الرياض
الحلم هي أكثر كلمة تكرّرت على لسان نجوم وضيوف وصل عددهم إلى 1,100 شخصية عربية وعالمية، في حفل “جوائز صنّاع الترفيه – Joy Awards 2025” الذي أقيم أمس في الرياض ضمن فعّاليات موسم الرياض.
ليلة أقلّ ما يُقال عنها أنّها ساحرة. بدءاً من السجّادة الخزاميّة الفريدة بزهورها وديكوراتها الفخمة ومراياها وإضاءاتها، وصولاً إلى اللوحات الغنائية والراقصة والكوميدية التي جمعت أقطاب الغناء في مشهدية بصريّة ملوّنة مبهرة وحالمة، وبمعاييرها لمنح الجوائز المستحقّة لمبدعين فريدين.
أن يجتمع المطرب العالمي مايكل بوبليه الذي كان يحلم العرب بالوقوف إلى جنبه أو حضور حفلة له في بلادهم، كما قالت الممثّلة اللبنانية ستيفاني عطالله لـ “أساس”، بالمطرب اللبناني وائل كفوري على خشبة واحدة وأغنية واحدة… فهذا تلاقي حضارات عربية وغربية حقيقي نراه بأمّ العين. في واحد من أهمّ المهرجانات اليوم في العالم، خصوصاً حين وصف بوبليه كفوري بأنّه “أسطوريّ”.
هذه “الأسطوريّة” وردت على ألسنة النجوم الحاضرين الذين شبّهوا هذا الحفل، السعودي الهويّة والصناعة والنكهة، بحفل توزيع جوائز الأوسكار، كما قالت المخرجة السورية رشا شربتجي والممثّل السعودي حسن عسيري لـ “أساس”.
لكنّ الأكثر إبهاراً كان دويتو جمع رمزين من رموز الغناء في القرن الحالي في العالمين العربي والغربي، هما السعودي محمد عبده والإيطالي أندريا بوتشيلي.
أمّا مفاجأة السهرة فكانت مع رامز جلال الذي ظهر على المسرح متنكّراً لتقديم جائزة أفضل شخصية فنّية موسيقية، وقد ارتدى زيّ مغنٍّ من الهند، وقدّم أغنية هندية على نحو جعل الجمهور يصدّقه فعلاً، لكن ما إن انتهى نزع الذقن والشعر الشائب المستعار كاشفاً عن وجهه، فأحدث ضجّة بين الحضور الذي صفّق له بحرارة.
مكرَّمون أجانب وعرب… “مدى الحياة”
شهد الحفل، الذي قدّمه الثلاثي وسام بريدي وعزّة سليمان وياسمينا زيتون، تكريم عدد من الشخصيات في مجالات السينما والدراما والموسيقى والرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على منح جوائز صُنّاع الترفيه الفخرية لشخصيات سعودية وعربية وعالمية، تقديراً لإسهاماتهم في عالم الترفيه.
تسلّم النجم الأميركي مورغان فريمان جائزة “الإنجاز مدى الحياة”، من النجم الإنكليزي أنتوني هوبكنز الذي كان نجم الرياض هذا الموسم، خصوصاً مع حفله التاريخي الموسيقي في المملكة ليلة الخميس-الجمعة. وقد حمل رسائل سلام ومحبّة وإبداع وكشف عن موهبة موسيقية فذّة لم نكن نعرفها عنه.
أمّا الفنّان السعودي ناصر القصبي فسلّم التكريم الخاصّ بالفنّان السوري ياسر العظمة، الذي مُنح جائزة “الإنجاز مدى الحياة” أيضاً. فيما قدّم الفنّان كريم عبدالعزيز تكريم والده المخرج محمد عبدالعزيز بجائزة “صُنّاع الترفيه الفخرية”. وأبدى اعتزازه بذلك التكريم، معتبراً إيّاه “جائزة للفنّ المصري كلّه” ولمسيرته الفنّية التي امتدّت لعقود طويلة وأثمرت عن عشرات الأفلام والمسلسلات.
السّعوديّة وإيطاليا وأميركا ولبنان والهند
منحت إدارة “جوي أووردز” جائزة “صنّاع الترفيه الماسيّة” للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن، تقديراً لمسيرته الإبداعية وإرثه الفنّي الطويل. وكان رحل عن عالمنا العام الماضي، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 75 عاماً.
في أوّل ظهور له بعد أزمته الصحّية الأخيرة، صعد المطرب عبدالله الرويشد إلى المسرح متّكئاً على عكّاز، بمساندة الفنّان محمد عبده وآخرين، وتسلّم جائزة “الإنجاز مدى الحياة”، وسلّمها له المستشار تركي آل الشيخ الذي تمنّى له السلامة والعافية، والعودة إلى جمهوره في القريب العاجل.
إلى ذلك حصل المخرج السعودي عبدالله المحيسن على جائزة “الإنجاز مدى الحياة”، تقديراً لإسهاماته الفنّية الممتدّة منذ عقود. وللمناسبة استعاد ذكرياته مع عالم الفنّ، والصعوبات التي واجهها، بداية من صعوبة إقناع الأهل بدخول هذا المجال، لافتاً إلى أنّ مسيرته تجاوزت 5 عقود.
شهد الحفل تكريم عدد من النجوم، منهم المطرب الإيطالي أندريا بوتشيلي، الذي حصل على جائزة “الإنجاز مدى الحياة”، والمخرج الكوريّ جي كي يون، والموسيقار هانز زيمر. فيما حصل الثلاثي مصمّم الأزياء زهير مراد، والمخرج جاي ريتشي، والنجم الهندي هريثيك روشان، على جائزة “صنّاع الترفيه الفخرية”. أمّا الفنان الأميركي ماثيو ماكونهي فمُنحت له جائزة شخصيّة العام.
حضور سوريّ لافت
شهد الحفل تألّقاً سوريّاً مميّزاً للمرّة الأولى في هذه الدورة من حفل “جوي أووردز”، على صعيد الجوائز والتكريمات والحضور.
كان البدء مع الممثّل السوري سامر إسماعيل الذي استشهد في كلمته على المسرح بعد فوزه بجائزة أفضل ممثّل عن مسلسل “ولاد بديعة” بكلمات للكاتب والروائي السوري الراحل خالد خليفة: “أفكّر لو أنّ الوطن كمشة تراب نضعها في جيوبنا، ونبذرها أينما حللنا، دون جلّادين وسجون وحرامية ومرتزقة وقتلة… لو أنّ الوطن أشجار سائلة نحملها معنا في زجاجات ونغرسها أينما نريد”.
تمنّى إسماعيل لو أنّ خليفة كان حاضراً في سوريا بعد الأحداث الأخيرة وسقوط نظام الأسد، مضيفاً: “كان هدفنا أن نحمل بلدنا معنا أينما كنّا. سوريا حرّة، ونحن مشتاقون لأن نفرح معاً في سوريا بحضور الجميع”.
كان تنافس سامر إسماعيل على الجائزة مع مواطنَيه معتصم النهار عن مسلسل “لعبة الحب” وأيمن زيدان عن مسلسل “العميل”.
حصدت المخرجة رشا شربتجي جائزة أفضل مخرجة في الدراما التلفزيونية عن مسلسل “ولاد بديعة”. وتنافست على الجائزة مع كلّ من أحمد خالد موسى مخرج “العتاولة”، وعلي العليّ مخرج “زوجة واحدة لا تكفي”، ومحمد سامي مخرج “نعمة الأفوكاتو”. وأهدت شربتجي الجائزة لسوريا قائلة: “أهدي هذه الجائزة لبلدي سوريا الحرّة، ولشعب سوريا الحرّ، ولكلّ من صوّت ودعم فوزي”. وطبعاً كان الكاتب والممثّل ياسر العظمة نجم التكريم السوري، وقال في كلمته: “سوريا علّمتني أنّ الكلمة الصادقة والموقف النبيل والنقد البنّاء هي أساس كلّ إبداع. ومن هنا انطلقت معي فكرة المرايا، التي تلخّص كلّ شيء أريده وأريد أن يفهمه المواطن العربي”.
تمّ أيضاً هذا العام استحداث 3 جوائز جديدة لفئة أفضل مسلسل، وجاءت النتائج كالتالي: أفضل مسلسل مصري: “نعمة الأفوكاتو”، وأفضل مسلسل خليجي: “شباب البومب 18″، وأفضل مسلسل مشرقيّ مفضل: “بيت الروابي”. وعن فئة الإخراج السينمائي، حصل المخرج طارق العريان على جائزة أفضل مخرج سينمائي عن فيلمه “ولاد رزق: القاضية”.
حصلت الفنّانة الكويتية هدى حسين على جائزة الممثّلة المفضلة عن دورها في مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”، وأبدت سعادتها بذلك التكريم، موجّهة الشكر إلى رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، بقولها: “ما قصّرت كونك داعم لنا كفنّانين، لولاك ما كان ظهر هذا المهرجان”، فيما وصفت السعودية بـ”مملكة الأحلام”.
أمّا الممثلة السعودية العنود عبدالحكيم ففازت بجائزة الوجه الجديد المُفضل، عن دورها في مسلسل “بيت العنكبوت”، ودخلت في نوبة بكاء وحالة تأثّر شديدة، بعد تسلّمها التكريم، موضحة أنّها حقّقت حلمها، إذ كانت تطمح للحصول على تلك الجائزة منذ فترة طويلة، وأهدتها إلى أسرتها لأنّها الداعم الأوّل لها.
جوائز الأفلام السّينمائيّة
فاز فيلم “ولاد رزق 3” بجائزة الفيلم المفضل، وتسلّمها المخرج طارق العريان والمنتج موسى عيسى والسيناريست صلاح الجهيني الذي أكّد أنّ هذا المشروع خرج إلى النور في ظروف صعبة، إلا أنّه تجاوز تلك المحن بدعم أسرته وزوجته.
هذا وحصل طارق العريان على جائزة المخرج المفضل في فئة الأفلام عن “ولاد رزق 3″، وأهدى الجائزة إلى والده المنتج الراحل رياض العريان، مؤكّداً أنّه كان الداعم الأكبر في حياته، وأوّل من مهّد له الطريق لدخول عالم الإخراج.
بدورها نالت هنا الزاهد جائزة الممثّلة المفضلة في فئة الأفلام، عن دورها في فيلم “فاصل من اللحظات اللذيذة” الذي حقّق نجاحاً كبيراً الصيف الماضي، وحقّق أعلى الإيرادات في شبّاك التذاكر السعودي. أمّا هشام كماجد ففاز بجائزة الممثّل المفضل عن دوره في فيلم “X مراتي”.
أصالة أفضل مطربة
أمّا عن فئة الموسيقى ففازت أصالة بجائزة المطربة المفضلة في النسخة الخامسة من حفل جوائز صُنّاع الترفيه، وأكّدت أصالة بعيد فوزها لـ “أساس” أنّها “ستعود إلى بلدها المحرّر من نظام الأسد في عيد الفطر لتحيي حفلة ضخمة هناك”.
من جهته فاز الفنّان السعودي عايض بجائزة المطرب المفضل للمرّة الثانية على التوالي. أمّا الفنان السعودي راكان آل ساعد فحصل على جائزة الوجه الجديد المفضل. وذهبت جائزة الأغنية الأكثر رواجاً مناصفة بين الفنانة المصرية أنغام عن أغنية “هو إنت مين” والفنان المصري تامر عاشور عن “هيجي لي موجوع”. وسلّمتها لهما الفنّانة المصرية يسرا. فيما ذهبت جائزة الأغنية المفضلة إلى الفنّان العراقي ماجد المهندس عن أغنية “الجوّ”.
إقرأ أيضاً: “حالة عشق”: غزة بعينيّ أبو ستّة
لمتابعة الكاتب على X: