في الحلقة الثالثة من هذا التقرير الطويل، الذي أعدّه “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS“، و يختصره “أساس” ويلخّصه… يقدّم المعدّون بيانات ومعلومات إضافية عن ترسانة الحزب من الأسلحة. ولا سيما الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تمدّه بها إيران عبر العراق فسوريا. ويقدّم رؤية شاملة، أبرز ما فيها أنّ إسرائيل تخشى من تطوّر قدرات الحزب في الدفاع الجوّي. وأنّ الحزب قد يسقط طائرة إسرائيلية يقودها طيّار. ما سيشكّل “حدثاً ذا أهمّية استراتيجية”. وأنّه قد يكون قادراً ليس فقط على صدّ التقدّم البرّي الإسرائيلي… بل احتلال أجزاء من شمال إسرائيل.
في الجزء الثالث من هذا التقرير الاستخباراتي والسياسي والعسكري، يستعرض المعدّون تفاصيل القوّة العسكرية للحزب، وكيفية مواجهتها.
البداية من الصواريخ والقذائف والأنظمة الجوّية بدون طيّار:
تشكّل صواريخ الحزب وقذائفه تهديدين واضحين لإسرائيل.
– الأوّل هو تأثيرها القسري: فالقصف المستمرّ بهذه النظم قد يقتل أو يجرح إسرائيليين، مدنيين وعسكريين على حدّ سواء. أو يدمّر بنية تحتية سياسية أو اقتصادية مهمّة في إسرائيل.
أمّا التهديد الثاني فهو التأثيرات التكتيكية والعمليّاتية لهذه النظم: قمع أو استنزاف قوات الجيش الإسرائيلي للحدّ من فعّالية العمليات الإسرائيلية. ومع خبرته في العمليات المشتركة في سوريا، قد يستخدم الحزب الصواريخ والقذائف كجزء من العمليات البرّية ضدّ القوات الإسرائيلية.
ربّما يكون الحزب أكثر الجماعات غير الحكومية المدجّجة بالسلاح في العالم. تراوح تقديرات عدد الصواريخ والقذائف التي يمتلكها بين 120 ألفاً إلى 200 ألف. ونظراً لعلاقته الوثيقة مع إيران، قد تقوم طهران بإعادة تزويده بسرعة وعبر عملية هي أسهل ممّا كانت عليه في الماضي. حيث توسّع الوجود الإيراني في سوريا دعماً للنظام السوري في الحرب الأهلية بعد عام 2011. وتمّ إنشاء جسر برّي يمكّن انتقال الأسلحة من العراق إلى سوريا إلى الحزب في لبنان. بعكس حماس، حيث يتمّ تهريب الأسلحة والأشخاص عبر الأنفاق إلى غزة.
يتكوّن الجزء الأكبر من ترسانة الحزب من مقذوفات غير موجّهة قصيرة المدى وصواريخ بعيدة المدى. أي أنّ معظم إسرائيل عرضة للتهديد من هجماته إذا تصاعد الصراع. وتشكّل الصواريخ الموجّهة بدقّة تهديداً خطيراً لأهمّ المراكز السياسية والعسكرية والاقتصادية في إسرائيل سيصعب جداً القضاء عليه. إذ يمكن إطلاق الصواريخ من الشاحنات، أو من مخابئ تحت الأرض. كما فعل خلال حرب 2006. والعثور على قدرات الحزب الصاروخية وتدميرها سيتطلّب جهوداً ضخمة للاستطلاع والضرب تشمل قدرات الاستخبارات والضربات الدقيقة والقوات البرّية.
مع خبرته في العمليات المشتركة في سوريا، قد يستخدم الحزب الصواريخ والقذائف كجزء من العمليات البرّية ضدّ القوات الإسرائيلية
قد يستخدم الحزب الصواريخ البعيدة المدى لأغراض قسرية. حيث يقوم بضربات بعيدة المدى ضدّ المراكز السكّانية الإسرائيلية لتقويض الدعم الإسرائيلي للحرب. هذه الصواريخ أقلّ عدداً من الصواريخ البعيدة المدى. غير أنّ دقّتها تجعل كلّ هجوم أكثر تدميراً. وتسبّب ضغطاً أكبر على أنظمة الدفاع الجوّي الإسرائيلية. وهي تزوّد الحزب بالقدرة على ضرب أهداف عالية القيمة، والمراكز الاقتصادية الحيويّة، والبنية التحتيّة الحيوية.
جداول بالأسلحة الصاروخية والقذائف التي يمتلكها الحزب وتأتي بمعظمها من إيران عبر سوريا
(المصدر: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS. تموز 2018).
الحزب يحتلّ شمال إسرائيل
استخدم الحزب دوماً صواريخه وقذائفه لإلحاق الأذى بإسرائيل وليس كجزء من عمليات الأسلحة المشتركة. لكنّ المهمّ هو كيف يمكن له أن يستخدم قدراته الصاروخية، وبدرجة أقلّ قذائفه، لدعم العمليات البرّية ضدّ الجيش الإسرائيلي. قد يحاول الحزب الاستيلاء على الأراضي في شمال إسرائيل أو مرتفعات الجولان، أو على الأقلّ شنّ غارات هناك. وهذا يتطلّب مناورة برّية تسمح الجيوش الحديثة عادة بتنفيذها باستخدام النيران القمعية من المدفعية أو المنصّات الجوّية. لقد أثبت الحزب قدرته على دمج المناورات البرّية مع النيران القمعية في سوريا. وقد يحاول القيام بذلك مع إسرائيل. هذه التكتيكات صعبة عمليّاً، وربّما تكون الخبرة غير متساوية داخل قوات الحزب. ويمكن للدفاعات الجوّية للجيش الإسرائيلي وقوّته الجوّية أن تحدّ أيضاً من قدرة الحزب على استخدام صواريخه وقذائفه بهذه الطريقة.
يمتلك الحزب أيضاً ترسانة كبيرة من الطائرات بدون طيار تشمل طائرات مسيّرة، وأخرى انتحارية، وذخائر متنقّلة. ومنصّات أكثر تطوّراً بقدرات مراقبة وضرب توفّرها إيران بالكامل تقريباً.
منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حاول الحزب شنّ ما لا يقلّ عن 40 هجوماً بطائرات بدون طيار ضدّ أهداف إسرائيلية
في 25 كانون الثاني 2024، ضرب الجيش الإسرائيلي مهبط طائرات بطول 1,200 متر في جنوب لبنان. يزعم أنّ الحزب بناه بمساعدة إيرانية واستخدمه لإطلاق طائرات كبيرة بدونذ طيار. يوضح مهبط الطائرات والقاعدة المحيطة به تطوّر قدرات الطائرات بدون طيار التابعة للحزب لتشمل أنظمة أكبر وأكثر تطوّراً. تحتوي القاعدة أيضاً على مهبط لطائرات الهليكوبتر، ومرافق دعم وتخزين، ومستودعات وحظائر طائرات بدون طيار قيد الإنشاء.
الحزب اخترق أنظمة الدفاع الجوّي الإسرائيلية
منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حاول الحزب شنّ ما لا يقلّ عن 40 هجوماً بطائرات بدون طيار ضدّ أهداف إسرائيلية. ونجح في اختراق أنظمة الدفاع الجوّي الإسرائيلية. وهو ما أسفر عن مقتل جنود من الجيش الإسرائيلي وتدمير مواقع عسكرية في ضربات دقيقة. وأنظمة الطائرات بدون طيار التابعة للحزب متنوّعة. ومن المحتمل أنّه يمتلك نماذج إضافية إيرانية أو محلّية الصنع، وأخرى تجارية، وطائرات DJI الصينية الرباعيّة. التي يمكن استخدامها للمراقبة أو تعديلها لإيصال حمولات متفجّرة. وفي حالة الحرب مع إسرائيل، قد يتلقّى الحزب واردات إضافية منها من إيران ويركّز على تكييف الأنظمة التجارية الجاهزة لتلبية احتياجاته.
أنشأت إيران طرق إمداد لوجستية من جسور جوّية وبرّية لنقل أنظمة الأسلحة وغيرها من المعدّات من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا. لذا قد يتمكّن الحزب من تنفيذ حملة من هجمات الطائرات بدون طيار ضدّ أهداف إسرائيلية ما لم يتمّ قطع طرق الإمداد.
د يتمكّن الحزب من تنفيذ حملة من هجمات الطائرات بدون طيار ضدّ أهداف إسرائيلية ما لم يتمّ قطع طرق الإمداد
تلقّى مشغّلو الطائرات بدون طيار في الحزب تدريباً من فيلق القدس الإيراني، وأجروا تدريبات عسكرية. وهم يراقبون الحرب في أوكرانيا. حيث ظهرت مجموعة استخدامات وتقنيات جديدة للطائرات بدون طيار في ساحة المعركة. وقد يحاول الحزب استخدام هذه الأنظمة كجزء من مجمّع للاستطلاع والضربات، أو نقل معلومات استهداف لإطلاق نار غير مباشر أو مهاجمة أهداف إسرائيلية متنقّلة. لكنّ قدرته على تنسيقها مع قدراته الأرضيّة يتعيّن رؤيتها. ويمكن للحزب أيضاً أن يستخدم أنظمة الطائرات بدون طيار لكشف القوات الإسرائيلية. ومراقبتها ومهاجمتها في حالة دخولها جنوب لبنان أو للتغلّب على الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من خلال هجمات أسراب، ربّما مع الصواريخ والقذائف. لكنّ فعّاليّة هذه التكتيكات قد تكون محدودة بسبب قدرات إسرائيل المتطوّرة في مكافحة الطائرات بدون طيار. بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوّي وغيرها من الإجراءات المضادّة. التي يمكن أن تعطّل اتصالات الطائرات بدون طيار مع الأنظمة الأرضية أو تتسبّب في اختفائها من السماء.
الصواريخ الموجّهة المضادّة للدبّابات والأجهزة المتفجّرة المرتجلة
الصواريخ الموجّهة تمنح الحزب قدرات قويّة لمهاجمة المركبات المدرّعة والمواقع المحصّنة. وثبت نجاحها في حرب 2006، على الرغم من أنّ الإخفاقات التكتيكية الإسرائيلية ساهمت في رفع معدّل الخسارة الذي تكبّدته حينها. ومن غير المرجّح أن يكرّر الجيش الإسرائيلي هذه الأخطاء. ومن شبه المؤكّد أنّ الحزب قام بتحسين قدراته المضادّة للدبّابات.
يمكن للحزب شنّ هجمات على القوات الإسرائيلية باستخدام قنابل الأنفاق، التي استخدمت في العراق وسوريا لتقويض المواقع المحصّنة
فهو يمتلك حالياً نظام ATGM، “ثار الله”، المصمّم للتغلّب على نظام الحماية النشط لدبّابات ميركافا التابعة للجيش الإسرائيلي. عزّز الحزب حركة وحداته المضادّة للدبّابات من خلال تركيب صواريخ كورنيت Kornet المضادّة للدبّابات على مركبات صالحة لجميع التضاريس. وأفادت تقارير إعلامية في كانون الثاني 2024 أنّ الحزب استخدم صاروخ Kornet-EM أكثر تقدّماً لمهاجمة قاعدة مراقبة جوّية إسرائيلية. وهو ما يمثّل زيادة كبيرة في نطاق الصواريخ المضادّة للدبّابات وقوّتها التدميرية. ويشير تحليل الأداء القتالي للحزب في سوريا إلى أنّ أعضاءه على دراية جيّدة بكيفية استخدام الصواريخ المضادّة للدبابات ضدّ المركبات المدرّعة ومواقع المشاة المحصّنة. والنتيجة هي أنّ هذه الصواريخ تظلّ واحدة من أكثر قدراته فتكاً، حتى لو لم تحقّق معدّل النجاح الذي حقّقته عام 2006.
العبوات الناسفة… ضدّ قوات أميركية وبريطانية
يبرع الحزب أيضاً في تصنيع العبوات الناسفة. وكان استخدم العبوات الناسفة ذات المكوّنات المتفجّرة الخارقة (EFPs) ضدّ إسرائيل في التسعينيات. وسيقوم بذلك مرّة أخرى. هذه العبوات عبارة عن شحنات على شكل نهاية مقعّرة. ترسل قطعة من النحاس المنصهر عبر الأهداف ثمّ تولّد رذاذاً قاتلاً من المعدن الساخن.
قد تكون خبرة الحزب في استخدام هذه العبوات سمحت له بالمساهمة في هجمات ضدّ القوات الأميركية والبريطانية في العراق. فخلال الحرب في العراق، صنّع فيلق القدس الإيراني أجهزة إطلاق تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ودوائر متفجّرة، ومكوّنات أخرى للعبوات الناسفة الخارقة. وقام بتهريبها عبر الحدود مع العراق لاستخدامها ضدّ القوات الأميركية.
كما يمكن للحزب شنّ هجمات على القوات الإسرائيلية باستخدام قنابل الأنفاق، التي استخدمت في العراق وسوريا لتقويض المواقع المحصّنة، أو الذخائر المدعّمة بالصواريخ. ومن شأن قدرات العبوات الناسفة هذه، إلى جانب الصواريخ المضادّة للدبابات التابعة للحزب، أن تسمح له بعرقلة وتعطيل تقدّم القوّات البريّة الإسرائيلية في لبنان.
أنشأت إيران طرق إمداد لوجستية من جسور جوّية وبرّية لنقل أنظمة الأسلحة وغيرها من المعدّات من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا
لكنّ هذه الأسلحة لن تكون حاسمة في المعركة. هي مناسبة لتدمير مركبة واحدة في كلّ مرّة أو ضرب موقع صغير محصّن. وليس لهزيمة قوّة مشتركة تضمّ المشاة والمدرّعات والنيران غير المباشرة والقوّة الجوّية. كما أنّ الإجراءات المضادّة الإسرائيلية، مثل نظام الحماية النشط تروفي Trophy، ستحدّ من فعّاليّتها. ومع ذلك، فإنّ العبوات الناسفة ستتسبّب في وقوع إصابات. وهو ما يعتقد قادة الحزب أنّه سيقوّض الإرادة السياسية في إسرائيل.
توازن في الدفاع الجوّي؟
منذ حرب عام 2006، ركّز الحزب على تطوير قدراته الدفاعية الجوّية في محاولة لتقويض التفوّق الجوّي الإسرائيلي. لتشمل مجموعة من الأنظمة المصنّعة أساساً في إيران وروسيا. بما في ذلك المدافع المضادّة للطائرات. وأنظمة الدفاع الجوّي المحمولة (MANPADS) . وأنظمة صواريخ أرض جوّ قصيرة ومتوسطة المدى (SAM)، وغيرها.
يتمّ تهريب هذه الأنظمة إلى لبنان عبر سوريا. وقد استخدمها الحزب لمهاجمة الطائرات الإسرائيلية بدون طيار فوق جنوب لبنان. وفي تشرين الثاني 2023، نُقل عن مسؤولي المخابرات الأميركية أنّ مجموعة فاغنر الروسيّة تعتزم نقل نظام SA-22 آخر إلى الحزب من سوريا. وأخيراً تردّد أنّ الميليشيات في سوريا تتدرّب على استخدام نظام الدفاع الجوّي الإيراني الأكثر تقدّماً، “خرداد 15”.
في السنوات الأخيرة وصولاً إلى اليوم، انخفض النشاط الجوّي الإسرائيلي. وهو ما يشير إلى أنّ إسرائيل تأخذ على محمل الجدّ التهديد الذي تشكّله أنظمة الدفاع الجوّي للحزب على طائراتها. وتؤكّد تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين ذلك.
في عام 2022، قال قائد القوات الجوّية الإسرائيلية إنّ إسرائيل لم تعد تتمتّع بتفوّق جوّي غير مقيّد فوق جنوب لبنان. وفي حالة الحرب، قد تجبر الدفاعات الجوّية للحزب الطائرات الإسرائيلية على التحليق على ارتفاعات أعلى، وهو ما يقلّل من قدرتها على إصابة أهداف على الأرض بدقّة. وستكون أنظمة الدفاع الجوّي للحزب أهدافاً ذات أولوية قصوى لإسرائيل.
منحت تجربة الحزب القتالية في سوريا خبرة لقوّاته في الميدان البرّي لا يمتلكها سوى القليل من الجيوش الإقليمية
هل يسقط الحزب طائرة إسرائيلية يقودها طيّار؟
في 26 شباط 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه ضرب مواقع الدفاع الجوّي للحزب في وادي البقاع ردّاً على إسقاط الحزب طائرة إسرائيلية بدون طيار فوق لبنان. وإذا تصاعد الصراع، فقد تستمرّ إسرائيل في تفضيل استخدام الأنظمة الجوّية بدون طيار على الطائرات المأهولة لتقليل المخاطر على طيّاريها. على الرغم من أنّ لديها طائرات من الجيل الخامس مثل المقاتلة الشبح F-35 Lightning II.
إنّ نجاح الحزب في إسقاط طائرة إسرائيلية يقودها طيار سيكون حدثاً ذا أهمّية استراتيجية. على الرغم من أنّ أنظمة الدفاع الجوّي المطوّرة للحزب تشكّل تهديداً للطائرات الإسرائيلية أكثر ممّا كانت عليه في الصراعات السابقة. إلا أنّ إسرائيل لا تزال تتمتّع بتفوّق جوّي هائل على لبنان وتفتخر ببعض الطائرات الأكثر تقدّماً في العالم. بما في ذلك الأنظمة الأميركية والمصمّمة محلّياً. فمنذ هجوم 7 أكتوبر، نجح سلاح الجوّ الإسرائيلي في ضرب أهداف في جميع أنحاء لبنان بشكل شبه يوميّ.
ماذا عن القوّة البشريّة؟
إنّ كفاءة الحزب التكتيكية، وخبرته القتالية، واستعداده للقتال، تجعل منه تهديداً أكثر فتكاً بكثير من حماس، وحتى من الجيوش الإقليمية الأخرى. وقد أشاد محلّلون غربيون بفعّالية الحزب في حرب 2006 مع إسرائيل. ومنذ ذلك الحين أصبحت قوّاته أكثر فعّالية. منحت تجربة الحزب القتالية في سوريا خبرة لقوّاته في الميدان البرّي لا يمتلكها سوى القليل من الجيوش الإقليمية. تعلّمت هذه القوات كيفية القيام بعمليات هجومية. واستفادت من تكتيكات الجيش الروسي وتقنيّاته وإجراءاته. كما أثبت عناصر الحزب استعدادهم للالتزام والقتال حتى آخر جندي. وهي مواقف تعزّزها رغبتهم في الدفاع عن منازلهم من أيّ هجوم إسرائيلي.
باختصار، أصبح الحزب الذي قد تواجهه إسرائيل، إذا تصاعد العنف إلى عمليات برّية كبرى، أكثر قدرة ممّا كان عليه في عام 2006. وهو اليوم أكبر حجماً وأفضل تسليحاً وأكثر خبرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى خبرته في القتال في سوريا.
نجاح الحزب في إسقاط طائرة إسرائيلية يقودها طيار سيكون حدثاً ذا أهمّية استراتيجية
وهو مستعدّ لحملة قسرية تهدف إلى قتل الجنود والمدنيين الإسرائيليين بوتيرة ثابتة باستخدام الصواريخ والقذائف الطويلة المدى والهجمات المضادّة للدبّابات والطائرات بدون طيار. لكنّه يتمتّع أيضاً ببعض القدرة على شنّ هجمات بالأسلحة المشتركة ضدّ القوات الإسرائيلية والحدّ من الهيمنة الجوّية الإسرائيلية. على الرغم من ذلك، لا يزال الجيش الإسرائيلي يتجاوزه تكنولوجيّاً. فهو استعدّ منذ فترة طويلة لاستئناف حرب 2006. وينخرط في حرب ضدّ حماس منذ أكتوبر 2023. وسيكون قادراً على نشر قوة نيران أكبر بكثير من منصّاته البرّية والجوّية.
إقرأ أيضاً: مركز أبحاث أميركي(2/4): عناصر قوّة الحزب… وتكتيكات إسرائيل لتهزمها
في الحلقة الرابعة والأخيرة غداً:
أربعة خيارات أمام إسرائيل، ومهمّة واحدة للولايات المتّحدة الأميركية
أعدّ التقرير:
– سيث جي. جونز، نائب الرئيس الأوّل، ومدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
– دانييل بايمان، زميل أقدم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وأستاذ في كلّية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون.
– ألكسندر بالمر، زميل مشارك في مشروع التهديدات العابرة للحدود الوطنية في المركز.
– رايلي مكابي، مدير برنامج وباحث مشارك في مشروع التهديدات العابرة للحدود الوطنية في المركز.
حرص المؤلّفون على الإشارة إلى أنّ التقرير نُفّذ بدعم من المركز وليس من خلال أيّ رعاية مباشرة.
– مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، هو مركز أبحاث أميركي مقرّه واشنطن العاصمة.
لقراءة النص بلغته الأصلية: اضغط هنا