عدّة مقالات مدفوعة الثمن نُشرت في بعض المواقع الإلكترونية خلال الأيام القليلة الماضية مصدرها رجل الأعمال بهاء الحريري. تتحدّث عن حملة يشنّها ناشر موقع “أساس” الوزير السابق نهاد المشنوق ورئيس التحرير زياد عيتاني ضدّ بهاء الحريري وزياراته للبنان المكرّرة والمستنسخة للمرّة الثالثة بهدف إطلاق عمله السياسيّ.
مشكلة بهاء الحريري أنّه دائماً يقف في المكان الخطأ. وهو وقوف يدفعه للاستنتاجات الخاطئة، ثمّ المواقف الخطأ.
أزمة بهاء ليست مع نهاد المشنوق ولا مع موقع “أساس”، بل أزمته مع شقيقه الرئيس سعد الحريري.
لتكن الأمور واضحة، إنّ كلّ زيارات بهاء الحريري ومحاولاته السياسية في لبنان جاءت بهدف الثأر من أخيه الذي كما يرى بهاء قد انتزع منه حقّاً وزعامة منذ 20 سنة بعدما اغتيل الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ثمّ قرّرت العائلة والدول المعنية مبايعة سعد لإكمال المسيرة السياسية.
هو شعور بالمظلومية عند بهاء الحريري. ارتفع وانخفض وفقاً لأحوال شقيقه الرئيس سعد. وصل إلى ذروته تأزّماً وحماوة مع إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسيّ. واشتدّ أكثر وأكثر مع الوعكة الصحّية التي ألمّت بشقيقه أخيراً، وهو المتربّص بزلّات شقيقه سياسياً ومادّياً وصحيّاً.
مشكلة بهاء الحريري أنّه دائماً يقف في المكان الخطأ. وهو وقوف يدفعه للاستنتاجات الخاطئة، ثمّ المواقف الخطأ
حلّ هذه المشكلة أو مواجهتها لا يكون بمقالات لا تحمل توقيعاً، ولا بترّهات لا تلامس الحقيقة. بل حلّ الأزمة أو مواجهتها يكون بأن يستقلّ طائرته التي استأجرها من شركة “ميدل إيست” وأن يتوجّه بها من بيروت إلى أبو ظبي ليزور شقيقه مطمئنّاً بداية على صحّته. وبعد الاطمئنان يجلسان سوياً على انفراد، ويتّفقان على من يملك الحقّ بوراثة الزعامة إن صحّت العبارة، ومن يستحقّ هذه الزعامة إن صحت هذه المعادلة، إن بقي هناك زعامة يُتنازع عليها.
أمّا ما حملته بعض هذه المقالات من اتّهامات مباشرة لناشر موقع “أساس” فلا تستأهل الرّدّ ولا الحبرَ ولا شيئاً من رصيد الإنترنت. هي تخاريف ضائعة لرجلٍ متوتّر أفضل ما يمكن أن يقال فيه إنّ من لا يملك خيراً لشقيقه مستحيلٌ أن يحمل الخير للنّاس.
وللحديث بقيّة..