كيف تردّ “كلّنا إرادة” على اتّهامها بأنّها “تقود” حكومة نوّاف سلام في الظلّ؟ ماذا عن ترخيصها كجمعية تعنى بالشأن الاجتماعي، وهي تعمل كجماعة ضغط سياسية؟ هل هي حزب سياسي أم تنوي التحوّل إلى حزب سياسي؟ ولماذا تخوض حرباً ضدّ المصارف؟ ماذا عن تمويلها من جانب الميلياردير الأميركي اليهودي جورج سوروس كمت نقلت تقارير عربية؟
في محاولة للإجابة على هذه التساؤلات يقول رئيس مجلس إدارتها التنفيذي السابق ألبير كوستانيان لـ”أساس” إنّ “كلّنا إرادة” تسعى إلى إصلاح لبنان، وهي مكوّنة من لبنانيين، وتتلقّى تمويلاً زهيداً من لبنانيين ولا تمويل لها أجنبياً أو خارجياً. جمعية “كلّنا إرادة” لم تقدّم تصريحها المالي لأنّ المهل معلّقة”. ويلفت إلى أنّ لديها عدّة أذرع قانونية، وهناك مؤسّسة إنكليزية اسمها (will) تأسّست سنة 2016، وشركة مدنية NGO.
أمّا بشأن ترخيصها كجمعية غير سياسية، فيكتفي بالإشارة إلى أنّه لم يطّلع على نصّ العلم والخبر الخاصّ بالجمعية.
يتحدّث عن العلاقة مع الحكومة الحالية فيشير إلى أنّ “حكومة نوّاف سلام أقرب إلينا اجتماعياً وسياسياً، وأدبيّاتها أقرب إلى أدبيّاتنا من دون أن يعني أنّنا بخدمة هذه الحكومة”، مؤكّداً أنّ الوزيرين عامر البساط وحنين السيّد استقالا من “كلّنا إرادة” بسبب موقعهما الحالي. “ونحن ندعم الحكومة ونتابعها كما نفعل مع أيّ حكومة”.
في المقابل ينفي الكلام عن حصّة كبيرة للجمعية في الحكومة، ويسأل: “إذا كان سبق لغسّان سلامة أن وقّع على بيان يخصّ “كلّنا إرادة”، فهل هذا يعني أنّه صار جزءاً من مكوّناتها؟ جبران باسيل وقّع أيضاً على بيان لـ”كلّنا إرادة” فهل أصبح منها؟ علاقة غسان سلامة بـ”كلّنا إرادة” صفر بل تحت الصفر، فهو انتقدها قبل نحو سنتين”.
يشير إلى أنّ “عامر البساط وحنين السيّد هما وحدهما من “كلّنا إرادة” في الحكومة. وهناك تواصل مع الرئيس نوّاف سلام، وهو صديق للجمعية، وصديق الفكرة. وصديقي الشخصي، وصديق العديد من أعضاء المجموعة”.
يعود إلى انتخابات عام 2022 ليشير كوستانيان إلى “انخراط “كلّنا إرادة” و”نحو الوطن” في الاستحقاق، ثمّ اندمجت المجموعتان، باستثناء عضوين من أصل 15
انتخابات 2022
يعود إلى انتخابات عام 2022 ليشير كوستانيان إلى “انخراط “كلّنا إرادة” و”نحو الوطن” في الاستحقاق، ثمّ اندمجت المجموعتان، باستثناء عضوين من أصل 15 عضواً من “نحو الوطن” فضّلا الانشقاق. في الأساس، “نحو الوطن” هي انشقاق من “كلّنا إرادة”، لأنّ الأخيرة لم تكن تريد المشاركة في الانتخابات، فيما “نحو الوطن” لم تكن تحبّذ التحالف مع الأحزاب”، مؤكّداً أنّ “كلّنا إرادة” لم تشكّل لوائح، بل دعمت لوائح. والتمويل جاء في المرحلة الأخيرة وقبل أيّام من موعد الاستحقاق”.
العلاقة مع “الحزب”
أمّا في ما خصّ العلاقة مع “الحزب” فيؤكّد أنّه حين كان رئيساً لـ”كلّنا إرادة” لم يحصل أيّ اجتماع مع “الحزب”. ويقول كوستانيان: “قبل رئاستي للجمعية، كانت أقلّ تسييساً. كانت تركّز على المسألة اللبنانية والإصلاح وعلى مؤتمر “سيدر” الذي شاركتْ فيه. وكانت الجمعية الوحيدة غير الحكومية التي شاركت في المؤتمر، وكان موقف “كلّنا إرادة” يقضي بعدم تقديم المال للمنظومة الفاسدة، بل ينبغي أن يكون التمويل على الإصلاح، وأن تكون المساعدات مشروطة”.
يشير إلى أنّ “ثورة تشرين هي التي سيّست “كلّنا إرادة”. هي ليست حزباً، بل مجموعة ضغط لإصلاح لبنان كانت تعمل مع المنظومة من أجل تحقيق هذا الهدف، أي تعمل مع النواب والوزراء والحكومة. ولكن حين قامت الثورة، شعرت المجموعة أنّه بات هناك بديل عن المنظومة القائمة، فقرّرت دعم المجموعات الناشئة والتغييريّين. عندما اتّصل بي مجلس إدارة “كلّنا إرادة”، قلت لهم أنا معارض لـ”الحزب” منذ 20 سنة”.
ويوضح أنّ “كلّنا إرادة” كانت تشتغل أكثر على السياسة العامّة، وبمجيئي وُضعت المواضيع السيادية على الطاولة”.
أمّا بشأن التأثير على الحكومة وسياساتها النقدية، فيرى كوستانيان أنّ “تأثير المجموعة يعود إلى طبيعة مكوّناتها القادرين على التأثير في الرأي العامّ، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. أعضاء مجلس الإدارة هم من النخب الاقتصادية، ولديهم وصول إلى صندوق النقد، ويتحدّثون مع البنك الدولي. وعندما يأتي وفد من صندوق النقد إلى لبنان، هم أوّل من يلتقون بهم لمصداقية مؤسّساتهم، خصوصاً أنّهم كانوا من أوائل من حذّروا من الأزمة. هم متموّلون كبار وأصحاب مؤسّسات ببلاد الاغتراب، وأصحاب نفوذ كبير، وقادرون على أن يكونوا مؤثّرين بالسياسة. وهم من كلّ الطوائف، سنّة ودروز وشيعة ومسيحيون. ولا يوجد أيّ شبهة مالية على أحد منهم”.
“ثورة تشرين هي التي سيّست “كلّنا إرادة”. هي ليست حزباً، بل مجموعة ضغط لإصلاح لبنان كانت تعمل مع المنظومة من أجل تحقيق هذا الهدف
الحاكميّة والمصارف
في القطاع المصرفي، والسياسات النقدية، وتحديداً حاكمية مصرف لبنان، يلفت إلى أنّ كميل أبو سليمان كان “قريباً من “نحو الوطن” اجتماعياً، وهو صديق، ويتماهى نوعاً ما مع جزء كبير من سياستنا”.
يضيف كوستانيان: “نحن ضدّ المصارف، لكنّ المصارف أيضاً ضدّ نفسها، وتريد إقناع الناس أن لا دخل لها بما حدث للودائع. وزير المال ياسين جابر ملمّ بالاقتصاد لكنّه سياسي تابع لجهة ساهمت في تخريب الوضع الاقتصادي. الهندسات المالية هي الجريمة الكبرى. من منع الكابيتال كونترول هو الرئيس نبيه برّي وجمعية المصارف”.
بالنسبة لمصير الودائع يقول كوستانيان: “أنا طبعاً أطالب بردّها ولم أقُل إنّني مع إلغاء الودائع، وأؤيّد توزيع الخسائر. ننصف المجتمع بردّ أموال 98% من المودعين، وتحديداً الصغار منهم، لكن من لديه مليار دولار فلا بدّ من طريقة لردّها عبر المصارف، بعد جدولة وديعته على 20 سنة”.
إقرأ أيضاً: “كلّنا إرادة” و”الحزب”… حكاية لها وقائع (2/3)
ماذا عن استحقاق 2026؟ وهل تشكّل المجموعة لوائحها الخاصّة؟
يجيب كوستانيان: “أنا ضدّ التدخّل بالانتخابات. وقلت لمن يريد التدخّل: واجباتنا دعم الشباب والصبايا، وتوفير البيئة الحاضنة لهم. لكنّ التدخّل في الانتخابات فيه تعدٍّ على مفهوم الحزب السياسي، ونحن لا نملك الأدوات. نحن أصدقاء الرئيس نوّاف سلام، لكن لا زواج سياسيّاً بيننا”.
وإذ يذكر أنّه لم يحسم قراره بعد بشأن الترشّح في الانتخابات المقبلة، يقول “نحن لا نتبنّى مسألة حقوق المثليّين في “كلّنا إرادة”. بل نتبنّى أجندة حقوق الإنسان. لكنّ هناك معارضة أساسية لمسألة النازحين السوريين. أنا أعارض كلّ سياسة سوريا في لبنان مثلما أعارض “الحزب”.
لمتابعة الكاتب على X: