322 طالباً لبنانياً في سويسرا ما زال مصيرهم مجهولاً. فالحكومة اللبنانية، ومنذ اتخذت قراراً بتسيير رحلات لإجلاء مواطنيها، لم ترسل أيّ طائرة إلى سويسرا لنقل الراغبين بالعودة، لا خلال المرحلة الأولى من خطة عودة المغتربين التي انتهت منذ أكثر من أسبوعين، ولا في سياق المرحلة الثانية التي ستنتهي في الثامن من أيار.
“طيف جبران باسيل ما زال في وزارة الخارجية، وهو الحاكم الفعلي”، يقول والد طالبة لـ”أساس”، في إشارة منه إلى الدور الذي يلعبه مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري. ويروي أنّ ابنته التي تتابع دراستها في سويسرا تعاني من وضع صحّي خاصّ، وأنّ كلّ الاتصالات لم تدفع الوزارة لإرسال طائرة إلى جنيف: “وأكثر من ذلك حين سأل الأهالي الوزارة عن سبب إهمال الطلاب اللبنانيين في سويسرا، كانت الإجابة: هودي معهم مصاري”.
إقرأ أيضاً: شهادات عالقين في أوروبا وأفريقيا ودول عربية: مسقط هي الأفضل
بحسب والد الطالبة، فإنّ “غدي خوري أقوى من الدولة، وكأنّه هو الوزير الفعلي لا ناصيف حتّي، وذلك استناداً إلى اتصالات عدّة أجراها وزراء لإجلاء الطلاب اللبنانيين في سويسرا، في مقدّمتهم وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية ووزير الصحّة حمد حسن، إضافة إلى طلب رئيس الحكومة حسان دياب التدخل. ومع كلّ هذه التحرّكات فإنّ قرار خوري بعدم إرسال طائرة لسويسرا هو الذي انتصر”.
“الرحلات تحكمها الواسطات والمحسوبيات السياسية”، يقول والد طالب آخر، في إشارة منه إلى أنّ الطائرات تُرسل بالدرجة الأولى “إلى البلدان حيث تنشط الجالية المحسوبة على التيار الوطني الحرّ”.
طيف جبران باسيل لم يؤثر فقط في منع إرسال طائرة لإجلاء الطلاب اللبنانيين من سويسرا، بل أبدل أيضاً لائحة أسماء الطائرة التي أقلعت أمس الأوّل من مطار أبيدجان في أفريقيا.
جواد زلزلي، أحد أبناء الجالية اللبنانية هناك، يؤكد لـ”أساس” أنّ “القائمة التي وضعت في أبيدجان تغيّرت في لبنان”، وأنّ “الطائرة التي أقلعت أمس نقلت 130 راكباً، من بينهم 50 منتسبين إلى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، و32 آخرين من أبناء الطوائف الأخرى المناصرة والموالية للتيار العوني والقواتي، بما يعني أنّ 82 شخصاً من أصل 130 ركبوا هذه الطائرة يدورون في فلك هذين الحزبين، والمفارقة أنّ من بين هؤلاء أشخاص لم يسجّلوا أسماءهم، فيما لم تُدرج تواريخ ميلاد أكثرهم في القوائم، لأنّهم شباب وليسوا في أعمار حرجة، في حين كان الاتفاق منذ البداية على نقل المسنّين والمرضى فقط”.
اللبنانيون في أبيدجان متروكون لمصيرهم إذاً ولقرارات باسيل، فالسفير اللبناني لا يتعاطى بإيجابية ولا يفتح قناة مع أيّ طرف هناك
ويشير زلزلي إلى أنّ عدد مناصري التيار الوطني الحر والقوات في ساحل العاج يقارب الـ2000 شخص، من أصل أكثر من 60 ألف لبناني مغترب هناك، أي ما نسبته 4 % من الجالية اللبنانية.
وبحسب زلزلي فإنّ تعديل القائمة “تمّ بإشراف الوزير جبران باسيل والسفير اللبناني في ساحل العاج يوسف رجّي، المحسوب على حزب القوات اللبنانية، والقنصل اللبناني جو الترك العوني الهوى”، معلّقاً: “أوعى خيّك تعمل في أبيدجان، حيث تناسوا أنّ جميع اللبنانيين هم إخوتهم”.
موقع “أساس” حاول أكثر مرّة التواصل مع مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، و رغم تلقّيه رسالة من “أساس” تشرح سبب الاتصال، إلا أنّه فضّل عدم الردّ.
اللبنانيون في أبيدجان متروكون لمصيرهم إذاً ولقرارات باسيل، فالسفير اللبناني لا يتعاطى بإيجابية ولا يفتح قناة مع أيّ طرف هناك. وكذلك 322 طالباً في سويسرا، لا يوالون جبران، فصدر قرار بمنعهم من العودة إلى وطنهم.
إذا أردتَ العودة إلى لبنان، فانتسب إلى التيار الوطني الحرّ، ستجدَ حينها طائرة لكنك لن تجد وطناً.