تُطرح في الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية وفي مراكز الدراسات والأبحاث أسئلة عديدة عن مستقبل الحزب ودوره في المرحلة المقبلة في لبنان وعلى صعيد المنطقة كلّها وعلاقته بإيران، وعن مستقبل الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة... وثمة دعواتٌ لإعادة النظر في كلّ ما جرى.
على الرغم من أنّ من السابق لأوانه طرح السيناريوهات المحتملة لدور الحزب ومستقبل الطائفة الشيعية قبل نهاية المعركة العسكرية مع العدوّ الصهيوني، تدور حالياً في أوساط الحزب والبيئة القريبة منه نقاشات وحوارات عديدة بعيدة عن الإعلام تدعو كلّها إلى مراجعة كلّ ما جرى وتقويمه بهدوء بعد انتهاء المعركة العسكرية من أجل تحديد الرؤية المستقبلية.
تدور حالياً في أوساط الحزب والبيئة القريبة منه نقاشات وحوارات عديدة تدعو إلى مراجعة كلّ ما جرى وتقويمه بهدوء بعد انتهاء المعركة العسكرية من أجل تحديد الرؤية المستقبلية
لكن بانتظار ذلك تؤكّد المصادر المطّلعة على أجواء الحزب اليوم أنّه على الرغم من كلّ ما تعرّض له وما يتعرّض له اليوم من ضربات قاسية لا تزال البنية التنظيمية متماسكة، وكذلك البنية العسكرية والأمنيّة، وأنّ المعارك في جنوب لبنان تؤكّد ذلك. أمّا على صعيد القيادة السياسية التي تتولّاها شورى القرار مجتمعة، فهي تحافظ على السيطرة وإدارة المعركة وستظلّ تعتمد القيادة الجماعية لحين انتهاء المعركة.
كيف ومن يدير الحزب؟
حاليّاً تتوزّع المهامّ بين إدارة المعركة العسكرية والاهتمام بالشأن السياسي بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، في حين تتابع بقيّة الوحدات المهامّ الإعلامية والاجتماعية والتربوية والصحّية في كلّ المناطق.
تؤكّد هذه المصادر أنّ الحزب لا يزال قادراً على إدارة شؤونه المختلفة على الرغم من كلّ ما تعرّض له، وهناك تنسيق مستمرّ مع القيادة الإيرانية وقوى محور المقاومة.
تؤكّد هذه المصادر أنّ الحزب لا يزال قادراً على إدارة شؤونه المختلفة على الرغم من كلّ ما تعرّض له، وهناك تنسيق مستمرّ مع القيادة الإيرانية
تفضّل الأوساط القريبة من الحزب وبيئة المقاومة الابتعاد عن أيّة نقاشات سجاليّة أو الحديث عن نهاية دور الطائفة الشيعية، أو ما يطرح من سيناريوهات حول تهجير الشيعة من لبنان إلى العراق وإيران. وتؤكّد أنّ وجود المسلمين الشيعة في لبنان هو وجود تاريخي، والطائفة الشيعية موجودة منذ ألف وأربعمئة سنة في جبل عامل والبقاع وبقيّة المناطق اللبنانية، ولها دور تاريخي في تأسيس الكيان اللبناني وتطوّره ولن ينال أحد من دورها التأسيسيّ والميثاقيّ.
أمّا على الصعيد العسكري والأمنيّ وما يطرح من مشاريع وطروحات حول الجنوب فكلّ ذلك يترك لما بعد وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على لبنان، سواء على صعيد تطبيق القرار 1701 أو غير ذلك.
تدعو هذه الأوساط إلى عدم استعجال نتائج المعركة العسكرية وانتظار التطوّرات المقبلة في لبنان والمنطقة.
إقرأ أيضاً: برّي بين نارين.. ونتنياهو مستمرّ بحربه