ الحرب.

يذكرُ مصدر دبلوماسيّ غربيّ لـ”أساس” أنّ كوشنير وبلير عملا منذ شهر حزيران الماضي على صياغة المُقترَح، ثمّ عرضاه على الرّئيس الأميركيّ في اجتماعٍ عُقِدَ في البيت الأبيض وضمّ إلى جانب ترامب وبلير وكوشنير وزير الخارجيّة ماركو روبيو وستيفن ويتكوف وأعضاء من فريق ترامب للأمن القوميّ.

 ترامب ذكرَ أنّ الهدف ليسَ وقف الحرب بل إطلاق مسارٍ لسلامٍ واسع النّطاق في الشّرق الأوسط

لم يلحظ المُقترَح في بداية الأمر أيّ إشارة إلى إقامة الدّولة الفلسطينيّة أو تسليمِ إدارة القطاع للسّلطة الفلسطينيّة. لكنّه اصطدَمَ لاحقاً بموقفِ الرّياض والقاهرة اللتين أصرّتا على أنّ دعمَ المُقترَح لن يكون من دون تلبية الشّروط العربيّة. هذا ما دفع كوشنير وبلير إلى تحديد مهلة مهمّة “الهيئة” (غيتا GETA، أي “السلطة الانتقالية الدوليّة في غزّة”)، التي ستُسلّم لاحقاً إدارة غزّة إلى السّلطة الفلسطينيّة بعد قيامها بإصلاحات. تؤكّد المعلومات أنّ الدّول العربيّة أكّدت أنّها ستتعاون مع رام الله لإنهاء الاصلاحات المطلوبة في أسرعِ وقتٍ ممكن.

كانَت شروط الدّول العربيّة تنطبقُ أيضاً على مشاركتها في أيّ قوّاتٍ لضبطِ أمن غزّة خلال مهلةٍ مُحدّدة تُسلّم بعدها مهمّة أمن القطاع لقوّات فلسطينيّة رسميّة يُساهم العرب في تمويلها وتدريبها وتجهيزها.

توني “بريمر”؟

تُؤكّد المصادر أيضاً أنّه طوال الأشهر الماضية لم ينقطع توني بلير عن زيارة تل أبيب لبلورة الخطّة. يكشفُ مصدر دبلوماسيّ عربيّ لـ”أساس” أنّ الدّور المطروح لتوني بلير في غزّة يُشبه تماماً الدّور الذي تولّاه الحاكم المدنيّ للعراق بعد إسقاط جورج بوش الابن وتوني بلير لنظام صدّام حسين عام 2003. الهيئة التي سيرأسها بلير ستحكُمُ القطاعَ وتُشرف على إعادة الإعمار لمدّة تراوح بين 3 إلى 7 سنواتٍ، بالتنسيق مع حكومة تكنوقراط من الشّخصيات الفلسطينيّة. وستُشرف السّلطة الفلسطينيّة خلال هذه المُدّة على تنفيذ “إصلاحات” إلى حين قدرتها على تولّي زمام الأمور في القطاع.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب لقائه نتنياهو الإثنين أنّه سيرأس لجنة إدارة غزّة، لكنّ من سيدير الهيئة فعلياً هو توني بلير. لكنّ اختيار ترامب لرئاسة اللجنة جاء بعد تحفّظات عربيّة على رئاسة بلير نظراً لدوره في العراق عام 2003، ولأنّه شخصيّة غير محبّذة عند الرّأي العامّ العربيّ.

كان المُقترح الذي أعلنَ عنه الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب لوقف الحرب في غزّة، نِتاج حراكٍ سيّاسيّ دوليّ – إقليميّ واسع

يشير المصدر إلى أنّ ترامب اقترحَ على القادة العرب تولّي قوّة إقليميّة أمن القطاع إلى حين جهوزيّة قوّات الأمن الفلسطينيّ الرّسميّة لذلكَ. وتشمل الدّول المُقترَحة: جمهوريّة مصر العربيّة، المملكة الأردنيّة الهاشميّة، المملكة العربيّة السّعوديّة، دولة الإمارات العربيّة المُتّحدة، وبشكلٍ أقلّ قوّاتٍ من دولة قطر. وستكون هذه القوّات تحتَ مُسمّى “قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار الفوري في غزة”.

تبدو خطّة ترامب – بلير – كوشنير طموحة، لكنّها قد تصطدم بالموقف الدّاخليّ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو الذي كرّرَ عقبَ لقائه ترامب رفضهِ إقامة دولة فلسطينيّة أو حتّى التعهّد بمسار للوصول إلى ذلك. كما أنّ حليفيْه في الائتلاف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يرفضان الانسحاب من غزّة وشنّا هجوماً إعلاميّاً على نتنياهو بسبب اعتذاره عن ضرب الدّوحة. يأتي في الوقت عينه تُظهر الخطّة أنّ ترامب ذكر للمرّة الأولى الدّولة الفلسطينيّة على الرّغم من عدم تطرّقه يوماً إلى “حلّ الدّولتَيْن”، وهذا يُشكّل نقطة تحوّل في موقف الرّئيس الأميركيّ.

إقرأ أيضاً: السّعوديّة– باكستان– إيران: بن سلمان يعيد رسم موازين قوى المنطقة

إلى ذلكَ توجد عقدة “حماس” وسلاحها. إذ لم تُعلن “الحركة” صراحةً استعدادها للتخلّي عن السّلاح. لكنّ الدّوحة وأنقرة تعملان على تغيير موقفها، وقد تقبل الحركة بالتّخلّي عن السّلاح مُقابل سلامة أفرادها ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل الكامل من غزّة ووقف ضمّ الضّفّة. ولا تزال أطراف وازنة في الحركة مُتشدّدة حيال حكم الحركة لغزّة، خصوصاً أنّ تسليم السّلاح وإقصاءها عن حكم غزّة بشكلٍ علنيٍّ سيُشكّلان خسارة سياسيّة كبيرة لها لا يمكن تعويضها.

 

لمتابعة الكاتب على X:

@IbrahimRihan2

مواضيع ذات صلة

هل يَطرح “الثّنائيّ الشّيعيّ” الثّقة بحكومة نوّاف سلام؟

مُجدّداً، رُميت الكرة في ملعب الرئيس نبيه برّي في ما يخصّ التعديلات على قانون الانتخاب. تسوية أو مواجهة قاسية تهدّد بتطيير الانتخابات؟ وفق معلومات تسرّبت…

اجتماع “الميكانيزم” الـ13: خرائط مخازن السلاح المخفيّة

تعقد لجنة “الميكانيزم” اجتماعها الثالث عشر اليوم الأربعاء في الناقورة، من دون حضور المستشارة مورغان أورتاغوس، وسط تصعيد إسرائيليّ ملحوظ وخطير في وتيرة الاعتداءات والاغتيالات وتفجير…

المواجهة الإيرانيّة – الإسرائيليّة الثّانية… على الأبواب؟

لا يُمكن فصل ما يجري على السّاحتَيْن العراقيّة واللبنانيّة وانكفاء الحوثيّين، عمّا يُحضَّرُ في الكواليس بشأن إيران. لا يمكن فهم تصلّبِ موقف “الحزبِ” في لبنان…

ستون يوماً: الإصلاحات أو العقوبات

ليس الغزل العلني سوى دبلوماسية معهودة، وقليل مما تبقى من أمل بأن يقوم لبنان في الشهرين المقبلين بما كان يفترض أن يقوم به أو يبدأ…