لكنّنا نعرف اليوم أنّه ما إن غادر الرئيس المصري العاصمة التركية، حتى توجّه إبراهيم كالن رئيس جهاز الاستخبارات التركي إلى العاصمة الليبية. وتوجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة. ليعلن من هناك أنّ النظام العالمي فشل في منع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وأنّه حان وقت الاتّحاد وإظهار التضامن للدفاع عن شعوبنا وعن كرامتنا، وأنّ أولئك الذين يواصلون دعم نتنياهو هم متواطئون معه وسوف تتمّ محاسبتهم أيضاً.
سيكون الحراك التركي المصري مضاعفاً في الأسابيع المقبلة ليس فقط بهدف إنهاء مرحلة كان فيها الكثير من التصعيد والتشدّد في المواقف والبيانات التركية العربية، بل من أجل سدّ الفراغ الاستراتيجي في العلاقات الذي حاول البعض استغلاله على حسابهما في الإقليم.
لا أحد في تركيا يتوقّع أن تتخلّى القاهرة عن تقاربها وانفتاحها على اليونان وقبرص اليونانية في العقد الأخير. لكنّ الرهان هو على تفاهمات تركية مصرية بحريّة في شرق المتوسط تسرّع استخراج ونقل الغاز المصري إلى أوروبا. لا بدّ لوساطة تركية في إفريقيا أن تقابلها وساطة مصرية في ملفّات شرق المتوسط والأزمة القبرصية حتى لو لم تكن هذه الملفّات موضوع الساعة بعد.
التفاصيل في مقال الدكتور سمير صالحة اضغط هنا