78 مشروع لقاح لكورونا حول العالم: السرعة قبل الضوابط

مدة القراءة 4 د


أحصت مجلة “Nature” الأميركية 78 مشروعاً بحثياً حول العالم يسعى للعثور على لقاح مضادّ لفيروس كورونا المستجدّ، ضمن السباق العالمي لمواجهة هذا الوباء. ويبدو أنّ الدافع الأساسي هو وقف الأثر المدمّر له على المجتمع وعلى الاقتصاد، وليس فقط على صحّة المواطنين بشكل خاصّ. فلا تجد الحكومات مفرّاً من العثور على أيّ لقاح بأيّ ثمن، وبأقلّ حدّ من الضوابط. لأنّ إجراءات الحجر والعزل والإغلاق لا يمكن أن تستمرّ طويلاً.

هذا الفيروس المستجدّ يتميّز بقدرته على التخفّي والانتشار بطريقة مختلفة وسريعة، بل على التطوّر في سلالات مستجدّة كلّما زاد عدد الحاملين له

يتزامن هذا مع تفاقم عدد الإصابات والوفيات بالفيروس في الولايات المتحدة وبريطانيا على نحوٍ خاص، وتسابق المراكز العلمية في كلا البلدين للعثور على لقاح في أسرع وقت ممكن، مع تجاوز التحفّظات العلمية التقليدية في هذا المجال. إذ يحتاج المسار العلمي إلى وقت طويل نسبياً، قد يمتدّ إلى سنوات وربما أكثر. كما أنّه لم يُعثر في الماضي على لقاحات مضادّة لفيروسات معيّنة، ولم يشكّل ذلك عائقاً دون احتواء الوباء وتوقّي آثاره المدمرة. لكنّ هذا الفيروس المستجدّ يتميّز بقدرته على التخفّي والانتشار بطريقة مختلفة وسريعة، بل على التطوّر في سلالات مستجدّة كلّما زاد عدد الحاملين له.

العلماء باتوا يعرفون حجم الوباء وخطره، بانتظار مزيد من الأبحاث عن أصل منشئه وكيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان، ومن حامليه إلى الآخرين، والعوامل التي تزيد من خطورته في مناطق دون أخرى. وبحسب المقال المذكور، فالأثر الواسع للفيروس إنسانياً واقتصادياً، دفع إلى اعتماد الجيل الثاني من تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، من خلال أنماط جديدة لتسريع المسار. لذا بدأ تجريب أوّل لقاح مرشّح ضد وباء “كوفيد19″، على عيّنات بشرية عيادياً، منذ 16 آذار الماضي، في استعجال غير مسبوق. ومن بين 115 لقاحاً مرشحاً تحت الاختبار، ثمة 78 لقاحاً فاعلاً، و73 منها وصلت إلى مرحلة الاستكشاف أو المراحل ما قبل الاختبار العيادي. وأكثر اللقاحات تقدّماً حتى الآن، ووصلت حديثاً إلى التطوير العيادي، هي (mRNA-1273) من شركة (Moderna)، و(INO-4800) من شركة (Inovio)، و(LV-SMENP-DC) و(aAPC) من مؤسسة شنزهن الجينية المناعية الطبية. وثمة مطوّرون آخرون بصدد إجراء تجارب على البشر خلال العام.

وفي 16 الشهر الجاري، أعلنت شركة مودرنا عن تلقّي منحة من الوكالة الحكومية الأميركية (BARDA)  بقيمة 483 مليون دولار لتسريع العمل على اللقاح (mRNA-1273). كما أعلنت الشركة المذكورة عن خططها لتمويل 150 وظيفة إضافية لتعزيز جهود فرق العمل.

إقرأ أيضاً: شمس أيار تهزم الكورونا: الفيروس أقلّ عنفاً في بلادنا

في هذا الإطار، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أنّ فريق جامعة أوكسفورد سيبدأ تجربة اللقاح على البشر عيادياً اليوم الخميس، شارحاً أنّه في الأوقات العادية، يتطلّب الأمر سنوات قبل الوصول إلى هذه المرحلة، ومعلناً فخره لأنّ العمل على اللقاح قد تقدّم إلى هذه المرحلة. وأضاف هانكوك أنّ الحكومة خصّصت 20 مليون جنيه استرليني من أجل هذه التجارب العيادية، إلى جانب 22.5 مليون جنيه استرليني خصّصت لأبحاث اللقاح التي يتولاها المعهد الملكي في لندن. وأبدى استعداد حكومته للاستثمار لاحقاً في إنتاج أيّ لقاح يعبر التجارب بنجاح، حتى يكون بتصرّف الشعب البريطاني.

وأوضح هانكوك أنّ مسار العثور على اللقاح يتبع في العادة منهج “التجربة والخطأ”، لكنه أخبر العلماء الذين يُشرفون على هذه التجارب أن الحكومة ستدعمهم وتوفّر كل الموارد التي يحتاجونها.

الكرة الأرضية تنتظر بفارغ الصبر. ونحن كذلك.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…