سماحة السيّد في قصر العدل

مدة القراءة 3 د


يا ليت محامي حزب الله، إدّعوا على وسام الحسن عام 2012. ووسام عيد عام 2008، لكانوا اليوم مع عائلاتهم وأولادهم يمرحون. وبيننا يتخايلون ويرسلون لنا التحية في صبيحة كل يوم.

يا ليتهم إدّعوا على الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 قبل أن يُغتال في ذلك اليوم. لكان بيننا الآن، يرتدي خوذة المهندس، بانياً لنا المنشآت الكبيرة وشاقاً لنا كل أوتوستراد وطريق. ويفاجئنا بضحكته وبما يحمله لنا من جديد.

يا ليت محامي الحزب إدّعوا على محمد شطح عام 2013. كان ذلك سيفسح له المجال، ليبادر من جديد. ينيرنا بأفكاره ونحن سعداء معه ونستنير. يا ليتهم إدّعوا في القضاء على الضابط الطيار سامر حنّا عام 2008، لكانت والدته اليوم تبحث له عن عروس.

ينظر البعض إلى الدعاوى القضائية، التي قدّمها حزب الله بداية ضد فارس سعيد ومن ثم ضد اللواء أشرف ريفي، على أنّها مبادرة من الحزب الذي كان يرفض كل القوانين. وكأنه سَعْي منه للإنخراط في مسار الدولة، والعيش تحت السقف، الذي يعيش تحته الجميع. فيما البعض الآخر، لا يستنظف هذا التوجه ويتوجس منه ومن خلفياته. وما إن كان يحمل مؤامرة ما، يريد لها الحزب أن تصير. فهذا البعض، يقول أنّ القوانين ليست لائحة طعام تختار منها ما تريد. بل هي وصفة طبيب عليك أن تلتزم بما فيها من دون تقديم ولا تأخير.

يا ليت محامي الحزب إدّعوا على محمد شطح عام 2013. كان ذلك سيفسح له المجال، ليبادر من جديد. ينيرنا بأفكاره ونحن سعداء معه ونستنير. يا ليتهم إدّعوا في القضاء على الضابط الطيار سامر حنّا عام 2008، لكانت والدته اليوم تبحث له عن عروس

إحترام القضاء يبدأ من تسليم قتلة الرئيس الشهيد. والبداية بالذهاب إلى قصر العدل، ليس لتقديم إدّعاء ضد شخص تجرّأ بالحديث. بل لتسليم سليم عياش تحت سقف القوانين وفي السيارة الثانية قاتل الطيار الضابط وسام حنا، وخلفه سيارة ثالثة، تحمل من سعى لاغتيال بطرس حرب لاخضاعه للتحقيق. وفي آخر الموكب سيارة وباص في السيارة من قتل هاشم سلمان عام 2013 أمام السفارة الإيرانية في بيروت. فصورته توضح هويته ووجهه وذلك لا يخفى عن الجميع. أما في الباص مجموعة الشباب، الذين اقتحموا ساحة الشهداء. واعتدوا بالضرب على الشباب والنسوة والفتيان المعتصمين. وأحرقوا الخيّم وقبضة الثورة، وحاولوا اقتحام مسجد محمد الأمين. يُنزل الباص الشباب أمام قصر العدل ويذهب ليعود بقيادة من قاموا باستباحة بيروت في السابع من أيار. ثم يعود ويعود ليستحق تسمية “باص الكوابيس السود”.

إقرأ أيضاً: عاجل: قصر بعبدا يتعرّض للقصف

قد يقول البعض “المسامح كريم”، لا بأس نحن قوم ليس من عاداتنا الثأر، وأن نصرخ “يا غيرة الدين”. سنسامح، لكن فليخبرنا أحدكم إن تقدّم اللواء أشرف ريفي كما صرّح بدعوى ضد حزب الله والسيّد حسن نصر الله، أمام القضاء. هل سيقبل السيّد حسن، أن يحضر أمام القاضي ليقدّم إفادته عن تلك الدعوى بما فيها من أقاويل ووقائع “باص الكوابيس السود”.

إن رأينا السيّد في قصر العدل ومعه كتلته، تنتظره في الخارج ليدلي بإفادته. حينها سنُصدق أن السيّد وحزبه باتوا تحت سقف القوانين، وبات حبّ الوطن من الإيمان كما يقول الرسول وتقول تعاليم الدين.

مواضيع ذات صلة

الرياض: حدثان اثنان لحلّ لبنانيّ جذريّ

في الأيّام القليلة الماضية، كانت مدينة الرياض مسرحاً لبحث جدّي وعميق وجذري لحلّ أزمات لبنان الأكثر جوهرية، من دون علمه، ولا علم الباحثين. قسمٌ منه…

الحزب بعد الحرب: قليل من “العسكرة” وكثير من السياسة

هل انتهى الحزب؟ وإذا كان هذا صحيحاً، فما هو شكل اليوم التالي؟ وما هي الآثار السياسية المباشرة لهذه المقولة، وكذلك على المدى المنظور؟ وما هو…

أكراد الإقليم أمام مصيدة “المحبّة” الإسرائيليّة! (2/2)

عادي أن تكون الأذهان مشوّشة خارج تركيا أيضاً بسبب ما يقوم به دولت بهشلي زعيم حزب الحركة القومية وحليف رجب طيب إردوغان السياسي، وهو يدعو…

الاستكبار النّخبويّ من أسباب سقوط الدّيمقراطيّين

“يعيش المثقّف على مقهى ريش… محفلط مزفلط كثير الكلام عديم الممارسة عدوّ الزحام… بكم كلمة فاضية وكم اصطلاح يفبرك حلول المشاكل أوام… يعيش أهل بلدي…