تصاعدت في الأيام الأخيرة المعطيات والمعلومات التي تشير إلى احتمال قيام العدوّ الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة ضدّ لبنان والحزب، وهو ما قد يدفع الأوضاع نحو حرب شاملة في المنطقة حسب مصادر أميركية مطّلعة.
وصلت إلى الحزب معلومات من مصادر عربية وغربية متعدّدة تشير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لاحتمال القيام بعملية عسكرية واسعة دون تحديد تفاصيلها.
في المقابل أكّدت مصادر مطّلعة في الحزب أنّه جاهز لمواجهة أيّ تصعيد عسكري إسرائيلي. وحرص نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على إعطاء تصريح خاصّ لقناة “الجزيرة” أكّد فيه أنّ الحزب لا يريد شنّ حرب واسعة لكنّه جاهز للمواجهة.
ما هي إمكانية حصول عملية عسكرية إسرائيلية واسعة؟ وما هو السيناريو المتوقّع إذا حصلت هذه الحرب؟
زحمة تهديدات.. والحزب لا يصدّق
على الرغم من كثرة التهديدات الإسرائيلية والمعلومات الآتية إلى بيروت من مصادر دبلوماسية عربية وغربية بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ للقيام بعملية عسكرية واسعة ضدّ لبنان والحزب، لا تزال قيادة الحزب مقتنعة بأنّ هذا الاحتمال ضعيف لأنّ الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب عسكرية واسعة في ظلّ استمرار الحرب في غزة.
إذا توقّفت الحرب في غزة فالحزب سيوقف إطلاق النار، وهناك عدّة مشاريع ومبادرات أميركية وفرنسية من أجل الوصول إلى معالجة للجبهة اللبنانية
أمّا إذا توقّفت الحرب في غزة فالحزب سيوقف إطلاق النار، وهناك عدّة مشاريع ومبادرات أميركية وفرنسية من أجل الوصول إلى معالجة للجبهة اللبنانية.
لكن على الرغم من اطمئنان قيادة الحزب إلى عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على شنّ هذه العملية، فإنّ الحزب أنهى الاستعدادات العسكرية والأمنيّة واللوجستية لمواجهة أيّ تصعيد قد يحصل على الجبهة الجنوبية. وقد عمد الحزب خلال الأيام الماضية إلى توسعة دائرة العمليات واستخدام أسلحة وتكتيكات جديدة في عمليّاته في رسالة تحذير واضحة للعدوّ الإسرائيلي من أنّه سيكون أمام نمط جديد من المواجهة في حال قرّر تصعيد العمليات.
آلاف الصّواريخ فوق إسرائيل يوميّاً
بحسب تقديرات معهد “ألما” الإسرائيلي للأبحاث التي نشرتها جريدة “معاريف” الإسرائيلية أخيراً فإنّ الحزب يمتلكُ 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 80 كلم، و5,000 صاروخ وقذيفة يصل مداها بين 80 و200 كلم، و5,000 صاروخ يصل مداها إلى 200 كلم أو أكثر، و2,500 طائرة بدون طيّار، فضلاً عن مئات الصواريخ المتطوّرة مثل الصواريخ المضادّة للطائرات أو صواريخ كروز.
وفقاً لـ”معاريف”، فإنّ التقديرات تشيرُ إلى أنَّ الحزب سيُرسل عدّة آلاف من الصواريخ من مختلف الأنواع إلى إسرائيل يومياً، كاشفة أنّ منطقة غوش دان (أي منطقة وسط إسرائيل حيث الكثافة السكانية والاقتصادية والتكنولوجية) تعتبرُ ذات قيمة كبيرة بالنسبة للحزب، وسيُركّز جهوده على استهدافها.
على صعيد الجانب الإسرائيلي فسيعتمد أسلوب الحرب المدمّرة الشاملة كما يحصل حالياً في قطاع غزة وكما حصل في حرب تموز 2006 مع استخدام قوّة نارية أكبر واستهداف العاصمة بيروت
أضافت الجريدة: “يرى الحزب أنّ إطلاق النار على غوش دان هو صورة للنصر، واستهدافها سيكونُ بالصواريخ الدقيقة، ومعظمها سيكون من النوع الباليستي، بما في ذلك صواريخ فتح 110 التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر ويُمكن إطلاقها من داخل لبنان، إمّا من بيروت أو من منطقة البقاع، حيثُ توجد مراكز للحزب وتشكيلاته الاستراتيجية ومنصّات إطلاق وبنى تحتية”.
تابعت “معاريف”: “بعض الصواريخ مثل فتح 110 تُعدّ من الصواريخ الدقيقة، وفي كلّ صاروخ 500 كلغ من الموادّ المتفجّرة، ناهيك عن صاروخ بركان الذي يُمكن أن يطال منطقة غوش دان الإسرائيليّة”.
غزو الجليل… الخطّة باقية
بحسب بعض التقديرات الإسرائيلية التي نشرها معهد “ألما” الإسرائيلي: “في سيناريو الحرب الشاملة سيحاول الحزب تنفيذ غزو في الجليل (أي ما يسمّى “عملية اقتحام الجليل” وفقاً لخطّة الحزب). وعلى الرغم من أنّ ذلك لن يحصل عبر آلاف المسلّحين كما كان مُخطّطاً قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أنَّ الحزب سيُحاول بالتأكيد تحقيق هدفٍ كبيرٍ عبر تسلّل المئات من العناصر إلى المنطقة المُستهدفة، فيما قوّة الرضوان التابعة للحزب ستكونُ قادرة على القيام بذلك في حال صدور أمرٍ بالهجوم”.
إلى جانب هذه التهديدات، هناك أيضاً تهديد يأتي عبر الطائرات الانتحارية بدون طيّار التي يستخدمها الحزب. ولكن في حرب شاملة سيكون حجم وكثافة استخدام هذه الطائرات أكثر أهمّية
أضاف المعهد: “إلى جانب هذه التهديدات، هناك أيضاً تهديد يأتي عبر الطائرات الانتحارية بدون طيّار التي يستخدمها الحزب. ولكن في حرب شاملة سيكون حجم وكثافة استخدام هذه الطائرات أكثر أهمّية”.
أمّا على صعيد الجانب الإسرائيلي فسيعتمد أسلوب الحرب المدمّرة الشاملة كما يحصل حالياً في قطاع غزة وكما حصل في حرب تموز 2006 مع استخدام قوّة نارية أكبر واستهداف العاصمة بيروت بعكس ما حصل في حرب تموز، إضافة إلى احتمال القيام بعملية برّية محدودة على الرغم من صعوبتها ميدانياً.
إقرأ أيضاً: لا تسوية ولا إعمار دون العرب..
لكن يبقى السؤال الأهمّ: هل تبقى هذه الحرب محصورة بالجبهة اللبنانية أم تمتدّ إلى بقيّة الجبهات كما أشارت مصادر أميركية أخيراً؟
كلّ الاحتمالات واردة في حال اندلعت الحرب، لكن يبقى السؤال الأهمّ: هل تبقى هذه الحرب محصورة بالجبهة اللبنانية أم تمتدّ إلى بقيّة الجبهات كما أشارت مصادر أميركية أخيراً؟