القزّي لـ”أساس”: مبادرة للبطريرك للإفراج عن الحكومة

2020-12-17

القزّي لـ”أساس”: مبادرة للبطريرك للإفراج عن الحكومة


كشف الوزير السابق سجعان القزّي أنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي سيطلق مبادرة خلال الساعات المقبلة لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري للإفراج عن التشكيلة الحكومية.

وأضاف القزّي في حديث خاصّ لـ”أساس” أنّ “البطريرك مستعدّ للقيام بأيّ مبادرة أو خطوة من شأنها تسهيل تأليف الحكومة وخلق حالة وفاق وطني من شأنها التجاوب مع المبادرة الفرنسية، والبطريرك سيدرس خلال الـ24 ساعة المقبلة إمكانية أن يتمّ التواصل مع الرئيس عون حول هذا الموضوع”.

القزّي كشف تفاصيل ما حصل معه خلال المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري في بكركي ومحاولة البعض الإساءة إليه عبر نشر مجتزأ للفيديو المقصود وقال: “عبدو متّى مراسل “لبنان الحرّ” في بكركي طرح على الرئيس الحريري سؤالاً عن الحياد، وأنا سررتُ بهذا السؤال لأنّ الرئيس الحريري أجاب بشكل إيجابي، وبعدها مباشرة قامت مراسلة الـmtv بتوجيه سؤال للرئيس الحريري عن آخر التطورات الحكومية فأجابها الحريري: “لا أريد التكلّم بالموضوع فكلمة بالزايد وكلمة بالناقص تؤثّر وتزعج”. عندها قالت له المراسلة: “إنتو ما بتستحو على حالكن. إنتو السياسيين ما بتشوفو شو عم بيصير..”. حركة فمي دلالة على رفضي لكلام هذه المراسلة، وهنا عبدو متّى أشار لي بأصبعه بـ”لايك”، وسألني: “هل أعجبك سؤالي؟”، فأشرت له بأصبعي: “برافو عليك”.

البطريرك مستعدّ للقيام بأيّ مبادرة أو خطوة من شأنها تسهيل تأليف الحكومة وخلق حالة وفاق وطني من شأنها التجاوب مع المبادرة الفرنسية

ويضيف: “بعيداً عن كلّ ما حصل. بالتأكيد تمّ التواصل معي من بيت الوسط، واتصل بي الدكتور غطاس خوري لتوضيح ملابسات ما حصل”.

وعن قراءته لموقف الرئيس الحريري من الحياد في بكركي، قال قزّي: “الرئيس الحريري سبق أن أيّد طرح البطريرك بالحياد بشكل صريح في تموز الماضي خلال آخر زيارة قام بها إلى بكركي، بعد يومين من طرح البطريرك اقتراح الحياد. وبالأمس، جدّد الرئيس الحريري تأييده، لكن هناك فرق بين تأييد الحياد وبين تثبيته. فالرئيس الحريري واضح، ويعلن أنّ الحياد سيأتي عاجلاً أم آجلاً لكنّ تثبيته واستقراره يحتاجان إلى مزيد من الوقت”.

بعيداً عن كلّ ما حصل. بالتأكيد تمّ التواصل معي من بيت الوسط، واتصل بي الدكتور غطاس خوري لتوضيح ملابسات ما حصل

القزّي رأى أنّ هذه الزيارة “من شأنها تخفيف الأجواء الطائفية التي سادت مؤخراً وتخفيف الانقسام الطائفي بعد قرار القاضي صوان. والاجتماع الذي حصل يوم الأربعاء تمّ التحضير له من أجل أن يكون البطريرك على علم بكل الأجواء والمواقف المعنيّة بتأليف الحكومة، وأين أصبح مسار التأليف”.

إقرأ أيضاً: سجعان قزّي لـ “أساس”: ما فائدة تطوير النظام اللبناني في ظلّ السلاح

وكشف القزّي أنّ “البطريرك مزعوج جداً من عدم تأليف حكومة حتّى اليوم، وفي هذه الظروف. وكانت تصل إليه أخبار مشوّشة، إن من وسائل الإعلام أو من بعض المصادر، مفادها أنّ الرئيس الحريري يريد تشكيل الحكومة على ذوقه ولا يريد أن يسأل أحداً، ويريد هو اختيار الوزراء. فكان لا بدّ من أن يعطي الرئيس الحريري تفسيراً وشرحاً لوجهة نظره من هذا الموضوع. هذا هو هدف الاجتماع، لكنّ التوقيت أعطاه إيحاءً بأنّ القضية الوطنية أهمّ من موضوع الحكومة، لأنّ الأجواء التي تسود البلد توحي كأنّنا عدنا إلى العام 1975، أي إلى أجواء النزاع المسيحي – الإسلامي، بكل تعقيداته ومشكلاته، في وقت يجب أن نبتعد عن هذهالأجواء. لذلك، فإنّ زيارة الرئيس الحريري إلى بكركي خفّفت التشنّج وخلقت جوّاً جديداً من الارتياح لدى الرأي العام”.

وختم القزّي كلامه: “نحن نعيش في دولة ما عادت تخضع لمعايير الوحدة، والمركزية، واللامركزية، والفدرالية، ولا حتّى لمعيار التقسيم. البلد مفكّك. وهذه أخطر مرحلة يمكن أن تعرفها دولة”.

مواضيع ذات صلة

لبنان بالخيار: حرب مفتوحة أم فصل المسارات؟

هو أشبه بفيلم رعب عاشه اللبنانيون منذ يوم الثلاثاء الفائت. في الوقت الذي بدأ الحزب بتحقيقاته الداخلية للوقوف على أسباب الخرق ومن يقف خلفه، تستعدّ…

ماذا أرادَ نتنياهو من عمليّة “البيجر”؟

دخلَت المواجهة المُستمرّة بين الحزب وإسرائيل منعطفاً هو الأخطر في تاريخ المواجهات بين الجانبَيْن بعد ما عُرِفَ بـ”مجزرة البيجر”. فقد جاءَت العمليّة الأمنيّة التي تخطّى…

ما بعد 17 أيلول: المدنيّون في مرمى الحزب؟

دقائق قليلة من التفجيرات المتزامنة في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع على مدى يومين شكّلت منعطفاً أساسياً ليس فقط في مسار حرب إسناد غزة بل في تاريخ الصراع…

ألغام تُزَنّر الحكومة: التّمديد في المجلس أم السراي؟

ثلاثة ألغام تُزنّر الحكومة و”تدفشها” أكثر باتّجاه فتح جبهات مع الناقمين على أدائها وسط ورشتها المفتوحة لإقرار الموازنة: 1- ملفّ تعليم السوريين المقيمين بشكل غير…