هوكستين يهدّد: تطبيق “1701” أو الحرب..

مدة القراءة 5 د

هو الوجود الأكبر للولايات المتحدة الأميركية منذ زمن، في الجانب العسكري، وفي الدبلوماسية. موفد الرئيس جو بايدن آموس هوكستين في بيروت. منسّق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك في القاهرة. فيما يحطّ مدير الاستخبارات المركزية (CIA) ويليام بيرنز في قطر. وكان يفترض أن يجري وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة في المنطقة تشمل قطر ومصر وإسرائيل. لكنّه ألغاها أمس. في ما يبدو أنّه إشارة إلى تصعيدٍ آتٍ… في حين يصل وزير خارجية فرنسا إلى لبنان اليوم، في زيارة مفاجئة. في المقابل بلغت ترسانة واشنطن العسكرية قوّتها القصوى في منطقة الشرق الأوسط ومضيق هرمز. بين القوّة والدبلوماسية تلعب واشنطن دوراً جديداً: تهدّد لبنان… لتحميه من تصعيد إسرائيليّ مقبل عليه.

 

في حزيران الفائت وصل آموس هوكستين إلى بيروت حاملاً معه رسالة. حينها تضاربت المعلومات حولها. وحرصت المقرّات الرسمية التي زارها الموفد الأميركي على عدم إظهار “التهديد الإسرائيلي” الذي حمله معه.

بعد أقلّ من شهرين، صعّدت إسرائيل فدخلت طهرانَ وضاحيةَ بيروت الجنوبية، ووصلت إلى صيدا. يومها كانت الرسالة واضحة، وإن حاول المسؤولون اللبنانيون إخفاءها. يومها قال هوكستين: “مفاوضات واتفاق على تطبيق 1701 للوصول إلى أمن مستدام على الحدود.. أو تصعيد حتميّ مقبل”.

هو الوجود الأكبر للولايات المتحدة الأميركية منذ زمن، في الجانب العسكري، وفي الدبلوماسية. موفد الرئيس جو بايدن آموس هوكستين في بيروت

اليوم تبدو الرسالة أكثر خطورة وأكثر قسوة. وتبدو المقرّات الرسمية أيضاً حريصة على عدم إعلانها. قال هوكستين: “الحلّ الدبلوماسي الآن… وإلّا فإنّ التصعيد مقبل أكثر ممّا سبق. فإسرائيل تتحضّر للحرب، ولا يردعها سوى تطبيق القرار 1701”.

أميركا لن تتفرّج على الحرب

مصادر دبلوماسية غربية قالت لـ”أساس” إنّ الرسالة واضحة: “واشنطن تبذل جهودها لتصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإلى البدء بعده بمفاوضات للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل. لذلك التعويل كبير على جهود كلّ المبعوثين إلى المنطقة. أمّا في حال فشل التوصّل إلى اتفاق، فلن يكون البديل سوى التصعيد العسكري. وإسرائيل مستعدّة معنوياً وتقنيّاً وعسكريّاً. أمّا واشنطن فهي عند التصعيد لن تترك حليفتها وحيدة، ضدّ إيران تحديداً، أو ضد الحزب، وإن اختلف شكل التعاون الأمنيّ والعسكري بينهما بحسب طبيعة المواجهة المقبلة”.

مصادر دبلوماسية غربية قالت لـ”أساس” إنّ الرسالة واضحة: “واشنطن تبذل جهودها لتصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإلى البدء بعده بمفاوضات للوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل

تزامناً، تبدو أجواء المصادر السياسية اللبنانية المرافقة لهذه الزيارة أكثر اقتضاباً:

أوّلاً: أكّدت أنّ هوكستين عبّر عن حرص بلاده على لبنان واهتمامها بالتوصّل إلى اتفاق في غزة انطلاقاً من تأثيره على لبنان، وقناعة منها بأنّ موقف الحزب الذي يربط الجبهتين لن يتغيّر.

ثانياً: نقلت عن هوكستين أنّه متفائل بالوصول إلى خرق إيجابي في اليومين المقبلين على المنطقة، خصوصاً من خلال جهود مصر وقطر، وجهود وقف التصعيد ومنع ردّ إيران والحزب على إسرائيل.

ثالثاً، حرص هوكستين على إبداء اهتمامه بمؤسّسة الجيش اللبناني، وسأل عن حاجاته في المرحلة المقبلة من عتاد وعديد لكي يكون حاضراً لـ”اليوم التالي” للحرب. وحول هذا الموضوع تحديداً، بدت لافتةً موافقة مجلس الوزراء في جلسة الأربعاء على التطويع المبدئي لـ1,500 عسكري إضافي في الجيش.

بالتالي يقود كلّ شي إلى مسارين:

– إمّا نجاح المفاوضات والتحضير لليوم التالي.

– وإمّا فشلها والتحضير للتصعيد.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أوعز إلى حاملة الطائرات “يو.إس.إس أبراهام لينكولن” بـ”تسريع وصولِها” إلى الشرق الأوسط برفقة الأسطول الذي تقوده

واشنطن تطوّق المنطقة

الجدير ذكره أنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أوعز إلى حاملة الطائرات “يو.إس.إس أبراهام لينكولن” بـ”تسريع وصولِها” إلى الشرق الأوسط برفقة الأسطول الذي تقوده والذي يضمّ الطائرات الشبح إف – 35 الأكثر تطوّراً.

كما أمر بإرسال غوّاصة الصواريخ “يو.إس.إس جورجيا” التي تعمل بالطاقة النووية والمُسلَّحة بصواريخ كروز إلى المنطقة أيضاً لتنضمّ بذلك إلى اثنتي عشرة سفينة حربية موجودة في الشرق الأوسط برفقة حاملة الطائرات الأميركية الأخرى “يو.إس.إس روزفلت”. التي تعمل في مياه الشرق الأوسط منذ عدّة أسابيع، وهو ما يمنحُ الولايات المتحدة وجوداً هائلاً في المنطقة.

كما تعمل مجموعة “يو.إس.إس واسب” للعمليات البرمائية، التي تضمُّ الآلافَ من قواتِ مُشاة البحرية القادرين على القيام بالعمليات الخاصة في البحر المتوسط.

في الخلاصة، يبدو أنّه الأسبوع الأكثر حسماً وتوتّراً في لبنان. وتبدو زيارة هوكستين كزيارة “الفرصة الأخيرة” قبل التصعيد.

إقرأ أيضاً: إيران والحزب: مستعدّون للتّسوية

بانتظار مفاوضات اليوم وغداً، تعيش البلاد حالة ترقّب لمعرفة مدى فاعلية الموقف المشترك للمجتمع الدولي بالوصول إلى وقف إطلاق النار ودعم خطّة الرئيس الأميركي جو بايدن.

أما وقد أجمعت المصادر على أنّ أمام هذا الاتفاق حواجز كبرى، منها عدم الاتفاق على “اليوم التالي”، فإنّ المشهد يبدو صعباً جداً، كما قالت مصادر قريبة من المقاومة.

 

لمتابعة الكاتب على X:

@josephinedeeb

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…