لا ينطق محمد باقر قاليباف على هواه، هو دائماً منذ أيامه الأولى مع نظام الملالي يخرج في زمن المحن والانتكاسات ليتجاوز كلّ الأعراف والقوانين وأخلاق الكلام ناطقاً بما يريد المرشد والحرس الثوري في النظام.
فعلها قاليباف عام 1999 عندما عينه المرشد علي خامنئي رئيساً لقوات الشرطة الإيرانية لمواجهة ثورة طلاب جامعة طهران، دخل قاليباف إلى اجتماع مجلس الأمن القومي في حينه، مهدداً متوعداً شاهراً عصاه. يقول هو نفسه عن ذلك: “حاربت بقوة في اجتماع مجلس الأمن القومي، وتحدثت بلهجة حادة للغاية، ولم أحترم أهمية الاجتماع، وقلت: “كل من يريد أن يأتي إلى حرم الجامعة الليلة، ويقوم بالاعتراض، سوف أسحقهم…”. ليوقع بعد ذلك مع 24 قائداً من الحرس الثوري على عريضة تهديد للرئيس محمد خاتمي تفيد بأنه إذا سُمح باستمرار الاحتجاجات فسوف يأخذون الأمور على عاتقهم”.
قاليباف المحبوب عند خالته والمقرب من زوجها المرشد علي خامنئي. لم يكذب علينا ولم يتلاعب بالحقائق والوقائع في لبنان
قاليباف وخالته والمرشد ثالثهما
ليس زلة لسان ما جاء على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف تجاه لبنان، إن في الحوار الصحفي، الذي أجراه مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أو بالتصريح الذي أطلقه بعد الحوار بيومين مع الفيغارو قال قاليباف: “إنّ إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا حول تطبيق القرار 1701″، فاستوجب تصريحاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استنكر فيها التعرض لسيادة لبنان من قبل قاليباف، فجاء بيان توضيحي إيراني ليغطي السماوات بالقباوات ليكرر قاليباف فعلته بعد يومين قائلاً: “أريد أن أقول لشعبنا العزيز اليوم، أنه بتوفيق الله تعالى، الركيزة الأساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي إيران وقائدها وشعبها”.
لقد بات قاليباف متخصصاً بالاساءة لسيادة لبنان وكرامة اللبنانيين وكل المسؤولين في السراي وعين التيتنة وما بقي من قيادات. لكن يبقى السؤال، هل أخطأ قاليباف وهل حقاً شرب الرئيس ميقاتي حليب السباع؟
قاليباف المحبوب عند خالته والمقرب من زوجها المرشد علي خامنئي. لم يكذب علينا ولم يتلاعب بالحقائق والوقائع في لبنان. قرار السلاح الموجود بيد حزب الله هو لإيران اعترفنا بذلك أم تجاهل بعضنا كل هذا التبيان. وقد أثبتت الوقائع الميدانية هذا الأمر للعيان. من يمتلك السلاح وقراره هو من يجب أن يتفاوض على سحبه من أيدي من وزعه عليهم من أجل حماية النظام في طهران. أما بشأن تصريحه الثاني، لطالما نظرت إيران إلى أنّ شعب لبنان يقتصر على أمة حزب الله كما يطلقون على جمهور الحزب، ومن بقي من أطراف، كما يضي، هم إما عميل أو خارج عن الدين وجب إلغاؤه وقمعه من أيّ بيان. هو تصنيف سابق لما عرّف في حينه في حرب 2006، بأشرف الناس”. ولذا، تحدث قاليباف وفقاً لقواعد زوج خالته المرشد تجاه لبنان.
قرار السلاح الموجود بيد حزب الله هو لإيران اعترفنا بذلك أم تجاهل بعضنا كل هذا التبيان
ماذا عن حليب السباع؟
أما عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتجرعه لحليب السباع، فقد أحسن فعلاً لحفظ ماء وجه السلطة بكافة رموزها في هذا الظرف الصعب المحمل بالكثير من المحرجات والمندرجات. لم ينطق فقط بلسانه، بل كانت الإشارة من “شيال الهموم” الرئيس بري الضابط لكل إيقاع.
قال الكبير كرم ملحم كرم: “علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت”، على ضوء ذلك لم يستفزني كلام قاليباف، بل لفتني أنّ الرجل المولود في مدينة مشهد منغمس حتى أذنيه بالفساد. هو نسخة مطابقة لكثير من رجالات السياسة في بلادنا. ينقل عنه تورطه في أزمات مصرفية عبر ثلاث بنوك منها “شهر” و “سرماية”. كما أنه متورط بتهريب المخدرات. قاليباف إيراني بمواصفات لبنانية ألا يحق له على ضوء ذلك التدخل في شؤون لبنان؟
إقرأ أيضاً: برّي وافق على عرض هوكستين.. ماذا عن نتنياهو؟
لمتابعة الكاتب على X: