لماذا سيعلن الحزب “التزامه” القرار 1701؟

مدة القراءة 4 د

بانتظار مصير المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، تبدو مسألة التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب من أهمّ الاستحقاقات المقبلة على لبنان.

بالعودة في الذاكرة إلى العام الماضي، شكّل بند التمديد إشكالية مع الحزب لجهة التعديل الذي حصل في نصّ القرار واكتشفه الحزب بعد إقراره. وهو التعديل الذي أزال شرط مواكبة الجيش اللبناني لقوات اليونيفيل في الجنوب. بعد كثير من النقاشات، أُبقي على التعديل في البند من دون تنفيذه، أي كتب ولم ينفّذ.

 

تقول مصادر دبلوماسية اليوم إنّ مطالبة أيّ طرف بإدخال تعديلات على النصّ ستحدث أزمة جديدة، وبالتالي سبق أن بدأ التفاوض مع الحزب على كيفية التجديد للنصّ من دون الوقوع في مطبّات جديدة. فما هو موقف الحزب؟ وما هو مسار المفاوضات التي ستنتهي بإقرار التمديد ربطاً بقرار 1701؟

مفاوضات بين باريس وحارة حريك

في زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين الأخيرة لباريس، التقى الخليّة المتخصّصة بالملفّ الأمني اللبناني في الإليزيه إلى جانب لقائه المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان. وفي معلومات “أساس” أنّ الطرفين ناقشا بند التجديد لقوات اليونيفيل واليوم التالي للحرب، وتحديداً الشقّ الأمنيّ فيه المتعلّق بتطبيق الـ1701. انعكست نقاشات باريس على حارة حريك، فحصلت لقاءات دبلوماسية عدّة مع الحزب لمناقشة بند التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وتحديداً كانت هذه النقاشات بين الفرنسيين الذين لا يزالون على تواصل مباشر مع الحزب، لا سيّما أنّهم يعتبرون أنّ أيّ مسّ بنصّ القرار الحالي سيؤدّي إلى أزمة في زمن الحرب. في حصيلة النقاشات، تقول مصادر سياسية إنّه جرى الاتفاق على إبقاء نصّ القرار كما هو عليه مقابل الإبقاء على طريقة تطبيقه كما هي أيضاً.

1701

تضيف معلومات “أساس” أنّ هذا الاتفاق وصل إلى كواليس الأمم المتحدة حيث تمّ تحضير مسوّدة النصّ لإقراره في موعده.

في معلومات “أساس” أنّ الطرفين ناقشا بند التجديد لقوات اليونيفيل واليوم التالي للحرب وتحديداً الشقّ الأمنيّ فيه المتعلّق بتطبيق الـ1701

الحزب: التزام أم احترام الـ1701؟

في وصفها لحالة الحدود الجنوبية من عام 2006 حتى 7 تشرين الأول 2023، تقول مصادر دبلوماسية لـ”أساس” إنّ “الاستاتيكو الذي كان يحكم الحدود الجنوبية كان مقبولاً لكن هشّاً. المطلوب أن يتحوّل هذا الاستقرار إلى استقرار مستدام يُبنى على اتفاق وضمانات للطرفين. وللوصول إلى هذا الاستقرار يتمّ التحضير لأرضية الاتّفاق في الكواليس بانتظار توقيته”.

في معلومات “أساس” أنّ الأنظار تتّجه إلى الدوحة، حيث يُنتظر الوصول إلى اتفاق بعدما تنازلت حماس عن مطلبها وقف إطلاق النار الدائم في المرحلة الأولى. وبالتالي سينعكس أيّ انخفاض في وتيرة الحرب بالقطاع انخفاضاً في وتيرة الأعمال القتاليّة من جانب الحزب. في لقاء سابق بين الحزب والوفد الألماني الذي زاره قبل أسبوعين، رفض الحزب الإجابة على سؤال عن خطوته التالية في حال بدأ نتنياهو المرحلة الثالثة. كذلك يرفض اليوم الإجابة على ما يُطرح حول سيناريو نتنياهو بتقليص العمليات العسكرية مقابل الإبقاء على الاغتيالات لقيادات حماس، وتحديداً يحيى السنوار. إلا أنّ مصادر سياسية تقول لـ”أساس” إنّ استراتيجيات المواجهة ستختلف في حال حصل أيّ اتفاق في الدوحة، وهو ما سيؤدّي إلى فتح الباب لعودة هوكستين إلى لبنان. أمّا في حال مماطلة نتنياهو إلى حين إلقاء خطابه في الكونغرس وعودته لوضع ملفّ لبنان على طاولة البحث في الحرب أو في السلم، فإنّ كلّ شيء سيبقى معلّقاً إلى حينه.

إقرأ أيضاً: غموض الحزب ومراوغة نتنياهو

في حصيلة المشاورات، تقول مصادر سياسية إنّ المواجهة مع لبنان ستنتهي حتى لو جرى التصعيد في الأسابيع المقبلة. وستنتهي باتفاق يرضي الجميع. أحد الضمانات الأساسية التي سيقدّمها الحزب للمجتمع الدولي في آليّة تطبيق القرار الأممي هو إعلانه “التزامه” به بعدما اقتصرت أدبيّاته على إعلان “احترامه” للقرار منذ عام 2006. إلا أنّ هذا الأمر لن يحصل من دون حصول الحزب على اتفاق يرضيه نسبياً. لا سيما وأنّه براغماتي الهوى رغم التزاماته الأيديولوجية.

 

لمتابعة الكاتب على X:

@josephinedeeb

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…