منذ دخل بنيامين نتنياهو نادي رؤساء الحكومات في إسرائيل، ليستقر فيه أطول مدة قضاها غيره في الموقع، بما في ذلك الأقطاب المؤسسون، ونتنياهو يتلاعب بكل أنصاره ومنافسيه، وهذا ما فعله أخيراً مع بني غانتس، يهادن لفرض نفسه، ويبطش لفائدة يرتجيها، والأمر لا يتوقف عند حزبه ومعسكره، بل امتد إلى قلب المؤسسات الأمريكية الرئيسية، فهو يلعب مع المرضعة الأم، ليس بالمشاغلة والمناكفة، بل بالتأثير على السياسات، إذ لديه القدرة على لعب ورقة الكونجرس في مواجهة الإدارة، ولمن يتذكر فقد فعلها مع أوباما حين ألقى خطابه أمام الكونجرس من وراء ظهره، وها هو يفعلها مع بايدن الذي منعه من دخول البيت الأبيض ليلتف عليه من الكونجرس.
منذ دخل نتنياهو نادي رؤساء الحكومات في إسرائيل، وهو يتلاعب بكل أنصاره ومنافسيه
لا شك في أن الذي ينجح في فعل هذا كله، يتمتع بخصائص تجعله الأقوى من كل منافسيه.
الأمر ليس مجرد خصائص شخصية، كالشطارة واللعب بالبيضة والحجر.. بل لأنه يتعامل مع إسرائيل بقوتها وتحالفاتها كرصيد شخصي في جيبه، يقامر به كيفما يشاء ووقتما يشاء في ظل غضب الإدارة الديموقراطية عليه، أنظروا كيف أدار اللعبة معها، وكيف نجح في جرّ قاطرتها وراءه، فمنذ اليوم الأول لحربه على غزة حتى يومنا هذا، لم يحصل فقط على شراكة أمريكية مباشرة في الحرب، بل حصل على أكبر دعم مالي وتسليحي بلغ عشرات المليارات أي بأرقام غير مسبوقة كدفعة واحدة منذ قيام الدولة.
إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يتمرّد على نتنياهو بهدنة جنوب غزّة؟
نفوذ نتنياهو في إسرائيل أظهر بصورة قاطعة أنها دولة عالم ثالث، يحكمها شخص واحد، وأن حكاية واحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط سقطت، ولنتنياهو الفعل الأكبر في ذلك.
* نقلاً عن موقع مسار الفلسطيني